القمر البدر يزين سماء الوطن العربي

الاحساء – زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد أبو زاهرة يصل القمر إلى طور البدر الكامل هذا الشهر يوم السبت 9 أغسطس 2025 عند الساعة 10:55 صباحًا بتوقيت السعودية (07:55 صباحًا بتوقيت غرينتش).
ورغم أن لحظة الاكتمال تحدث في وضح النهار إلا أن القمر سيبدو مكتملاً تماماً للعين المجردة طوال ليلتي الجمعة والسبت (8 و9 أغسطس) إذ يظل مضاءً بنسبة تقارب 99% قبل وبعد لحظة البدر نظراً للبطء النسبي في تغير طوره الظاهري.
وسوف يشرق القمر من الأفق الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس ويواصل صعوده خلال الليل حتى يبلغ أعلى نقطة في السماء بعد منتصف الليل المحلي ثم يشرع في الانحدار نحو الأفق الجنوب الغربي ليغيب مع شروق شمس اليوم التالي.
يأتي هذا البدر قبل أيام قليلة من ذروة زخة شهب البرشاويات التي تبلغ أقصاها فجر الأربعاء 13 أغسطس وبما أن القمر سيكون حينها في طور الأحدب المتناقص فإن نوره الساطع سيؤثر على ظروف الرصد المثالية حيث سيطمس معظم الشهب الخافتة ما يجعل الرؤية تقتصر غالباً على الشهب الأشد سطوعاً خصوصاً في الساعات التي يسبق فيها غروب القمر شروق الفجر.
يتزامن هذا البدر أيضا مع حدث فلكي نادر وجميل يتمثل في اقتران كوكبي الزهرة والمشتري فجر يوم الثلاثاء 12 أغسطس حيث سيفصل بينهما أقل من درجة واحدة في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس وسيظهر الكوكبان كنقطتين شديدتي اللمعان للعين المجردة إذ تفوق الزهرة في سطوعها المشتري بنحو 7 أضعاف ما يجعل من هذا الحدث فرصة مثالية للرصد والتصوير.
ويعد هذا الوقت من الشهر القمري مثالياً لرؤية الفوهات المشعّة على سطح القمر باستخدام منظار أو تلسكوب صغير فرغم أن معظم التضاريس القمرية تبدو مسطحة نسبياً نتيجة الإضاءة الشمسية الكاملة إلا أن الفوهات المشعة تبرز بشكل واضح. وهي عبارة عن رواسب من مواد عاكسة ساطعة تمتد على شكل خطوط من مركز الفوهة نحو الخارج لمسافات قد تبلغ مئات الكيلومترات ويعتقد أن هذه الفوهات تشكلت حديثًا نسبيًا بفعل صدمات نيزكية كما يعتبر هذا التوقيت مناسباً جداً لتصوير تلك الفوهات بدقة عالية خاصة من المواقع التي تمتاز بصفاء الجو واستقراره البصري.
يشكل القمر البدر لشهر أغسطس 2025 مشهداً سماوياً يجمع بين جمال اكتمال القمر والفرص الفلكية النادرة التي تصاحبه من زخة البرشاويات المرتقبة إلى اقتران الزهرة والمشتري وصولًا إلى رصد الفوهات المشعة بوضوح لافت.
وفي مثل هذه الليالي تفتح نوافذ السماء لعشاق التصوير لتأمل المشهد الذي تجمع بين الدقة العلمية وروعة الجمال الطبيعي وتعيد ربط الإنسان بمحيطه الكوني في تجربة لا تنسى.