تكنولوجيامقالات قانونية

الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام

الدكتور جابر غنيمي
قاضي
مدرس جامعي
البريد الالكتروني: janaghnimi4@gmail.com

ملخص:
لقد أصبح الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في المجتمع، حيث تم استخدامه في مجالات مختلفة مثل المجالات الطبية والقانونية والعسكرية والتعليمية والعديد من المجالات الأخرى…
والإعلام بشكل عام من المجالات التي اكتسحها الذكاء الاصطناعي اكتساحا وانطلق فيها بلا حدود، الأمر الذي جعل كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية، تسارع خطاها لتفعيل فكرة احتضان الذكاء الاصطناعي من أجل الإبقاء على الصنعة الإعلامية، في زمن باتت فيه التقنية تختلط وتنافس مجالات عمل بشرية كثيرة، وليس صناعة الإعلام فقط.
لقد استفاد الإعلام بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي عدة مجالات، أهمها استخراج البيانات وتحسين طرق البحث، اختيار الموضوعات، انتاج الأخبار وتصحيح الأخطاء وحتى كتابة النصوص الاخبارية بشكل كامل، التعزيز من كفاءة الإنتاج الإعلامي ودقة التحليل، أتمتة تحرير الأخبار، وإنشاء المحتوى التفاعلي، وتحليل المشاعر والاتجاهات على وسائل التواصل الاجتماعي، تحسين تجربة المستخدم من خلال التوصيات الذكية، والترجمة الفورية، وتحليل البيانات الضخمة لتحديد الأخبار ذات الأهمية. إضافة إلى ذلك، يُعزز الذكاء الاصطناعي من مكافحة الأخبار الزائفة عبر تقنيات التحقق التلقائي…
وفي حين يقدم الذكاء الاصطناعي العديد من المزايا في قطاع الإعلام الا انه يثير مخاوف أخلاقية تتمثل في احتمال قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بإدامة التحيزات الموجودة في البيانات المستخدمة للتدريب، مما قد يؤدي إلى نشر محتوى متحيز أو تمييزي، مما يضعف مبادئ الموضوعية والعدالة، وهناك مخاوف بشأن التأثير على النزاهة الصحفية والتآكل المحتمل للرقابة البشرية في إنتاج الأخبار. وقد يؤدي الاعتماد على المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي أيضاً إلى أن تصبح مصادر الأخبار متشابهة للغاية، ما يقلل من تنوع وجهات النظر المتاحة. وعلاوة على ذلك، لا يمكن إغفال تأثيره على الخصوصية والشفافية داخل قطاع الإعلام.
والذكاء الاصطناعي يثير إشكالية تحديد دوره وتحدياته في قطاع الاعلام.
و لقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة المنهجين التحليلي والوصفي لتحليل و ابراز دور الذكاء الاصطناعي و تحدياته في قطاع الاعلام.
و بناء على ذلك سنتولى ابراز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الاعلام (المبحث الأول) و التحديات المتوقعة (المبحث الثاني)
الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، الاعلام، الاتمتة، الاخبار الزائفة، النزاهة الصحفية.

The role of artificial intelligence in the media sector
Dr. Jaber Ghnimi
judge
University teacher

Summary:
Artificial intelligence has come to play an important role in society, as it has been used in various fields such as medical, legal, military, educational, and many other fields…
The media has benefited greatly from artificial intelligence in several areas, the most important of which are data extraction, improving research methods, selecting topics, producing news, correcting errors, and even writing complete news texts, enhancing the efficiency of media production and accuracy of analysis, automating news editing, creating interactive content, analyzing sentiment and trends on social media, improving the user experience through smart recommendations, and simultaneous translation, And analyze big data to identify news of interest. In addition, artificial intelligence enhances the fight against fake news through automatic verification techniques…
While artificial intelligence offers many advantages to the media sector, it raises ethical concerns There is the possibility that AI systems may perpetuate biases present in the data used for training, which could lead to the publication of biased or discriminatory content, weakening the principles of objectivity and fairness, and there are concerns about the impact on journalistic integrity and the potential erosion of human oversight in news production. Relying on AI-generated content may also lead to news sources becoming too similar, reducing, From the diversity of viewpoints available. Moreover, its impact on privacy and transparency within the media sector cannot be overlooked.
Artificial intelligence raises the problem of studying its uses and challenges in the media sector.
In this study, the researcher adopted both analytical and descriptive approaches to analyze and highlight the role of artificial intelligence and its challenges in the media sector.
Based on this, we will highlight the uses of artificial intelligence in the media (Part One) and its challenges (Part Two)
Keywords: artificial intelligence, media, automation, fake news, journalistic integrity.

المقدمة:
فـي بضعـة عقـود تحولـت المجتمعات الإنسانية من الاعتماد علـى الآلات إلى الاعتماد على المعلومات، وفيمــا واصــل عصــر المعلومــات النضــوج، وجــدت المجتمعــات نفســها فــي ألفــة جديــدة وحميميــة مــع النظـم الخوارزميـة القائمـة علـى البيانـات.
لم يعد مصطلح “الذكاء الاصطناعي” مقصورًا على أفلام الخيال العلمي وبرامج الكمبيوتر المعقدة، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويمتد ليشمل العديد من المجالات المختلفة .
و شمل الذكاء الاصطناعي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد بصفة عامة. فقد فرض الذكاء الاصطناعي تغييرات مُهمة بمهنة الصحافة والإعلام؛ نتيجة تزايد الاعتماد على روبوتات ذكية تقوم بالتصوير وتحرير المحتوى والتدقيق اللغوي والترجمة والتعامل مع البيانات الضخمة وغير ذلك؛ بدقة وسرعة أكبر من البشر وبمستوى إنتاج ضخم، يفوق مستويات إنتاج المحتوى التقليدي خلال وقت وجيز لا يتعدى ثواني قليلة…
إن تفاعل الذكاء الاصطناعي مع الإعلام يُشكِّل حالة فريدة من التحوّل الرقمي، حيث يتم استثمار التكنولوجيا لتحسين جميع جوانب العملية الإعلامية من جمع الأخبار، وإنتاج المحتوى الإعلامي، والتحقق من المعلومات ومكافحة الأخبار الزائفة، و لكن هذا لا يمنع من وجود بعض التحديات و المخاطر.
ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بانه مجموعة من الأساليب والتقنيات الجديدة في برمجة الأنظمة، والتي تهدف إلى تطوير أنظمة تحاكي بعض عناصر ذكاء الإنسان. وتسمح هذه الأنظمة بالقيام بعمليات استنتاجيه وتفسير الحقائق والقوانين الممثلة في ذاكرة الحاسوب .
ويمكن تعريف الإعلام أنه: هو مجموعة من الوسائل والأدوات التي تستخدم لنقل المعلومات والأخبار والتواصل مع الجمهور، وتهدف وسائل الإعلام إلى توفير المعلومات وتشكيل وجهات نظر الجمهور وتأثيره على سلوكهم وآرائهم.
أهمية البحث:
يستمد البحث أهميته من أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام الذي غير من طبيعة الممارسات المهنية. كما يستمد أهميته في فهم التغيرات التقنية الحديثة التي تساهم في تغير الشكل الوظيفي لمهنة الاعلام، فلم يعد الذكاء الاصطناعي مفهوما عابرا على قطاع الاعلام، لذا من المهم فهم دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام، و كذلك فهم التحديات و المخاطر التي تواجهه.
إشكالية البحث:
تتمثل إشكالية البحث في تحديد دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الاعلام والتحديات التي تعترضه.
تساؤلات البحث:
يتفرع من سؤال الدراسة الرئيس مجموعة من الاسئلة الفرعية:
ما هو مفهوم الذكاء الاصطناعي؟
ماهي تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام؟
ماهي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام:
ما هي مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام؟
ما هي مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام؟
اهداف البحث:
يتمثل الهدف من البحث في معرفة تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاعلام وتقييم استخداماته من حيث الفوائد والمخاطر .
منهجية البحث:
سنعتمد المنهجين التحليلي والوصفي لتحليل وابراز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير بقطاع الاعلام و كذلك المخاطر المترتبة عن ذلك.
خطة البحث:
في اطار دراسة الذكاء الاصطناعي في الاعلام سأتعرض الى دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الاعلام ( المبحث الأول) و تحديات استخدامه ( المبحث الثاني)
المبحث الأول: دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الاعلام
بات في عصرنا الحديث، الذكاء الاصطناعي أداة ثورية تُغير مشهد الصحافة والإعلام. يقدم هذا التقدم التكنولوجي حلولاً مبتكرة تساهم في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، تخصيص تجربة المستخدم، مكافحة الأخبار المزيفة، وتعزيز كفاءة إنتاج المحتوى، مما يفتح آفاقاً جديدة للإعلام.
و قد حققت العديد من المؤسسات الإعلامية نجاحات بارزة بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالها. على سبيل المثال، تعتبر صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية من المؤسسات الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة محتواها وزيادة كفاءتها، قامت الصحيفة بتطوير نظام ذكاء اصطناعي يُدعى “هيليوغراف”، يتمتع بقدرة فائقة على كتابة الأخبار القصيرة والتقارير بناءً على بيانات معينة، مما أتاح لها توفير الوقت والجهد وزيادة حجم المحتوى الذي يمكن إنتاجه ونشره.
وشركة “رويترز” الإعلامية أيضًا اعتمدت على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة والمساعدة في جمع الأخبار المهمة والملائمة للجمهور، و تمكنت من تطوير أدوات تحليلية مثل “Reuters News Tracer”، التي تراقب محتوى وسائل التواصل الاجتماعي وتساعد في تحديد الأخبار الحقيقية من الأخبار الزائفة وتعتمد في ذلك على تقنيات التعلم الآلي.
ولم تقتصر قصص النجاح على المؤسسات الغربية فقط، فقد شهدت بعض المؤسسات العربية أيضًا تجارب ناجحة في استخدام الذكاء الاصطناعي للإعلام ، فقد أطلقـت مؤسسـة دبى للإعلام عـام 2019 أول روبـوت مذيـع باسـم “راشـد الحـل” لإجراء حـوارات إعلامية باللغـة العربيـة باسـتخدام خوارزميـات الـذكاء الاصطناعي ليشــارك في برنامــج المؤشر عــلى قنــاة ســماء دبى .
و تعمل قنوات “الجزيرة” على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي من أجل تحليل توجهات الجمهور واهتماماتهم لتقديم محتوى يتناسب مع هذه الاحتياجات. فقد اطلق معهد الجزيرة للإعلام برنامج “الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار”. ويعد البرنامج هو الأول من نوعه في المعهد، حيث تقدمه المذيعة ابتكار، وهي مذيعة رقمية، تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي في معهد الجزيرة للإعلام .
كما قامت “مجموعة MBC” بإطلاق منصات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى مخصص لكل مستخدم بناءً على تفضيلاته وسلوكياته .
ان الحديث عن دور الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام يدفعنا الى التعرض الى تقنياته و تطبيقاته ( المطلب الأول) و مجالات استخداماته ( المطلب الثاني)
المطلب الثاني: تقنيات و تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاعلام
تشهد وسائل الإعلام تحولاً جذرياً بفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذه التقنيات تعمل على إعادة تشكيل صناعة الإعلام بطرق متعددة.
أحد أهم هذه التقنيات هي:
خوارزميات تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analytics)، التي تتيح لوسائل الإعلام تحليل كم هائل من البيانات بسرعة ودقة عالية، مما يساعد في تحديد الأنماط والمعايير الأكثر شعبية واهتمامًا بين الجمهور. هذا يمكن المحررين والصحفيين من اتخاذ قرارات مبنية على بيانات فعلية بدلاً من التكهنات.
كما أن تقنية التعلم الآلي (Machine Learning) أصبحت تتواجد بشكل كبير في الإعلام، حيث تستخدم لتصنيف الأخبار والمحتوى وتصفيته تلقائيًا. وتعلم الآلة يتيح أيضًا إمكانية تطوير أنظمة توصيات (Recommendation Systems) كهذه التي نجدها في منصات مثل نتفليكس ويوتيوب، وهي تقترح محتويات مشابهة للمشاهد بناءً على تفضيلاته السابقة. هذه الأنظمة تزيد من التجاوب مع الجمهور وترفع معدلات الاستبقاء .
وتعد الأساليب المعمقة (Deep Learning) جزءًا من تطور الذكاء الاصطناعي في الإعلام، خاصة في مجالات تحليل الصور والفيديو. وتُمكِّن هذه التقنيات من وضع وتشغيل أدوات الفحص البصري التلقائي التي تُستخدم في فهم محتوى الصور والفيديوهات وتصنيفها دون الحاجة إلى تدخل بشري. كمثال، يمكن لخوارزمية مبنية على التعلم العميق أن تتعرّف بشكل تلقائي على الشخصيات والأشياء والبيئات في الفيديوهات، مما يسهل عملية تنظيم وإدارة المحتوى المرئي .
والتحليل المعنوي (Sentiment Analysis) هو تقنية أخرى تُستخدم بشكل متزايد في الإعلام، من خلال تحليل المعنويات، تستطيع الخوارزميات تلقائيا تحديد ما إذا كانت النصوص أو التعليقات تحمل طابعًا إيجابيًا أو سلبيًا، مما يساعد وسائل الإعلام على فهم ردود الفعل والتفاعل مع محتوياتهم بشكل فعّال وسريع.
و واحدة من أبرز التقنيات الأخرى هي تقنية التوليد التلقائي للنصوص (Natural Language Generation)، التي تمكن الأنظمة من إنتاج مقالات وأخبار بشكل تلقائي بناءً على بيانات مُدخلة. هذا يُفعِّل إنشاء محتوى مُخصص وسريع، يُخفف من العبء على الصحفيين ويسمح لهم بالتركيز على الأعمال الأكثر تعقيدًا وإبداعًا.
و من اهم ادوات الذكاء الاصطناعي في الاعلام نذكر:
Jucer -من BBC: أداة ذكاء اصطناعي مصممة لتبسيط سير العمل الإعلامي، وتمكين الصحفيين من التركيز على إعداد التقارير بدلاً من المهام الدنيوية. إنه يجسد كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أتمتة العمليات الروتينية، مما يسمح للصحفيين بتخصيص المزيد من الوقت للعمل الاستقصائي والتحليلي .
Reuter’s News Tracer- يتتبع هذا التطبيق الأخبار العاجلة، مما يحرر الصحفيين من عبء مراقبة التطورات في الوقت الفعلي يدوياً. و هو مثال على كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بأتمتة اكتشاف وتتبع الأحداث الإخبارية المهمة.
– منصة Quill للعلوم السردية: تعمل هذه الأداة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحويل البيانات الأولية إلى قصص ذكية، وتعرض كيف يمكن للآلات تجميع المعلومات في روايات متماسكة. إنها تمثل تقدماً كبيراً في الصحافة الآلية، حيث يصبح سرد القصص المبني على البيانات أكثر سهولة …
و تم ابتكار عدة برمجيات تم استخدامها في الاعلام من اهها:
– وورد سميث:
تعد برمجية وورد سميت (صانع الكلمات) من أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تم استخدامها في مجال الصحفي من اجل كتابة الأخبار. و تستعمل لكتابة الأخبار بكيفية تلقائية عبر تحليل البيانات ووضعها في سرد متماسك ضمن أنماط قابلة للتعديل .
وتعد تجارب صناعة الكلمات إلى مجهودات اللسانيين في مجال ما يسمى ب”توليد اللغة الطبيعية: مثل مايك سكوتمن جامعة ليفور بول الذي طور أدوات صناعة الكلمات عام1996 .
– كويكوبوت:
تم تطوير برمجية “كويكوبوت”بواسطة صحيفة “لوس انجلوس تايمز” للإبلاغ عن الزلازل التي تحدث في أسرع وقت ممكن، حيث تقوم البرمجية بمراجعة إشعارات الزلازل الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وإذ استوفت معايير معينة .
تقوم تلقائيا بكتابة مسودة قصة إخبارية، ومن ثم يتم تنبيه غرف الأخبار، فإذا قرر محرر الصحيفة أن الخبر يستحق النشر يتم نشره ،و تدار البرمجية من قبل كيسي ميلر الصحفي في قسم البيانات والرسومات في الصحيفة وتدل تسمية البرمجية على انها مختصة في تغطية أخبار الزلازل .
يعتمد “كوي كبوت” على أجهزة استشعار الزلازل من قبل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ،عندما ترصد الهيئة زلزالا تبلغ قوته1,0 أو أعلى ترسل إشعار للبرنامج ،وأي خطأ في تقدير الزلزال يكون مصدره هيئة المسح وهذا نادر وليس “كويكبوت” فعلى سبيل المثال في سنة 2017 أرسلت الهيئة عن طريق الخطأ اشعارا بان زلزال بقوة 6,8 ريشتر وقع في سانتا بربارة ، وذلك أثناء تحديث البيانات الخاصة بتاريخ الزلازل .
– كورال بروجأكت:
أن العمل الصحفي في ظل الرق منة التي أنتجت الصحافة الالكترونية ، لا يقتصر على الكتابة والتحرير الصحفي بل يشمل التفاعلية التي تعد احد أهم أركان التواصل الإعلامي الرقمي.
وتتيح التفاعلية التي هي من خصائص شبكة الويب المستخدمين القراء أن يعلقوا على المحتوى المنشور بكيفية تجعلهم يظهرون كمنتجي محتوى الأمر الذي يحتم إدارة هذه التعليقات وجعلها متناغمة مع شروط النشر في المؤسسة ، وملتزمة بحرية التعبير المسؤولة.
وهنا أتى “كورال كروج أكت ” كبرمجية معززة للذكاء الاصطناعي تساعد المؤسسات الصحفية في إدارة التعليقات التي ترد إليها باعداد هائلة كلما تم نشر محتوى إعلامي جديد، يقوم كورال بادارة التعليقات لما يقارن من 50 غرفة أخبار تابعة لمؤسسات إعلامية في 11 دولة، بما في ذلك صحيفة “وولستيرتج نال “و ” واشنطن بوسط”و”زاينتر سيبت” و”ذاغلوباندم يل” كما يتعامل مع الأكاديميين والتقنيين ،في الأحداث الجارية والعمل معا للباحثين للتقليل من المضايقات عبر الويب .
– “كويل” :
تعتبر برمجيته منصة متقدمة لتوليد اللغة الطبيعية تم تطويرها من قبل شركة “نيرتف سينس” تستطيع تحويل البيانات إلى قصص إخبارية . وتكمن قوة كويل في تحويل البيانات الرقمية إلى أخبار قابلة للفهم والنشر، و ما على الصحفي إلا أن يحدد الجدول أو الرسوم البيانية ،وفي غضون ثواني تتحول إلى قصة خبرية . ويستطيع كويل تحويل البيانات المنتجة بواسطة مختلف أدوات التمثيل البيانات إلى قصص إخبارية .ومن ثم إدراجها تلقائيا في لوحة بيانات قابلة للتلقي ويمتاز بتوفير الوقت وتعزيز إدماج البيانات كمعلومات ضمن قصص إخبارية، وبعد أن يتم نشر القصة الخبرية ، يمكن المستخدمين من اكتشاف المزيد من الأفكار المتعلقة ʪلقصة .فصلا عن التحديث المستمر للبيانات .
– محرك اكتشاف القصص الإخبارية:
هذا المحرك عبارة عن برمجية طورتها ميرد ثبرو ساردب أستاذة صحافة البيانات بجامعة تيمبل ، لتستخدم من قبل المحررين في تسريع من عملية إيجاد الأفكار التي تصلح لإجراء تحقيقات استقصائية في اĐالات العامة(كالتعليم والصحة والمواصلات…) ويستطيع هذا المحرك أن يشكل عشرات من الرسوم المعلوماتية والجداول التي تصلح لكتابة عشرات التحقيقات المرتبطة بمجال المعرفة .
لقد تم انطلاق النموذج الأولي لمحرك اكتشاف القصص على الويب في شكل مشروع يسمى”” يتكون من جزئين: أداة لإعداد التقارير ونظام عرض القصص التي تمت كتابتها باستخدام أداة إعداد التقارير ويوفر نظام العرض للمستخدم مجموعة من القصص الاستقصائية. ..
– تطبيق GPT chat: هو تطبيق لدردشة يستخدم النموذج اللغوي يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد إجابات وردود مفصلة على أسئلة واستفسارات معقدة، و تستخدمه بعض المؤسسات في كتابة المقالات .
المطلب الثالث: استخدامات الذكاء الاصطناعي
تفتح تقنيات الذكاء الاصطناعي الباب واسعاً في القطاعات كافة -ومنها الإعلام- لإطلاق طاقات إبداعية كبرى، وتجديد وسائل الإنتاج، وتطوير الخدمات الإخبارية، وتقديم محتوىً أكثر تلبيةً لاحتياجات الناس والجمهور. وإذا كان بيل جيتس كتب مقالاً في عام 1996 بعنوان «المحتوى هو المَلِك»، مؤكداً فيه الأهمية القصوى للمحتوى في العصر الرقمي، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمنح الإعلاميين فرصاً كبيرةً للاستفادة من أدوات تُتيحها تطبيقاته، خاصة في إنتاج محتوى مكتنز ببيانات دقيقة تواكِب آخر المستجدات في مدَّة قصيرة، ما يجعل المحتوى ثريّاً وقادراً على تقديم منتجات تُشبِع نهَم الجمهور إلى المعرفة، وتُعزز ارتباطه بالمنصة الإعلامية، ذلك أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن قادراً على إنشاء محتوىً بتقنيات توليد اللغة الطبيعية، واختيار الصور، وإنتاجها، فضلاً عن تأليف المقاطع الموسيقية.

يبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في تطوير الاعلام في:
1- توليد الأفكار وكتابة الأخبار:
يمكن لأدوات توليد اللغة الطبيعية التي تعتمد على AIكتابة تقارير إخبارية مباشرة حول موضوعات مثل النتائج الرياضية أو الأرباح المالية أو التنبؤات الجوية. ويتم تدريب أنظمة AI هذه على كميات هائلة من البيانات ، مما يمكنها من إنشاء قصص إخبارية متماسكة ودقيقة من الناحية الواقعية بسرعة. في حين أن التقارير AIتركز عادة على القصص القائمة على البيانات ، إلا أنها تحرر الصحفيين البشريين لمعالجة تقارير أكثر دقة وتعقيدا تتطلب ذكاء عاطفيا وتحليلا ومقابلات .
ويمكن للصحفيين استخدام تقنية (ChatGPT) أو (Bard) لتوليد مجموعة واسعة من الأفكار للمواد الصحفية، وتقديم اقتراحات تلهم الصحفيين .
2- المساعدة البحثية:
توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي تفاصيل أو إحصائيات محددة حول موضوع البحث بسرعة، إلى جانب زيادة نطاق المصادر وتعدد النتائج البحثية بناء على السياقات المختلفة .
3- التحقق وتقصي المعلومات:
يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي مساعدة الصحفيين في التحقق من المحتويات؛ فيما إذا تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي أم لا، وهي قضية مهمة في المجلات الإعلامية والأكاديمية.
يتيح توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي إنتاج محتوىً إعلامي دقيق وعميق أيضاً، وتعزيز مصداقية المؤسسة الإعلامية بتمكينها من استبعاد «الأخبار المزيفة»، وتفعيل قدرة الإعلاميين على التحقق من مصدر الخبر، وضمان دقته.
يتولى الذكاء الاصطناعي توفير أدوات لكشف الشائعات، حيث يمكنه تقديم أدوات وتقنيات متطورة للكشف عن الشائعات والمعلومات الزائفة على الإنترنت، مما يساعد في تحديد مصادر الأخبار وتحليل مدى صحتها بشكل أسرع وفعال .
كما يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في تصحيح المعلومات الخاطئة، من خلال البحث الآلي في قواعد البيانات والبيانات الضخمة، ومن ثم نشر الحقائق الصحيحة بشكل مباشر وسريع، مما يقلل من انتشار الشائعات ويعزز الوعي العام بأهمية التحقق من الأخبار.
ومن أبرز النماذج التطبيقية في هذا المجال، نجاح شركة «جوجل»، عام 2017، في تحديث خوارزمية بحث لمنع انتشار الأخبار المزيفة، والحد من خطاب الكراهية، وتطوير جامعة متشيجان تطبيقاً لاكتشاف القصص الإخبارية المزيفة.
4- تحسين الوسائط المتعددة:
يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات لتحسين محتوى الوسائط المتعددة مثل: التحرير الآلي للفيديو، والتعرف على الصور، وتحويل الكلام إلى نصوص، مما يجعل إنشاء المحتوى أكثر سهولة وديناميكية وأقل تكلفة مالية.
5- صقل اللغة:
تسمح تقنيات الذكاء الاصطناعي للصحفيين بتحسين لغتهم، وتلقي اقتراحات؛ لتحسين بنية الجملة أو المفردات، تعزز هذه العملية التصحيحية جودة كتاباتهم، مما يجعلها أكثر جاذبية وإيجازًا.

6- ترجمة النصوص إلى لغات أخرى:
تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي ترجمة النص إلى لغات مختلفة؛ وهو ما يوفر على الصحفيين الجهد والوقت والمال، كما يمكنهم تجاوز حدود الجغرافيا واللغة في إطار استهداف الجمهور .
7- صحافة البيانات والتحقيق:
تتفوق AI في تحليل مجموعات البيانات الكبيرة لتحديد الأنماط والاتجاهات والحالات الشاذة. يمكن للصحفيين استخدام أدوات AI لفحص السجلات العامة والوثائق المالية وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي والمزيد للكشف عن القصص المخفية في البيانات. يمكن لهذا الجانب من AI أن يعزز الصحافة الاستقصائية بشكل كبير من خلال جعلها أسرع وأكثر كفاءة للعثور على الأدلة أو تأكيد الحقائق. علاوة على ذلك ، يمكن أن تساعد AI في تصور البيانات ، مما يجعل المعلومات المعقدة أكثر سهولة وقابلية للفهم للجمهور .
8- تخصيص المحتوى والتوصية:
يمكن لخوارزميات AI تحليل سلوك القارئ السابق لتخصيص خلاصات الأخبار والتوصية بالمقالات أو مقاطع الفيديو أو البودكاست التي من المحتمل أن تكون ذات أهمية. يمكن أن يؤدي هذا التخصيص إلى زيادة المشاركة والحفاظ على عودة القراء إلى منصة الأخبار.
ومن خلال فهم تفضيلات الجمهور وسلوكياته، يمكن AI مساعدة المؤسسات الإخبارية على تقديم محتوى أكثر صلة، وتحسين تجربة المستخدم بشكل عام.
يمكن الذكاء الاصطناعي المؤسسات الإخبارية من تقديم محتوى مخصص للمستخدمين الفرديين بناء على تفضيلاتهم واهتماماتهم وسلوكياتهم، فمن خلال تحليل بيانات المستخدم، تُوصي خوارزميات الذكاء الاصطناعي بالمقالات أو مقاطع الفيديو أو تنسيقات الوسائط الأخرى ذات الصلة، مما يعزز تجربة المستخدم والمشاركة.
9- تعزيز الصحافة الأخلاقية:
يمكن AI المساعدة في الحفاظ على معايير صحفية عالية من خلال فحص المقالات بحثا عن التحيزات المحتملة ، وضمان أن تكون التقارير متوازنة ومتنوعة. ويمكن للأدوات التي تدعمها AI تحليل المحتوى لتحديد الأصوات أو وجهات النظر الممثلة تمثيلا ناقصا واقتراح مجالات للتحسين. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تساعد AI في التحقق من الحقائق ، والحد من انتشار المعلومات الخاطئة عن طريق إحالة الادعاءات مع مصادر موثوقة في الوقت الفعلي.
10- إنتاج المحتوى الإخباري:
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإخباري الآلي بكفاءة عالية، من خلال تحليل البيانات وتحويلها إلى نصوص إخبارية. ويمكن للأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تقوم بكتابة التقارير والأخبار المعتمدة على الأرقام كتقارير الطقس والرياضة بسرعة وكفاءة .
11- التحرير والمراجعة اللغوية:
يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات التحرير والمراجعة اللغوية من خلال برامج متخصصة قادرة على تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية وحتى تحسين أسلوب الكتابة، مما يوفر الوقت ويزيد من دقة المحتوى المنشور.
12- التحليلات الإعلامية وقياس الجمهور:
يتيح الذكاء الاصطناعي للإعلاميين أدوات تحليل قوية تمكنهم من فهم وقياس تفاعل الجمهور مع محتواهم. ويمكن تحليل البيانات الضخمة لتحديد الاتجاهات والمواضيع التي تحظى باهتمام الجمهور، وبذلك تصميم استراتيجيات المحتوى والتسويق بناءً على هذه المعلومات.
يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل مشاعر الجمهور وردود أفعالهم تجاه الأخبار والمحتوى الإعلامي. من خلال تحليل النصوص من وسائل التواصل الاجتماعي والمقالات الإخبارية يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم ما إذا كانت المشاعر تجاه موضوع معين إيجابية أو سلبية أو محايدة ممّا يساعد الإعلاميين في فهم كيفية استقبال الجمهور للمحتوى واتخاذ قرارات تحريرية بناء على ذلك .
13- الأتمتة في إدارة المحتوى:
تساعد الأنظمة الذكية في أتمتة العديد من العمليات الإدارية المتعلقة بالمحتوى، مثل التصنيف، وجدولة النشر، وأرشفة المقالات والفيديوهات، مما يسهل على محررين الوصول للمعلومات والتحكم في جودة المحتوى وتوزيعه.
وتُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، في وسائل الإعلام الآن، على نحو مطرد بصفتها أداةً لتخفيف المهام الشاقة والروتينية التي تستهلك وقتاً طويلاً من الصحفيين، كما أنها تتيح لهم المزيد من الوقت للعمل بكفاءة أكبر، ولا سيَّما على صعيد التواصل الميداني مع الجمهور، ومصادر الأخبار، وقراءة المشهد الاجتماعي بعمق.
والآن يوجد «مذيع آلي»، و«مقدم برامج آلي» قادر على مخاطبة الجمهور بكل لغات العالم، وبأي لهجة، كما يمكن إنتاج مقالات بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من دون أي تدخل بشري، ما يعني أيضاً تمكين الإعلاميين من التركيز على المهام ذات المستوى الأهم، وتطوير المحتوى الإبداعي، والتفكير في منتجات جديدة تواكب الطفرة التقنية المتسارعة، وفي الوقت نفسه تلبي احتياجات الأجيال الصاعدة .
14- تحسين تجربة المستخدم عبر المنصات الإعلامية:
يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز تجربة المستخدم من خلال التوصيات الشخصية للمحتوى وفقًا لاهتمامات كل مستخدم، وتحسين واجهات المواقع والتطبيقات الإعلامية لتكون أكثر تفاعلية وسهولة في الاستخدام.
15- التفاعل مع الجمهور:
يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير وسائل تفاعل جديدة مع الجمهور كالربوتات والمساعدات الصوتية، حيث يمكنها الإجابة على استفسارات الجمهور وجمع تعليقاتهم بكفاءة عالية، مما يخلق تجربة تفاعلية غنية.
وبالمثل يمنح الذكاء الاصطناعي منشئي المحتوى القدرة على فَهْم مشاعر الجمهور المستهدف وآرائه، ما يسمح بإنتاج محتوًى مناسب يحظى بتفاعل كبير.
إذن أصبح لدى المؤسسات الإعلامية -الآن- مهمة مزدوجة تكمُن في الاستفادة القصوى من قدرات الذكاء الاصطناعي، وتعريف الجمهور بمستجداته، وأهميته في تحسين جودة الحياة، فضلاً عن السعي المتواصل إلى تقنينه وحوكمته لضمان عدم إساءة استخدامه .
تستخدم روبوتات المحادثة المدعومة بالذَكاء الاِصطناعي Chatbots في وسائل الإعلام لتمكين التفاعل المباشر مع الجمهور. هذه الروبوتات توفر إجابات فورية على استفسارات الجمهور تقدم الأخبار أو المقالات المطلوبة ويمكنها حتى مساعدتهم في توجيههم إلى المحتوى المفضل لديهم. هذه التقنية تستخدم بشكل كبير في مواقع الأخبار والتطبيقات الإعلامية لتحسين تجربة المستخدم وزيادة التفاعل.
16- التسويق و الاستهداف والإعلانات المُحسنة:
استطاع الذكاء الاصطناعي تعزيز القدرات التسويقية لدى المؤسسات الإعلامية عن طريق تجميع أفضل المَشاهد لمسلسلٍ ما يُبَث في موسم درامي معين، أو ترويج منصة رقمية، أو مطبوعة، أو برنامج إذاعي، أو تلفزيوني ما، باختيار أفضل المقاطع وأكثرها جودةً، ومن ثَم تقديم محتوًى إعلاني ترويجي متميز بسرعة فائقة، ويحظى في الوقت نفسه بجاذبية لدى الجمهور .
ولا شك في أن تطوير الخدمات الإعلامية يتطلب رصد التغذية الراجعة (Feedback) من الجمهور، وهذا ما تبرع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر تحليل بيانات الجمهور، والتنبؤ بتفضيلاته، وتمكين المؤسسات الإعلامية من إنشاء محتوًى يناسبه.
وتتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي تحليل نشاط الوسائط الاجتماعية، أو منصات «السوشيال ميديا»، وتحديد الموضوعات، أو الكلمات، الرئيسية الشائعة الممكن دمجها في المحتوى، لزيادة عدد المشاهدات، ومضاعفة عدد مَن يشاركون في القصص الإخبارية .
يوظف الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوكيات المستخدمين وتفضيلاتهم لتقديم إعلانات مستهدفة ومُخصصة بشكل أكبر، وبالتالي زيادة فاعليتها وزيادة الإيرادات من خلال استهداف الجمهور المناسب بالرسالة الصحيحة .
17- الرصد والمتابعة الإعلامية:
مع اتساع رقعة المحتوى الإعلامي، يأتي الذكاء الاصطناعي ليلعب دوراً كبيراً في رصد ومتابعة وتحليل المحتوى الإعلامي المنشور على العديد من القنوات، مما يمكّن الإعلاميين من الحصول على صورة واضحة للمشهد الإعلامي ومتطلبات الجمهور.
إن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الإعلام الرقمي لا تقتصر فقط على تحسين جودة المحتوى وكفاءة العمليات الإعلامية، بل تشكل أيضاً قوة دفع لابتكار أشكال جديدة تتماشى مع تطلعات الجمهور في الحصول على محتوى معلوماتي قيّم ومتفاعل مع متطلباتهم واهتماماتهم. هكذا يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ملامح الإعلام، ليصبح أكثر تحولاً وتأثيراً في المجتمع.
18- إنتاج الفيديو والمحتوى المرئي:
يساهم الذكاء الاصطناعي أيضا في تحسين صناعة الفيديو والمحتوى المرئي. تقنيات مثل تحرير الفيديو التلقائي وتوليد الصور والرسوم المتحركة تعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودتها وزيادة سرعتها. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في إزالة العيوب أو تحسين جودة الفيديو تلقائياً ممّا يرفع من مستوى الاحترافية في المحتوى الإعلامي.
19- تحليل البيانات الكبيرة:
وسائل الإعلام تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات لتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد تكون غير مرئية للبشر. يمكن للذكاء الاصطناعي استخراج رؤى من مصادر متعددة مثل منصات وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات البحث وتقارير الجمهور. ممّا يساعد الصحفيين في اتخاذ قرارات تحريرية مدروسة. كما يستخدم في الصحافة الاستقصائية لاكتشاف الخفايا أو الأنماط غير الظاهرة في البيانات .
20- تحسين تجربة الفيديو والصور:
في صناعة الإعلام المرئي يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحرير وتحسين جودة الفيديو والصور تقنيات مثل التعرف على الصور والترجمة التلقائية والتعديلات التلقائية للصوت والفيديو تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما يتم استخدامها في إنشاء محتوى مرئي مثل الرسوم المتحركة والفيديوهات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها توليد مقاطع فيديو أو صور واقعية بناء على نصوص معينة .
21- إنتاج وتحرير الصوت:
يستخدم الذكاء الاصطناعي في صناعة الصوت لتوليد الصوت التلقائي مثل الروبوتات الصوتية وتحرير الملفات الصوتية. على سبيل المثال يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين جودة الصوت مثل إزالة الضوضاء الخلفية أو تحسين وضوح الصوت في التغطيات الإخبارية. بالإضافة إلى ذلك يستخدم في التقارير الصوتية والنشرات الإخبارية التي تنتج أو تحرر بشكل آلي.

22- تحسين الإعلان الرقمي:
يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضا في تحسين استهداف الإعلان الرقمي في وسائل الإعلام. من خلال تحليل سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم يستطيع الذكاء الاصطناعي تخصيص الإعلانات بشكل أكثر دقة وفعالية. هذا يساهم في زيادة فعالية الحملات الإعلانية وتحقيق أفضل العوائد على الاستثمار.
الجزء الثاني: تحديات الذكاء الاصطناعي في قطاع الاعلام
هناك تهديد محتمل للذكاء الاصطناعي في الاعلام، وهو إزاحة العمالة البشرية؛ فمع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، هناك خطر أتمتة الوظائف، وفقدان الأدوار التقليدية في صناعة الإعلام، ويمكن أن يؤدي هذا إلى البطالة والتفاوت الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية، لذلك يجب على الشركات أن تأخذ في الاعتبار الآثار الأخلاقية لتبني الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في برامج التدريب ورفع المهارات لضمان انتقال سلس لقوتها العاملة .
هناك أيضًا تهديدات كبيرة يجب مراعاتها تتمثل في المخاوف الرئيسية التحديات الأخلاقية (المطلب الأول) و القانونية ( المطلب الثاني)
المطلب الأول: التحديات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام
تتضمن الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي مناقشات حول قضايا مختلفة، بما في ذلك انتهاكات الخصوصية، وإدامة التحيز، والتأثير الاجتماعي. وأصبحت المساءلة والشفافية والإنصاف في القرارات التي تتخذها أنظمة الذكاء الاصطناعي هي التحدي الأكبر في الوقت الراهن.
بالإضافة إلى ذلك، يجب استخدام نهج أكثر تركيزًا عند تنفيذ الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة مثل الصحة والعدالة الجنائية التي تستدعي مزيدًا من النظر في المبادئ الأخلاقية اللازمة لتحقيق نتائج عادلة.
إن إيجاد توازن بين التطور التكنولوجي والقضايا الأخلاقية أمر ضروري لاستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة المجتمعية مع تجنب المخاطر وتشجيع الابتكار الأخلاقي .
وتتمثل التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي في الاعلام في:
1- التحيز:
يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي المدربة على مجموعات البيانات أن تؤدي إلى إدامة الصور النمطية والتمييز وعدم المساواة. وينطبق هذا على كل شيء بدءاً من توصيات المحتوى وحتى استهداف الإعلانات والإشراف على المحتوى. ونرى ذلك بأبسط مثال في تطبيق فيسبوك حيث عندما تقوم بمتابعة محتوى معين تقوم الخوارزمية بتوجيه البحث إلى هذا المحتوى بشكل مكثف الأمر الذي يدفعك كمتابع ومستخدم إلى الحصول على معلومات إضافية عن الفكرة بذات الوقت قد تقودك الخوارزمية إلى محتوى لا تريد متابعته الأمر الذي يصبح مزعج في أوقات معينة .
يحتاج التخفيف من تحيز الذكاء الاصطناعي إلى نهج مدروس لاختيار البيانات وتقنيات المعالجة المسبقة وتصميم الخوارزمية لتقليل التحيز وتعزيز العدالة. كما تساعد المراقبة والتقييم المستمران لأنظمة الذكاء الاصطناعي في تحديد التحيز وتصحيحه. وبالتالي تعزيز الإنصاف من خلال عمليات صنع القرار القائمة على الذكاء الاصطناعي .
2- التضليل:
الأثر السلبي للذكاء الاصطناعي هو امكانية انتشار الأخبار المضللة بشكل أسرع، من خلال تكنولوجيا الربوتات التي يمكن استخدامها لنشر الأخبار الزائفة بشكل أوتوماتيكي، وكذلك الادوات والبرامج التقنية التي تقوم بتزييف الصور او الاصوات بشكل احترافي، يصعب معه التفرقة بين المقاطع الحقيقية والمزيفة، مما يمكن ان يتسبب في أزمات سياسية ودبلوماسية واقتصادية واجتماعية.
هناك مخاوف من إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد صور أو مقاطع فيديو أو صوت أو نصوص مزيفة (التزييف العميق) باستخدام أدوات التعلم الآلي المتقدمة، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة على نطاقات ضخمة عبر الإنترنت، وهذا يمكن أن يقوض سلامة المعلومات ويقوض الثقة في مصادر الأخبار وفي نزاهة المؤسسات الديمقراطية .
يجب أن يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين المستخدمين من التحكم في تجاربهم عبر الإنترنت، بدلاً من أن تملي الأنظمة الأساسية المحتوى الذي يرونه .
3- المصداقية:
لطالما كانت مصداقية الخبر هي مشكلة الإعلام الحقيقي ومع دخول هذه الثورة الرقمية الجديدة أصبح الأمر معقد أكثر بكثير من السابق. يمكن لخبر أن ينتشر خلال ثوان معدودة وتقوم بقية المنصات بتداوله دون التأكد من صحته. الأمر الذي يقودنا إلى التشكيك بأي معلومة نراها ونسمعها على هذه المنصات والمواقع لاسيما مع وجود تقنيات حديثة تجعل الخبر قابل للتصديق .
4- حماية البيانات الشخصية:
تختلف قوانين حماية البيانات الشخصية من بلد إلى آخر، وقد يصبح الصحفيون في مواجهة تحديات قانونية إذا لم يلتزموا بالقوانين المتعلقة بجمع ومعالجة البيانات الشخصية. من الضروري أن يكون الصحفيون على دراية بالقوانين المحلية والدولية المتعلقة بحماية البيانات لضمان الامتثال والتقليل من المخاطر القانونية .

5- احترام الخصوصية:
في ظل تزايد قدرات الذكاء الاصطناعي على تتبع وتحليل البيانات الشخصية، تبرز قضية انتهاك الخصوصية كأحد التحديات الكبرى. يجب أن يكون الصحفيون حذرين بشأن استخدام هذه الأدوات بطريقة تحترم حقوق الأفراد. يتطلب ذلك الحصول على موافقات واضحة عند جمع البيانات وتجنب استخدام التقنيات التي قد تؤدي إلى انتهاك الخصوصية الشخصية بشكل غير مبرر .
المطلب الثاني: التحديات القانونية
تغطي المخاوف القانونية حول الذكاء الاصطناعي طيفًا واسعًا منها، المسؤولية وحقوق الملكية الفكرية والامتثال التنظيمي.
تتمثل التحديات القانونية للذكاء الاصطناعي في الاعلام في:
1- الحقوق القانونية والتراخيص:
قد يتداخل استخدام الذكاء الاصطناعي مع حقوق الملكية الفكرية، خاصة عند تحليل بيانات محمية أو إنشاء محتوى يعتمد على مواد محمية. فالصحفيون بحاجة إلى فهم قوانين حقوق الطبع والنشر والتراخيص لتجنب التعرض لمشكلات قانونية تتعلق بالملكية الفكرية .
تظهر القضايا القانونية المتعلقة بحقوق الطبع والنشر بسبب ملكية المحتوى الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته .

2- الافتقار إلى التشريعات الموحدة:
نظراً لأن تشريعات الذكاء الاصطناعي ما زالت في طور التطوير، فإن الصحفيين قد يواجهون تحديات في ظل قوانين غير مكتملة أو غير واضحة. يتطلب ذلك من الصحفيين اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على مبادئ الأخلاقيات المهنية ومراعاة الأطر القانونية الحالية .
و جدير بالإشارة انه قد صدر في اطار الاتحاد الاوروبي قانون الذكاء الاصطناعي أو قانون تنظيم الذكاء الاصطناعي ، وهي لائحة اقترحتها المفوضية الأوروبية في 21 أبريل 2021 بهدف تقديم إطار تنظيمي وقانوني مشترك لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.
و يشمل نطاقها جميع القطاعات (باستثناء العسكرية) وجميع أنواع الذكاء الاصطناعي. كمنظوم يقع على مسؤولية المنتج لا يمنح الاقتراح حقوقًا للأفراد، ولكنه ينظم مقدمي أنظمة الذكاء الاصطناعي ويحدد مسؤولياتهم، والكيانات التي تستفيد منها بصفة مهنية. بحيث لا يضر منتجات الذكاء الاصطناعي الناس.
يهدف قانون الاتحاد الأوروبي لتنظيم الذكاء الاصطناعي المقترح إلى تصنيف وتنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بناءً على مخاطر قد تسببها للمجتمع أو المستهلك أو أضرار.

الخاتمة:
النتائج:
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام يحمل الكثير من الاحتمالات والتطورات التي يمكن أن تغير وجه هذا المجال بطرق جذرية.
التطورات في تقنية الذكاء الاصطناعي لا تزال مستمرة، وأدوات جديدة يتم تطويرها بشكل يومي لتحسين الكفاءة والدقة وتخصيص المحتوى بشكل أفضل.
من المتوقع أن تصبح تقنيات التحليل التنبئي أكثر دقة، مما يمكن الصحفيين والمحللين من التنبؤ بالأحداث والتوجهات المستقبلية على نحو أفضل. سيصبح بمقدور وسائل الإعلام الاستفادة من البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الجمهور وتقديم محتوى مخصص يتناسب مع اهتماماتهم واحتياجاتهم الفردية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مستوى ارتباط وتفاعل الجمهور مع الوسائل الإعلامية.
تحسين التفاعل مع الجمهور سيكون جزءاً كبيراً من مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام. تكنولوجيا مثل المساعدات الذكية ستصبح أكثر انتشارًا وستساعد في توفير إجابات فورية وتفاعلية للجمهور مما يزيد من مستوى التفاعل ويوفر تجربة مستخدم أكثر تخصيصًا.
الروبوتات الصحفية هي أيضاً جزء من هذا المستقبل، حيث ستصبح قادرة على كتابة تقارير إخبارية بسيطة في زمن قياسي. هذا سيحرر الصحفيين المحترفين للتركيز على التقارير التحليلية والمقابلات والتحقيقات العميقة التي تتطلب مجهوداً بشرياً أكبر.
من ناحية البث والإنتاج، ستكون هناك أدوات متقدمة لتحرير الفيديو والتأثيرات البصرية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل العمل وتسريع العمليات، مما يعني إنتاجاً أسرع وجودة أعلى. بالإضافة إلى ذلك، قد نرى دمجًا أعمق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز مع التجارب الإعلامية، مما يمكن المستخدمين من التفاعل مع الأخبار والمحتوى الإعلامي بطرق جديدة ومبتكرة.
في النهاية، لا يمكن تجاهل التأثير الجذري الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام. فمن خلال استغلال التقنيات المتقدمة مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، تمكنت المؤسسات الإعلامية من تحسين عمليات جمع الأخبار، والتحقق من صحتها، وتقديم محتوى مخصص يتناسب مع اهتمامات الجمهور. كما أن الذكاء الاصطناعي ساهم بفعالية في مكافحة الأخبار الزائفة وتحسين جودة الصحافة الإلكترونية، إلا أن هناك تحديات أخلاقية واجتماعية يجب أخذها في الاعتبار وضمان استخدامها بشكل مسؤول.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإعلام يبدو واعدًا ومملوءًا بالتحديات والفرص. تجارب النجاح التي شهدناها بالفعل في المؤسسات الإعلامية تُظهر أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ليس فقط خيارًا ابتكاريًا، بل هو أيضًا ضرورة ملحة لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة. إن تحقيق توازن بين الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة والحفاظ على الجوانب الأخلاقية والإنسانية في الإعلام سيظل هو أكبر التحديات التي يواجهها المستقبل.
التوصيات:
– تخصيصُ الموارد داخل المؤسسات الإعلامية لتطوير البُنى التحتية التقنية والاستثمار في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعزِّزُ عمليات إنشاء المحتوى الإعلامي، وبدءُ مشاريع تجريبية لاختبار وتقييم جدوى وفعالية تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة في العمليات الإعلامية.
– انشاءُ برامجَ تدريبية لتحسين مهارات العاملينَ في المؤسسات الإعلامية على الاستخدام الفعّال لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في إنتاج وإدارة المحتوى، وتطويرُ استراتيجيات التعلُّم المستمرّ والتكيُّف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي المستجِدَّة بين العاملين في الإعلام. ودمجُ الاعتبارات الأخلاقية المتعلّقة باستخدام الذكاء الاصطناعي بالمهن الإعلامية في المناهج التعليمية للإعلاميين الجُدُد.
– إنشاءُ أو تكليفُ هيكلٍ تنظيمي متخصّص يتولّى دراسة استخدامات حلول الذكاء الاصطناعي في عمليات التشغيل والإنتاج والتوزيع وتكامُلها مع باقي العمليات التقنية والتشغيلية داخل المؤسسات الإعلامية، لتعظيم تأثيرات الإنتاجية وتقليل التأثيرات السلبية، يوصى بإشراك الموظّفين في تصميم وتنفيذ واستخدام التكنولوجيا في مكان العمل.
– دعوةُ المؤسسات الإعلامية إلى تحديدِ الطريقة التي تريدُ أن تَستخدِمَ بها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI للاستفادةِ منها من خلال تعريف القواعد والمبادئ الخاصّة بكلّ مؤسسة، بما يتناسَبُ مع أهدافها وثقافتها.
– لا ينبغي للمؤسسات الإعلامية أن تفكّر فقط في خفض التكاليف من خلالِ الذكاء الاصطناعي، بل عليها أيضًا تحديدُ المصادر المحتملة لخلق القيمة: القيمة الاقتصادية، إذا كانت شركةً ربحية؛ أو القيمة الاجتماعية، إذا كانت مؤسّسة عامّة. كما يمكنُ للذكاء الاصطناعي إضافةُ القيمة كمكمّلٍ للخبرات البشرية الموجودة داخل المؤسّسات التي يجبُ أن تعطي الأولوية للتدريب وإعادة تكليف الموظّفين بمهامّ جديدة بدلاً من طرد الموظّفين، مركّزين على المهن الأكثر عرضةً للخطر.
– نتاجُ برامجَ تعرضُ المشاريع والابتكارات الناجحة في مجال الذكاء الاصطناعي داخل السياق المحلّي، إذ يُمكِنُ أن تُلهِمَ القصص الإيجابيّة الثقة، وتعزّز الاهتمام في هذا المجال.
– إنتاجُ محتوىً حيادي يشملُ كلّاً من الفوائد المحتمَلة والتحدّياتِ التي تواجهُ استخدامات الذكاء الاصطناعي في جميع الميادين الاقتصادية والاجتماعية، مع تَجَنُّب التضخيم وتوفير رؤيةٍ أكثرَ شموليةً لتأثير التكنولوجيا.
– تشجيعُ التعاون بين المؤسّسات الإعلامية ومطوِّري الذكاء الاصطناعي والجامعات المحلّيين لإلمامهم الأوسع بالخصائص اللغوية والثقافية والاقتصادية الوطنية من أجل تصميم حلول متناسبة مع الاحتياجات المحدَّدة لصناعة الإعلام.
– مراقبةُ قوانين ولوائح الذكاء الاصطناعي العالمية، والتعلُّمُ من الأساليب والاستراتيجيات المتنّوعة، والسعيُ إلى التعاون من أجل ممارسات ذكاءٍ اصطناعي مسؤولة وأخلاقية في الخدمات الإعلامية.
– إنشاءُ أو المشاركة في منتدياتٍ للمؤسّسات الإعلامية للتعرّف وتبادل المعلومات حول تجارب تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونشرُ أفضل الممارسات في هذا المجال.
– الدعوةُ إلى عملٍ تعاوني لتطوير مواثيقَ أخلاقية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، مع التأكيد على الشفافية والإنصاف والمساءلة، وإنشاءُ لجان أخلاقيات داخلية ضمن المؤسسات الإعلامية لمراجعة وتوجيه القرارات المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي.
– تطبيقُ تدابيرَ صارمةٍ لأمن البيانات لحماية المعلومات الحسّاسة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي.
– تطويرُ معايير الشفافية والالتزامُ بها، خاصةً لأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، والامتثالُ لقوانين حقوق النشر والملكية الفكرية وحماية البيانات، وتعزيزُ الانفتاح حول المصادر المستخدَمة في تدريب هذه الأنظمة.
– حوكمةُ نفاذ أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى المحتوى الصحفي من خلال اتفاقيات رسمية تَضمَنُ استدامةَ الصحافة، ونسب المعلومات إلى مصادرها، واحترام حقوق الملكية الفكرية، وتقديمُ تعويضاتٍ عادلة لأصحاب الحقوق. كما يجبُ ضمان الشفافية في تَتَبُّعِ استخدام المحتوى الصحفي لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
– دعوةُ مؤسسات التعليم العالي إلى إدماج برامج التعليم حول الذكاء الاصطناعي كأمرٍ أساسيٍّ
في استراتيجيّاتنا للازدهار في المستقبل، إذ من شأن التعاون بين الجامعات ذات الاختصاص والعاملين والحرفيّين في مُختلف المجالات أن يُنشئَ مشاريعَ مثمرة ومؤثّرة.
– تشجيعُ المؤسّسات الإعلامية والجهاتِ الحكومية على التمويلِ البِذْرِي Seed Funding لمشاريعِ الذكاء الاصطناعي في الجامعات باعتباره حَيَوِيّاً لتعزيز الابتكار والبحث، من خلالِ استكشاف أفكارٍ جديدة وتطويرِ نماذجَ أوّليّة. يُسَهِّلُ هذا الدعمُ المالي توفيرَ الموارد للبحوث ويجذِبُ الكفاءاتِ العُليا، ويَسدُّ الفجوةَ بين النظريّات والتطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
– تشجيعُ وسائل الإعلام والصحفيّين على إعطاءِ الأولويّة للالتزام بالأخلاقيّات الصحفية عند استخدام التكنولوجيا، مع التركيزِ على الصدق والدقّة والإنصاف والحياديّة والاستقلاليّة وعدمِ الأذى وعدم التمييز والمساءلة واحترام الخصوصيّة وسرّية المصادر.
– التأكد من أنْ يظلَّ اتّخاذ البشرِ للقرار محوريّاً في الاستراتيجيّات طويلةِ المدى وفي الخياراتِ التحريرية اليومية، مع التشديد على أهمّيةِ عملية صُنْعِ القرار المدروسة والمستنيرة من قِبَلِ فِرَقِ التحرير، فيما يتعلّقُ باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي.
– الدعوةُ إلى إجراء تقييمات مستقلّة وشاملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدَمة في الصحافة لضمانِ الالتزام بالأخلاقيّات الصحفية والقِيَم الجوهرية، مع إنشاءِ إطارٍ واضح للمُساءَلَة عن أيِّ فشلٍ في الأنظمة.
– تحديدُ المسؤولياتِ المرتبطة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في وسائلِ الإعلام، وإسنادُها إلى الأشخاص لضمان الالتزام بأخلاقيّات الصحافة والمبادئ التوجيهيّة التحريرية، مع التأكيد على المسؤوليةِ والمساءَلَة عن كلِّ المحتوى المنشور.
– تعزيزُ الشفافية، من خلال الكشف بوضوح عَنْ أيِّ تأثيرٍ مهمٍّ للذكاء الاصطناعي على إنتاج أو توزيع المحتوى الصحفي والإفصاح عنهُ بوضوح، والاحتفاظُ بسجلٍّ شامل لأنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة، مع تفصيلِ الغرض والنطاق وشروطِ الاستخدام.
– تشجيعُ استخدام أحدث الأدوات لضمانِ صحّة ومصدر المحتوى المنشور، وتقديمُ تفاصيلَ موثوقةٍ حولَ أصل المحتوى وأيِّ تغييراتٍ تمَّ إجراؤها، والتعاملُ مع المحتوى الذي لا يَفي بمعاييرِ الأصالة، باعتبارهِ مضلِّلاً محتملاً.
– التأكد من التمييز الواضح بين المحتوى المشتقِّ من التقاطٍ حقيقيٍّ للموادِّ الإعلامية، والمحتوى الذي تمَّ إنشاؤهُ أو تعديلُهُ باستخدامِ أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتجنُّبُ تضليل الجمهور عبرَ الامتناعِ عن إنتاج أو عرضِ محتوىً تمَّ إنشاؤهُ بواسطة الذكاء الاصطناعي، مُحاكِياً صُوَرَ العالم الحقيقي أو مُنتحِلاً الشخصياتِ الحقيقية بشكلٍ شديد الواقعية.
– دراسةُ التقنيّات المتطوّرة الموظّفَةِ في عمليّة إنتاج الأخبار، ومن ضمنها أجهزةُ الاستشعار، كَونها وسيلةً مُستحدَثَةً في عمليةِ جَمْع المعلومات يُمكِنُ أن تحقِّقَ فوائدَ كثيرةً في صحافة الذكاء الاصطناعي، مثلَ التعرُّفِ على الزلازل، وقياس مُستَوَياتِ تلوُّثِ الهواءِ، ونِسَبِ الغُبار في الجوّ، والأرصادِ الجوّية وقياسِ حركة المدّ في البحار والمحيطات، ومراقبة أنواع الطيور والحيوانات المهدَّدَة بالانقراض، ومراقبة حركة النقل، وجَمْع البيانات الصحّية.
-الاعتماد على الروبوت في الجانب التقني وترك الإبداع من خلال إنشاء المحتوى للعامل الصحفي البشري بحيث أصبح القارئ للأخبار لا يفرق بين ما حرره الروبوت والصحفي البشري.
– الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والنزاهة، بما في ذلك: الشفافية في استخدام الأدوات والمهنية في جمع وتحليل البيانات و الالتزام بالأخلاقيات القانونية.
– مع تطوُّرِ الذكاء الاصطناعي، من المهمّ التأكيدُ على استخدامه لتعزيز الشمولية والتنوُّع، بدلاً من تعزيز الصور النمطية والتحيّز. وبما أنّ التمثيل الزائدَ للثقافةِ الغربية في مجموعات بيانات فهرسة المحتوى content indexing datasets يؤدّي إلى التحيّز في تحديدِ وتصنيف المحتوى العربي، ينبغي بذلُ الجهود للتغلُّب على هذه المشكلة، من خلال إتاحة المؤسّسات الإعلامية لمجموعات بيانات المحتوى العربي لصالح مشاريع البحث حول العالم، مع حماية الملكية الفكرية لهذا المحتوى لفائدة أصحابه.
– ضمانُ التنوّع في مجموعات البيانات المستخدَمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من أجل التعرّف على اللغة العربية وفَهمِها بدقّة، والتمثيل الدقيق للحساسيّات والتنوّعات الثقافية وسياقِ المحتوى لتجنُّبِ التحُّيزات غيرِ المقصودة أو سوءِ الفهم عندَ معالجة المحتوى العربي، على أن يُستعمل في السياق الأنسب للتعريف بالمنطقة وحضارتِها. يمكِنُ ذلك عبرَ الاستثمار في البحث والتطوير، بالتعاون مع خبراءَ لُغَويّين، لتطويرِ نماذج لغة عربية متينة وواعية بالسياق، وتخصيص نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي لتَكونَ قادِرةً على فهمٍ أفضلَ للفوارقِ الدقيقة في اللغة العربية الغنيّةِ بلهَجاتِها ولكَناتِها المتنوِّعة.
– تكليفُ الهياكل التشريعية المختصّة بتطوير تشريعاتٍ واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالاستئناس بالتشريعات الدولية الجاري العملُ بها، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR، و قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي European AI Act.
– إنشاءُ هياكل حوكمةٍ إقليمية ووطنية، بما في ذلك اللجان العلمية، ومجالس الذكاء الاصطناعي، والمنتديات الاستشارية، للإشراف على ممارسات الذكاء الاصطناعي وضمان المساءلة.
– المتابعةُ عن كثب لآخر القوانين ولوائح الذكاء الاصطناعي في مختلف مناطقِ العالم، التي تعزّزُ تطويرَ الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول، مع التناول الفعّال للاعتبارات الأخلاقية وحماية خصوصيّة البيانات والأمن السيبراني، واستكشافُ فرص التعاون لـمُواءَمة الممارسات العربية على مستوى العالم.
– لعمليّة التحوّل في مجال الذكاء الاصطناعي تأثيرٌ كبيرٌ على المجتمع: فسوفَ تخسر بعضُ الشركات والقطاعات والعمّال، وسيكسبُ آخرون. وفي هذا الإطار، تبرز أهمّية دور الحكومات في تقديم التعويضات كأمرٍ ضروري للحصول على تقبّل اجتماعي للتحوّل إلى الذكاء الاصطناعي.
– إدراجُ تعليمِ الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم وتدريبُ القوى العاملة على مهارات الذكاء الاصطناعي، كلٌّ في مجال اختصاصه.
– وضعُ الحكومات سياساتٍ وأطر داعمة للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعمُ البحث العلمي.
-إنشاءُ ودعمُ حاضناتٍ للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي لتوفير الإرشاد والتمويل
المراجع:
– باللغة العربية:
– إسماعيل الزعنون، اتجاهات القائمين بالاتصال نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي و انعكاسه على المصداقية و المهنية. غزة- فلسطين: رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الاسلامية.، 2021.
– حسنين شفيق، إعلام الذكاء الاصطناعي و مستقبل صناعة و إنتاج الأخبار. عمان، الأردن: دار فكر و فن للطباعة و النشر و التوزيع.، 2015.
– رفعت البدري، صحافة الذكاء الاصطناعي هل تساعد الصحفيين أم تهدد وجودهم؟ القاهرة: دار النخبة للطباعة و النشر و التوزيع، 2021.
– سامية قمورة، باي محمد، و آخرون، الذكاء الاصطناعي بين الواقع و المأمول “دراسة ميدانية و تقنية”. الجزائر: ورقة علمية مقدمة للمؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي تحدٍ جديد للقانون، 2018.
– سعد المشهداني، مناهج البحث الإعلامي. الامارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي، 2017.
– سمير حسين، بحوث الإعلام. القاهرة: عالم الكتب للطباعة و النشر و التوزيع، 2005.
– طه عبد العاطي نجم. ، مناهج البحث الإعلامي. مصر: جامعة الاسكندري، 2015.
– علي فرجاني، التقنيات الرقمية و تطبيقاتها في الإعلام “الذكاء الاصطناعي و إدارة المحتوى”. القاهرة: الدار اللبنانية المصرية، 2021.
– محمد عبد الحميد، بحوث الصحافة. القاهرة: عالم الكتب للطباعة و النشر و التوزيع، 1992.
– محمد عبد الحميد، البحث العلمي في الدراسات الإعلامية. القاهرة: عالم الكتب للطباعة و النشر و التوزيع، 2017.
– محمد عبد الظاهر، صحافة الذكاء الاصطناعي الثورة الصناعية الرابعة و إعادة هيكلة الإعلام. القاهرة: دار البدائل للطبع و النشر و التوزيع، 2019.
المصادر الأجنبية:
-Maric, Z, The User Experience of Chatbots. Master of Science in Business Administration and Information Systems, 2018.
-Al-qusi, A. J, Using of Artificial Intelligence Applications For Development of Learning and educating Process. AL-Mansour Journal, 2010.
-Dorr, K. N., & Hollnbuchner, K ,Ethical Challenges of Algorithmic Digital Journalism. Taylor and Francis Magazine, 2017.
-Dwyer, P. A, Theory of Media Production. Understanding Media Production, Routledge,2019.
-Latar, N. L, The Robot Journalist in the Age of Social Physics the End of Human Journalism? Springer Profissional, 2015.
-Rose, P, Contradictions in the Media Environment as Art Criticism. International Journal of Communication, 8(1), 2014.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى