أخبار عالميةالأخبارتكنولوجيا

القوارب ذاتيّة القيادة.. تطبيقات كثيرة وغير متوقّعة مستقبلا!

في ظل التقدّم التكنولوجي أصبح عالمنا قرية كونيّة صغيرة أُلغيت فيها الحدود والحواجز لنشهد كلّ يوم ابتكارات جديدة. فمع التطوّر التّقني اصبح من الطبيعي جدا أن نسمع عن السيارات ذاتية القيادة أو الطائرات دون طيار، كلّها تقنيات حديثة تسعى شركات التكنولوجيا المتخصّصة والرّائدة في هذا المجال إلى اختبار الأدوات اللازمة لتجسيدها على أرض الواقع. أما في الآونة الأخيرة فقد امتدّت هذه التقنية الحديثة إلى عالم البحار وتجسّدت في شكل مراكب ذاتيّة القيادة، التي ربّما يكون لها تطبيقات كثيرة وغير متوقعة مستقبلا.

تتجسّد المراكب ذاتيّة القيادة على هيئة أشكال وأحجام متنوعة، من الخارج، يشبه بعضها المراكب العادية. بعضها يُستخدم في الأرصاد الجوية وعلم المحيطات وبعضها الآخر للشحن أو المراقبة أو الدفاع، أو حتى جمع النفايات من المجاري المائية.

وحسب موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو صُمّمت هذه المراكب لتكون صديقة للبيئة، وذات بصمة كربونية منخفضة أو منعدمة، أو لها تأثير بيئي بسيط جدا بالمقارنة مع المراكب التقليدية.

وتحصل على الطاقة اللازمة لحركتها والقيام بمهامها من ألواح الطاقة الشمسية المثبتة عليها، أو من طاقة الرياح، ويحصل بعض منها على الطاقة من الأمواج.

كما تزوّد بأنظمة ذكاء اصطناعي، إذ تعتمد تقنيات التعلم الآلي أو التعلم العميق. تحمل المعدّات اللازمة للقيام بالمهام المختلفة التي صنعت من أجلها، بالإضافة إلى أجهزة الملاحة والرسم البياني والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأجهزة الاستشعار والرادارات وأنظمة تحديد الموقع.

وتُجري الشركات ومراكز الأبحاث المعنية الكثير من الاختبارات على مراكبها ذاتية القيادة، بهدف تمكين تطبيقها على نطاق واسع، و من بعض هذه التطبيقات نقل البضائع حيث تعمل شركة خاصة على تطوير مراكب تجارية ذاتية القيادة بغرض نقل البضائع كشركة آرتميس تكنولوجي، الهادفة للمساعدة في تحقيق مستقبل بحري مستدام، وهي تطوّر مراكبها باستمرار.

وفي مشروع آخر يعمل باحثون من معهد إم آي تي على تطوير اسطول من القوارب ذاتية القيادة، من بين قوارب هذا الأسطول قارب آلي يسمى “روبوت2″، بطول مترين ووزن 50 كغ تقريبا. وهو قادر على نقل الركاب.

ويتم تطوير المراكب ذاتية القيادة أيضا من أجل جمغ البيانات من البحار والمحيطات، إذ تزوّد بأجهزة استشعار على متنها تجمع معلومات عن الثدييات البحرية، والمواد البلاستيكية الملوثة للمحيطات، ورسم الخرائط على مستوى سطح البحر والأمن السيبراني البحري. من هذه المراكب المطورة مركب “ماي فلاور”، وهو مركب كهربائي بطول 30 مترا، مزوّد بألواح شمسية، ومن المتوقع أن يكون قادرا على العمل ذاتيا لعدة اشهر في كل مرة في مياه الأطلسي. وعلى الصعيد العسكري قد تتمكن الجيوش من استخدام التكنولوجيا لإبعاد البشر المعرضين للخطر في خطوط المواجهة الأمامية او الخطيرة، أو لغرض المراقبة. كما للقوارب ذاتية القيادة العديد من التطبيقات الأخرى كجمع البيانات من أعماق البحار وتجنّب الاصطدامات وجمع بيانات عن الطقس…

ويتوقع الخبراء انه سيكون للقوارب ذاتية القيادة تطبيقات أكثر مما ورد بكثير، لكن يتعين على المطورين التركيز بشكل أكبر على تجنب المخاطر التي قد تنجم عن استخدام هذه التقنية، وما يجب فعله الآن كي تنتشر بشكل أكبر، ويستفاد منها، هو سنّ التشريعات والقوانين اللازمة قبل بدء الاستثمار فيها على نحو اوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى