المستعر المتكرر T CrB: نجم “الشعلة”

المستعر المتكرر T CrB: نجم “الشعلة”
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد ابوزاهرة
يترقب الجميع حدثاً فلكياً نادراً في سماء الليل يتمثل في انفجار المستعر المتكرر T التاج الشمالي (T CrB) المعروف أيضًا باسم نجم “الشعلة” هذا النجم الثنائي الذي يبعد حوالي 3000 سنة ضوئية يصنف كأحد النجوم المتفجرة المتكررة حيث يشهد انفجارات نووية دورية.
من المهم التوضيح أن T CrB ليس مستعراً أعظمًا بل مستعر متكرر يحدث في نظام ثنائي يحتوي على قزم أبيض ونجم آخر وعند انفجاره لا يموت النجم ويكون الانفجار أقل عنفاً وسطوعا من المستعر الأعظم لكنه يظل ظاهرة مثيرة للرصد العلمي.
حالياً، يبلغ سطوع النجم حوالي (10.3) وفق آخر رصد وهو غير مرئي بالعين المجردة لكن عند حدوث الانفجار قد يصل سطوعه إلى نحو 2–3 وهو مستوى قد يسمح برصده من موقع مظلم. مع ذلك وبسبب المسافة الكبيرة للنجم (~3000 سنة ضوئية) قد يكون من الصعب رؤيته مباشرة لذا ينصح باستخدام التلسكوب أو المنظار لمتابعة الحدث بدقة.
ان توقيت انفجار T CrB المقبل غير مؤكد وتبقى جميع التواريخ المقترحة مثل 10 نوفمبر 2025 أو 25 يونيو 2026 مجرد توقعات استناداً إلى نمط الانفجارات السابقة للنجم إذ لوحظ نمط يمتد حوالي 80 عاماً بين كل انفجار وآخر لكن لا يمكن ضمان حدوث الانفجار في هذه التواريخ.
لرصد النجم ينصح بالبحث عنه في كوكبة التاج الشمالي (Corona Borealis) وهي كوكبة صغيرة تقع في نصف الكرة السماوية الشمالي وخلال الانفجار يتوقع أن يظهر بالقرب من نجم Alphecca ألمع نجم في الكوكبة.
يتكون نظام T CrB من نجم عملاق أحمر (M3III) ونجم قزم أبيض (WD) ويحدث الانفجار عندما تنتقل المادة من النجم العملاق الأحمر إلى القزم الأبيض فتتراكم على سطحه وتؤدي إلى انفجارات نووية سطحية وهو ما يميز المستعرات المتكررة عن المستعرات العظمى حيث لا يتم تدمير النجوم في العملية.
بشكل عام لا يوجد أي تأثير على الأرض من انفجار المستعر المتكرر T التاج الشمالي (T CrB) فهذا النجم يبعد حوالي 3000 سنة ضوئية وهي مسافة هائلة تجعل أي إشعاع أو مادة من الانفجار تتبدد تماماً قبل الوصول إلى الأرض.
اضافة كونه مستعراً متكرراً (نوفا متكرر)فإن الانفجار يحدث على سطح القزم الأبيض في النظام الثنائي وينتج عنه زيادة في السطوع الضوئي فقط ولا ينطلق منه أي جسيمات خطرة باتجاه الأرض.
لذلك كل ما يمكن أن يرصد على الأرض هو زيادة في سطوع النجم في يملء الليل وهو أمر بصري محض دون أي تأثير بيئي أو كوني على كوكبنا.
باختصار يمكن متابعة الحدث بأمان تام في حال حدوثه باستخدام العين المجردة من موقع مظلم أو بالتلسكوب وهو مهم للرصد العلمي.
إن المستعر المتكرر T CrB يمثل فرصة نادرة لمتابعة ظاهرة فلكية ديناميكية حتى وإن لم يكن مرئياً بسهوله بالعين المجردة حيث سيستفيد العلماء من دراسة هذا الحدث لفهم سلوك النجوم الثنائية وطبيعة المستعرات المتكررة ما يضيف بعداً عملياً لفهم الكون من حولنا ويجعل متابعة هذه الظاهرة تجربة علمية مميزة وهامة.