فن و ثقافة

المهرجان الوطني لفن الملحون يكرم الملحن مولاي أحمد العلوي تقديرًا لمساره الإبداعي

إعداد: صفاء أحمد آغا

شهدت الدورة الثانية من المهرجان الوطني لفن الملحون، المنظمة ما بين 14 و16 نونبر 2025، لحظة فنية مميزة تمثلت في تكريم الملحن المغربي الكبير مولاي أحمد العلوي، تقديرًا لمساره الإبداعي الممتد لأكثر من نصف قرن، ولإسهاماته الكبرى في تطوير الأغنية المغربية وإغنائها بأعمال خالدة.

احتفاء يليق بمسار استثنائي

خلال الحفل الذي أقيم ليلة السبت 15 نونبر 2025، اعتبرت رئيسة المهرجان السيدة فاطمة حداد في كلمتها أن تكريم العلوي هو “لحظة اعتراف برمز من رموز الإبداع الموسيقي المغربي”، مؤكدة أن مسيرته الفنية “شكلت رصيدًا ثمينًا للأغنية المغربية الحديثة، وامتدادًا لجمالية التعبير الفني المغربي الأصيل”.

وعبّر مولاي أحمد العلوي، في كلمة مقتضبة، عن سعادته بهذا الاحتفاء، معتبرًا أن هذه الالتفاتة “من أكبر لحظات الامتنان في مسيرته الفنية”، وأنها تمثل “تقديرًا لجيل كامل من الرواد الذين حملوا الأغنية المغربية إلى الجمهور الواسع داخل المغرب وخارجه”.

أكثر من 50 سنة من الإبداع

يمتلك مولاي أحمد العلوي رصيدًا فنياً غنياً، حيث بصم تاريخ التلحين المغربي عبر أكثر من خمسين سنة من العطاء، تعاون خلالها مع نخبة من المطربين المغاربة، وأسهم في تأثيث الذاكرة الغنائية بألحان راقية ذات بصمة خاصة.

وقد وثّق الفنان مسيرته الإبداعية في كتابه “50 سنة من حياة مولاي أحمد العلوي” مصحوبًا بألبومه المميز “واحات”، والذي يشكل مرجعًا للباحثين والمهتمين بتاريخ الموسيقى المغربية.

المهرجان… منصة لإحياء الملحون وترسيخ قيمه

يشكل المهرجان الوطني لفن الملحون إحدى أبرز المبادرات الثقافية الموجهة للحفاظ على هذا اللون الغنائي التراثي، وإبرازه في حلّة معاصرة تُقرّب الشباب من موروثهم الفني الأصيل.

وتؤكد رئاسة فاطمة حداد للدورة الثانية حرص اللجنة المنظمة على دمج جيل الرواد مثل العلوي مع المواهب الشابة، بما يسهم في استمرار الملحون كفن جامع بين الأصالة والتجديد، ويعزز حضوره ضمن مسارات الإبداع المغربي.

دعوة إلى مزيد من التوثيق

اختُتم حفل التكريم بتأكيد المنظمين على ضرورة تعزيز التوثيق الأكاديمي والفني لمسيرة مولاي أحمد العلوي، كجزء من الحفاظ على الذاكرة الموسيقية الوطنية. كما دعا المشاركون إلى تخصيص ندوات ومحاضرات في الدورات المقبلة تُعنى بأثر العلوي في تطوير التلحين المغربي، وبالأدوار التي لعبها في صون الهوية الموسيقية المغربية.

كان تكريم مولاي أحمد العلوي في الدورة الثانية من المهرجان الوطني لفن الملحون أكثر من مجرد احتفاء بفنان…
لقد كان احتفاءً بتاريخ وتجربة وتراث، ووقفة اعتراف بفنان ترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الإبداع المغربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى