مقالات

الشيخ قاسم ثوابت المواجهة.. “نحن أولي البأس الذين لا يُهزمون”

الشيخ قاسم ثوابت المواجهة.. "نحن أولي البأس الذين لا يُهزمون"

كتب حسين مرتضى

 

في ظل المتغيرات الأخيرة على مستوى المنطقة والأقليم جاء خطاب سماحة الشيخ نعيم قاسم ليؤكد بأن المقاومة لا تزال ثابتة في موقفها، قوية في قدراتها، وملتزمة بالدفاع عن الشعب اللبناني إلى جانب حلفائها في محور المقاومة، وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية في إيران. الكلمة التي جاءت في توقيت بالغ الحساسية، حملت في طياتها رسائل داخلية وإقليمية ودولية على حدّ سواء.

 

لقد رسم الشيخ قاسم خطًا واضحًا بين كربلاء ومعركة “أولي البأس” التي خاضها حزب الله مؤخرًا. وأشار إلى أن صمود المقاومة لـ64 يومًا من القتال المتواصل في وجه الاحتلال الإسرائيلي يندرج ضمن مدرسة الحسين (ع). وقال: “كنا أولي بأس لا يُهزمون، قاومنا، ثبتنا، دفعنا الشهداء، ثم جاء وقف إطلاق النار”.

 

ورأى أن هذا الصمود لم يكن خيارًا عسكريًا فحسب، بل موقفًا نابعًا من قناعة عقائدية، تمامًا كما كان موقف الإمام الحسين في وجه يزيد. وأكد أن المقاومة لم تضعف، بل زادت تماسكًا ومرونة، وأن بنيتها القيادية والتنظيمية أعادت الترميم والاستعداد للجولات القادمة.

 

المقاومة والمجتمع: شراكة في الصبر والصمود

 

توقف الشيخ قاسم عند ما وصفه بـ”العلاقة التكوينية” بين المقاومة وبيئتها الشعبية، مؤكدًا أن الناس كانوا شركاء حقيقيين في هذا الإنجاز، رغم كل التضحيات والدمار والمآسي. وقال سماحته: “شهداؤنا افتدوا الوطن بدمهم، وبيئتنا قدمت أبناءها وصبرت على العدوان”.

 

وتناول ملف الإعمار، مشيرًا إلى أن الحزب شرع فعليًا في ترميم ما دمره الاحتلال، معربًا عن التزامه بإعادة بناء ما تهدم دون أن يُحمّل أحدًا معروفًا، وذلك من باب الواجب الأخلاقي والديني.

 

دعوة للدولة اللبنانية: تحمّلوا مسؤولياتكم

 

وفي إشارة إلى الخروقات الإسرائيلية المستمرة للاتفاق الميداني، وجّه الشيخ قاسم دعوة صريحة إلى الدولة اللبنانية، محمّلًا إياها مسؤولية مواجهة هذه الانتهاكات بالوسائل السياسية والدبلوماسية. وقال: “المقاومة ملتزمة، لكن على الدولة أن تتحرك في المحافل الدولية… لا يجوز السكوت عن هذه التجاوزات”.

 

كما أكد أن المقاومة حاضرة “لكل خيار تتخذه الدولة”، موضحًا أن حزب الله لا ينفصل عن الشرعية اللبنانية، بل يعمل ضمن رؤية تكاملية مع مؤسساتها، ما دام القرار وطنيًا جامعًا.

 

رسالة إلى إيران… ووفاء للشهداء

 

في ختام كلمته، وجّه الشيخ قاسم تحية إلى القيادة الإيرانية، وتحديدًا إلى الإمام السيد علي خامنئي، معزيًا إياه بشهداء الحرس الثوري الذين سقطوا في العمليات الإسرائيلية الأخيرة. وخصّ بالذكر اللواء رمضان شريف، مشيدًا بدوره في خدمة مشروع المقاومة الإسلامي.

 

وقال سماحته: “شهداؤكم شهداؤنا، وألمكم ألمنا، وموقفكم موقفنا… ونحن على العهد: ما تركناك يا حسين”.

 

لقد جاءت كلمة الشيخ نعيم قاسم لتؤكد أن المقاومة لا تتحرك فقط وفق حسابات ميدانية، بل من منطلقات عقائدية راسخة مستمدة من عاشوراء. الرسائل كانت متعددة الاتجاهات:

 

للقاعدة الشعبية: صبركم ليس عبثًا، بل نصرٌ وعزّة.

 

للدولة: مسؤولياتكم لا تُنتظر، بل تُمارَس.

 

للاحتلال: لن تمرّوا دون رد.

 

لإيران: نحن في جبهة واحدة، في الحزن كما في الصمود.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى