أخبار العالم العربي

الدكتور سمير سلطان زمزمي: الذبحة الصدرية تهدد حياة المريض وهذه أبرز أعراضها

 

الاحساء
زهير بن جمعة الغزال

كشف الدكتور سمير سلطان زمزمي، استشاري أمراض القلب، أعراض الذبحة الصدرية الناجمة عن الانخفاض في تدفق الدم إلى عضلة القلب، بسبب مشكلة في الشريان التاجيّ (Coronary Artery)، فعندما لا تحصل عضلة القلب (Myocardium) على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ألم في الصدر يوصف عادةً بأنه ضغط أو ثقل يميل إلى الجهة اليسرى من الصدر.

وأوضح زمزمي، أن هناك أنواعًا مختلفة من الذبحة الصدرية، من بينها: الذبحة الصدرية المستقرة (Stable Angina)، الذبحة الصدرية غير المستقرة (Unstable Angina)، والذبحة الوعائية التشنجية (Vasospastic Angina)، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يصعب التفريق بين الذبحة الصدرية وبين آلام الصدر الأخرى؛ لذلك يفضل زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.

كما بين استشاري أمراض القلب، أعراض الذبحة الصدرية، حيث تنقسم إلى، الذبحة الصدرية المستقرة، وتوصف الأعراض بزيادة في ضربات القلب عند بذل نشاط جسدي مثل صعود الدرج، وألم يستمر لفترة تقل عن 5 دقائق ويختفي بعد الخلود للراحة أو بعد تناول دواء للذبحة الصدرية، إضافة إلى انتشار الألم إلى الذراعين والظهر ومناطق أخرى من الجسم، فضلاً عن الضغوط النفسية أو العاطفية، والذبحة الصدرية غير المستقرة، وتوصف بأنها ألم يحدث حتى في وقت الراحة ويمتد لفترة أطول قد تصل إلى 30 دقيقة، ولا يختفي بعد الراحة أو تناول الأدوية، وقد تتطور أحيانًا إلى نوبة قلبية خطيرة، والذبحة الصدرية المتغيّرة، وهي ألم يحدث في وقت الراحة، ويمكن تخفيف شدته بواسطة الأدوية.

وتابع الدكتور زمزمي، موضحًا أسباب وعوامل خطر الذبحة الصدرية، حيث يعد انخفاض تدفق الدم إلى عضلة القلب السبب الرئيسي للذبحة الصدرية، إذ يحمل الدم الأكسجين اللازم لعمل القلب، وعندما لا تحصل عضلة القلب على الكمية الكافية من الأكسجين تحدث حالة تسمى نقص التروية (Ischemia). كما يحدث انخفاض تدفق الدم بسبب الإصابة بمرض في الشرايين التاجية (CAD – Coronary artery disease)، حيث تصبح هذه الشرايين أكثر ضيقًا نتيجة لتراكم الدهون أو ما تسمى الصفيحات (Plaque)، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين (Atherosclerosis) وحدوث الذبحة الصدرية.

وأضاف، أن من بين العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية: التدخين، فرط ضغط الدم، فرط كوليسترول الدم (Hypercholesterolemia)، فرط ثلاثي غليسيريد الدم (Hypertriglyceridemia)، قلة النشاط الجسدي، السمنة (Obesity)، السكري (Diabetes)، التوتر، والمشروبات الكحولية.

كما أوضح أن من أبرز مضاعفات الذبحة الصدرية، صعوبة القيام بنشاطات يومية بسيطة مثل المشي، بالإضافة إلى خطر النوبة القلبية، أما بالنسبة إلى تشخيص الذبحة الصدرية، فأشار إلى أن الطبيب يبدأ بإجراء فحص جسدي وسؤال المريض حول الأعراض التي يشعر بها، إضافة إلى معلومات حول عوامل الخطر والتاريخ العائلي (Family history) لأمراض القلب. ثم يوجه الطبيب أسئلة دقيقة مثل: هل الألم عبارة عن ضغط أم وخز؟ أين يتركز؟ هل ينتشر إلى الرقبة أو الذراعين؟ متى بدأ الألم؟ كم يستمر؟ ما الذي يزيده أو يخففه؟ وهل يصاحبه أعراض أخرى مثل الغثيان أو الدوخة أو صعوبة البلع أو حرقة المعدة؟

وتابع قائلاً إن التشخيص الدقيق يتطلب إجراء فحوصات إضافية، من بينها: تخطيط كهربية القلب (ECG)، فحص إجهاد القلب (Ergometric Stress Testing)، تصوير الصدر بالأشعة السينية، مخطط صدى القلب (Echocardiogram)، تخطيط القلب بالإجهاد بالنظائر المشعة (Radionuclide Scintigraphy)، تصوير الأوعية الدموية (Angiography)، وفحوصات الدم.

وأكد الدكتور زمزمي أن هناك العديد من طرق علاج الذبحة الصدرية، والتي تهدف إلى التقليل من تواتر الأعراض وخطورتها وخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية أو الوفاة، وتشمل، تغييرات في نمط الحياة: مثل أخذ قسط من الراحة أثناء النشاط البدني، الامتناع عن تناول الوجبات الدسمة، البحث عن طرق للاسترخاء، الإقلاع عن التدخين، الحرص على التغذية الصحية، وتخفيف الوزن، والأدوية، مثل الأسبرين (Aspirin)، النيترات (Nitrates)، حاصرات بيتا (Beta-blockers)، الستاتينات (Statins)، حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium blockers)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI)، والإجراءات الطبية، مثل رأب الوعاء وإدخال دعامة لتوسيع الشريان وإعادة تدفق الدم، مع تفضيل العديد من الأطباء اللجوء إلى الأدوية وتغيير النظام الغذائي أولاً، نظراً لأن هذا الإجراء ليس أكثر فعالية من العلاجات الأخرى.

واختتم تصريحه مؤكداً أن الوقاية تبقى الأساس، حيث إن الابتعاد عن عوامل الخطر المسببة للذبحة الصدرية قدر الإمكان يعد خطوة مهمة في حماية القلب من هذا المرض، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن العلاجات البديلة بالأعشاب لا تساعد على علاج الذبحة الصدرية، بل إن العلاج الفعّال يكمن في التشخيص المبكر والالتزام بالنصائح الطبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى