الأخبار

الوضع في ليبيا يزداد تعقيدا …هناك توازنات إقليمية في الميزان…

الوضع فى ليبيا يزداد تعقيدا ، فالجزائر التى لا يسمح دستورها بارسال قوات جزائر ية للخارج  بالمشاركة فى اية عمليات عسكرية ، تستعد لادخال تحوير دستوري يمكنها من ارسال قوات جزائرية الى ليبيا 
هذا الموضوع بدأ يسجل تجاذبات  سياسة كبرى  فى الجزائر نفسها  لأن المراد منه بعث قوات جزائرية  لليبيا للتصدى للقوات الموالية للجنرال حفتر فالجزائريون يعتبرون ان سقوط طرابلس   بيد هذه القوات هو بمثابة سقوط خط دفاعهم الاول عن ورغلة  المدينة الجزائرية الكبرى على الحدود بين ليبيا والجزائر.
كثير من القوى السياسية فى الجزائر ترى ان هنالك شرعية دولية يتمتع بها فايز السراج و ان  ما يحصل حاليا هو محاولة من مصر والامارات  والسعودية خاصة  لمنع حكومة الوفاق الوطنى من بسط نفوذها على الأراضى الليبية .
الوضع معقد لأن الولايات المتحدة تبدو غير متحمسة لانهاء الصراع فى ليبيا وحتى روسيا   والصين فإنهم غير  جادين فى دعم شق على حساب شق آخر بينما تتصرف فرنسا بكثير  من  المراوغة  فالظاهر انها مع الشرعية  الدولية  ولكنها تساند   فى الواقع حفتر  اما تركيا وقطر وايطاليا فانهم من اكبر الداعمين  لفايز السراج  .
فى تونس  فان الكفة متجهة لصالح حكومة الوفاق الوطنى وذلك لأن  هذه الحكومة تتمتع حتى الآن بالشرعية الدولية يضاف لذلك ان السياسة الخارجية التونسية قد أنبنت منذ فترة المرحوم الباجى قايد  السبسي  على الاعتراف بحكومة السراج والاحتراز من اللواء حفتر والحزب الوحيد الذى ربط علاقات مع هذا الاخير هو حزب المشروع  بقيادة السيد محسن مرزوق الذى رغب فى المحافظة على نوع من الحيادية فى هذ الصراع . 
لكن خروج الجزائر عن صمتها واستعدادها  للدخول عسكريا فى ليبيا لفائدة  حكومة الوفاق سيفرض على تونس متغيرات اخرى فتونس لا يمكن ان تكون الا على نفس الخط مع الجزائر 
القضية ليست قضية عواطف فهنالك توازنات اقليمية لا بد من اخذها بعين الاعتبار وهنا أوكد على ضرورة التنسيق مع الجارة الكبرى الجزائر وحتى المغرب حتى يكون موقفنا اكثر ثباتا ووزنا .

 الاستاذ “عادل كعنيش “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى