فن و ثقافة

السيد رزق.. معلم يحوّل اللغة الإنجليزية إلى أغانٍ وأشعار تصل للعالم

من قلب صعيد مصر، وتحديدًا من قرية الحرادنة بمركز ساقلتة في محافظة سوهاج، خرجت فكرة غير تقليدية لتعليم اللغة الإنجليزية، أبطالها معلم مبدع وأربع فتيات صغيرات، السيد أحمد محمد رزق، المعروف باسم “السيد رزق”، ليس مجرد معلم لغة إنجليزية في مدرسة حسن العمدة الإعدادية، بل هو شاعر وصانع محتوى تعليمي نجح في كسر الحواجز التقليدية لتدريس اللغات.

بداية غير متوقعة.. فيديو عفوي يتحول إلى أسلوب تعليمي

بدأت القصة بالصدفة أثناء مذاكرة الإنجليزية لبناته الأربع: جنة (13 سنة – أولى إعدادي)، شهد (12 سنة – السادس الابتدائي)، ندى (10 سنوات – الرابع الابتدائي)، ودينا (8 سنوات – أولى ابتدائي)، وأثناء الدراسة، قرر السيد رزق تحويل الدروس إلى أغانٍ مرحة، فغنى معهن عن حرف الـ I، وسجّل مقطع فيديو عفوي شاركه على الإنترنت، ولم يكن يتوقع أن يلقى الفيديو انتشارًا واسعًا، لكنه فاجأه بإعجاب كبير من المتابعين، ليبدأ بعدها في تقديم المزيد من الأغاني التعليمية حول نطق الحروف المركبة والقواعد الأساسية للغة.

من فيديوهات إلى كتاب في معرض الكتاب الدولي

ما بدأ كمحتوى بسيط على يوتيوب تطور سريعًا، ليصل إلى آلاف المتابعين داخل مصر وخارجها، قنوات تلفزيونية استضافته، ومواقع إلكترونية سلطت الضوء على أسلوبه الفريد في تبسيط الإنجليزية من خلال الغناء.

ولم يتوقف النجاح عند الإنترنت، بل تحوّل إلى كتاب تعليمي بعنوان “غنِّ وتعلم – Sing and Learn”، الذي طُرح في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، ليكون مرجعًا للأطفال وأولياء الأمور والمعلمين الذين يبحثون عن طرق ممتعة وفعالة لتعليم الإنجليزية.

أسلوب ممتع يتجاوز حدود المدرسة

داخل فصول المدرسة، لم يكتفِ السيد رزق بالشرح التقليدي، بل استخدم مسرحة المناهج، حيث يحوّل القواعد الجافة إلى مشاهد تمثيلية ممتعة تجعل الفهم أكثر سلاسة، والمفاجأة أن الأغاني التعليمية التي صنعها لم تقتصر على الطلاب في المدارس، بل وصلت إلى الحضانات، حيث يستخدمها المعلمون لتعليم الأطفال النطق الصحيح بطريقة مرحة.

ليس مجرد تعليم.. بل معالجة مشكلات مجتمعية

لم يقتصر محتوى السيد رزق على اللغة الإنجليزية فقط، بل امتد ليشمل فيديوهات تناقش قضايا اجتماعية تهم الأطفال، مثل التنمر، الكذب، الغش، والبخل، لكن بأسلوب كوميدي يجعل الأطفال يتفاعلون معها بسهولة، فيتعلمون القيم والأخلاق دون وعظ مباشر.

ما سر نجاح الطريقة؟

يؤكد السيد رزق أن أهم عنصر في تعلم اللغة هو الاستماع الجيد والممارسة المستمرة، وليس الحفظ فقط، فكلما استمع الطفل أكثر وتفاعل مع اللغة في مواقف حقيقية، زادت قدرته على إتقانها بشكل طبيعي.

من صعيد مصر إلى العالم

تحولت تجربة السيد رزق إلى نموذج تعليمي مختلف أثبت نجاحه، ليس فقط داخل مصر، بل أيضًا في دول أخرى، حيث وصلت فيديوهاته إلى معلمين وأولياء أمور يبحثون عن طرق جديدة لتعليم الأطفال.

ومن معلم بسيط في قرية صعيدية، إلى صانع محتوى تعليمي ناجح، يثبت السيد رزق أن الابتكار في التعليم يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة، ويحوّل العملية التعليمية من مجرد دروس جافة إلى تجربة ممتعة وملهمة للأطفال.

 

بقلم: أماني يحيي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى