أخبار العالم العربي

الزهرة يتألق كـ”نجمة الصباح” فجر الخميس

 

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

أوضح ذلك المهندس . ماجد أبوزاهرة
فجر الخميس 24 أبريل 2025، سيكون عشاق السماء على موعد مع واحدة من أجمل الظواهر الفلكية التي تشاهد بالعين المجردة، إذ يصل كوكب الزهرة إلى أقصى سطوع له خلال ظهوره الصباحي لهذا العام، بلمعان ظاهري يبلغ -4.5، ويرصد قبل شروق الشمس بنحو 30 إلى 45 دقيقة.

في هذا التوقيت، سيظهر الكوكب متلألئًا جهة الشرق، متقدما على ضوء النهار وسيتمكن هواة الفلك والمصورون من مشاهدته بسهولة دون الحاجة إلى أي أجهزة بصرية، إذ سيتفوق بشكل لافت على جميع النجوم والكواكب المجاورة من حيث اللمعان. وإلى جانبه، ستكون هناك كواكب مثل عطارد وزحل غير أن ضوءها سيبدو خافتاً جداً مقارنة ببريق الزهرة ما يمنحه الصدارة في المشهد السماوي.

يطلق على كوكب الزهرة لقب “نجمة الصباح” عندما يظهر في السماء قبيل الفجر، بينما يعرف بـ”نجمة المساء” عندما يظهر بعد الغروب. ويعود هذا التبدل في التوقيت إلى طبيعة مداره الداخلي حول الشمس مقارنة بمدار الأرض ما يجعل ظهوره يتنقّل بين الصباح والمساء خلال العام.

يعد الزهرة ثالث ألمع جرم سماوي يمكن رؤيته من الأرض بعد الشمس والقمر وعند وصوله لأقصى سطوع -4.5، يتجاوز لمعان كوكب المشتري بنحو 60 مرة، حتى في أفضل حالاته. ويكمن سبب هذا السطوع الاستثنائي في قدرة الكوكب الكبيرة على عكس ضوء الشمس، إذ تبلغ نسبة انعكاسيته نحو 70%. ويعزى ذلك إلى طبقاته الكثيفة من السحب الغنية بحمض الكبريتيك التي تغلفه وتعيد معظم الضوء الساقط عليها ما يجعله ساطعاً ومميزاً في سماء الصباح والمساء على حدّ سواء.

هذه الظاهرة تمثل فرصة نادرة لالتقاط مشاهد مدهشة لا تتكرر إلا كل عدة أشهر، إذ يمر الزهرة بظهورين رئيسيين خلال العام: صباحي يظهر فيه قبل الفجر وآخر مسائي، يتألق بعد المغيب، ويتبادلان موقعيهما بانتظام بحسب مدار الكوكب.

في هذا المشهد السماوي فجر الخميس سيضيء الزهرة الأفق ببريقه الأخّاذ، ويمنح الراصدين فرصة ذهبية للاستمتاع بجماله في لحظة هدوء الفجر ما يجعل من هذا الحدث تجربة لا ينبغي تفويتها لعشّاق السماء.

يبقى كوكب الزهرة من أبرز الأجرام السماوية وأكثرها سحراً، ليس فقط لجماله البصري بل أيضاً لأهميته العلمية فهو يوفر نافذة مثالية لدراسة انعكاس الضوء وتركيب الغلاف الجوي للكواكب ويظل واحداً من أروع الأجسام السماوية التي يمكن أن تراها العين البشرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى