القمة بين الظاهر والمخفي .. تحليل بروفيلات القادة ورسائل القدر من قلب مصر

بقلم د/سوزان دوابه
لم تكن القمة الأخيرة التى احتضنتها مصر مجرد اجتماع سياسى عابر بين رؤساء دول، بل كانت — لمن يقرأ ما وراء المشهد — لوحة كونية رسمتها يد القدر بدقة ووعي إلهي عميق. فعندما تتلاقى شخصيات متعددة بخلفيات مختلفة، كل يحمل طاقته وفكره ومخططه، فإن الحدث يتجاوز حدود السياسة ليكشف عن تفاعلات خفية بين ترددات الأمم ونبض الأرض.
لقد بدا ظاهر القمة وكأنه لقاء من أجل القضايا الراهنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لكن من يقرأ ببصيرة يدرك أن الاجتماع لم يكن للقضية وحدها، بل لرسالة أعظم، أراد الله أن تنطلق من مصر – مركز النور وبوابة التوازن. فعند تحليلى لبروفيلات القادة المشاركين، وجدت أن كل رئيس جاء حاملاً خطة داخلية وطاقة شخصية محددة؛ فهناك من حضر بعقلٍ سياسى براغماتى يبحث عن النفوذ، وآخر جاء بروحٍ دبلوماسية تسعى للسلام، وثالث تحركه المصلحة الخفية لبلاده.ولصالح الماسونية التى تعرف ان التردد بدء فى الظهور تردد الله .وليس الذى يحاربونا به والذى كتب على احجار جوريا البند الاخير ثم دمروها لاننا بالفعل نعيش في بعض منه .فسلاح التردد هو اخطر سلاح على وجه الأرض .
لكن رغم اختلاف النوايا، فقد جمعهم قدر واحد: أن يلتقوا فى لحظة كونية على أرض مصر. إنها لحظة لم تجمعها السياسات، بل جمعتها إرادة عليا أرادت أن يكون هذا اللقاء نقطة تحول فى طاقة الأرض. فكل ابتسامة، وكل نظرة، وكل مصافحة كانت تبادلًا للترددات بين العقول والقلوب، فى محفل يبدو سياسياً فى الظاهر لكنه روحى فى جوهره.
لقد تحولت القمة إلى عرس كوني، يجتمع فيه الشرق والغرب والشمال والجنوب فى رمز واحدٍ: أن الأرض كلها تدخل طورا جديدًا من الوعى والتحول. ورغم أن القادم قد يحمل شيئًا من الخوف والاضطراب والحرب ، إلا أن فى باطن الأحداث رحمة خفية تصنع الأمل. فكل ما يحدث هو جزء من إعادة التوازن الكوني والسياسي، تمهيدًا لعصرٍ تتوحد فيه الإنسانية على تردد واحد.
إن مصر لم تكن مجرد المضيف، بل كانت المحور والمفتاح. فهى التى تجمع بين المادى والروحى، بين القوة والحكمة، بين الماضى والمستقبل. إنها الأرض التى تنبض بترددات الخلق الأولى، والتى تعود اليوم لتقود العالم من جديد نحو فجرٍ جديدٍ من النور والإصلاح.
قد تختلف تحليلات الخبراء وتقديرات السياسيين، لكن الحقيقة الأعمق تقول: ” أن القمة لم تكن اجتماع قادة فحسب، بل كانت تجميعًا للطاقة البشرية والقدرية فى لحظة ولادة جديدة للأرض.” فوجت الوجوه تتكلم… وقراءت البروفيلات الخفية للقادة من عيونهم وطاقتهم. ففى عالم السياسة، الكلمات تُقال للحساب، لكن العيون هى التى تفضح النوايا. ومن يملك بصيرة القراءة الطاقية يدرك أن وراء كل زعيم ذبذبة خاصة تحدد طريقه وأثره.
فـ الزعيم الأمريكى دخل القاعة بطاقة القوة والسيطرة، تحيطه هالة من الجدل الداخلى بين الإيمان بالقيادة والخوف من فقدان النفوذ. بدا كمن يسعى لاستعادة مجده القديم، لكنه فى العمق يبحث عن خلاص داخلى يخفى هشاشته وراء الخطاب الحاد بقوة النفوذ والسلطة والتحكم والحيرة من مستجدات رائها وشعر بها أن القادم يخيفه.
أما القائد الأوروبى، فقد حمل معه حيرة الغرب القديمة بين المصلحة والمبدأ. ابتسامته المدروسة كانت تحمل ارتباكًا حضاريًا أمام يقظة الشرق. بدا كمن يشارك فى المشهد، لكنه يراقبه بعين الباحث عن توازن ضائع. والزعيم القادم من الشرق حضر بهدوء ظاهر، وقوة خفية تسكن عينيه. لغته الجسدية كانت مستقرة كجبل، فيها إحساس بالمعرفة القديمة وصبر المراقب الذى يدرك أن ما يُخطط له اليوم ليس سياسة، بل قدر يتكشف عبر الزمن. أما قادة المنطقة العربية، فقد بدوا كمن يحمل على كتفيه إرث أمة تبحث عن نهضتها. فى وجوههم مزيج من الإصرار والألم، لكن تحت السطح طاقة أمل جديد تنبض رغم الجراح.
وفى قلب المشهد، كانت مصر — الدولة والأرض والروح — هى النقطة التى تذوب عندها كل الفوارق. فهى التى احتوت الجميع، وامتصت تضادّاتهم، لتعيد صياغة التوازن. كانت طاقتها كالأم الكبرى التى تجمع أبناءها المختلفين حول مائدة واحدة، فى لحظةٍ من الصمت، قبل أن يبدأ فصل جديد من التاريخ. لقد كشفت القمة، فى ظاهرها وباطنها، أن العالم يتحرك نحو مرحلة وعي جديدة، فيها تسقط الأقنعة، وتختبر النوايا، ويعاد تعريف معنى القوة والسيادة. إنه زمن مصر من جديد… زمن القيادة بالوعى لا بالهيمنة، وبالنور لا بالظلال.