أخبار العالم العربي

الدكتور سمير زمزمي استشاري القلب : الوقاية من أمراض القلب تبدأ بخطوات بسيطة… والفحص المبكر ينقذ الحياة

خاص وحصري

الاحساء
زهير بن جمعة الغزال

قال الدكتور سمير سلطان زمزمي، استشاري أمراض القلب، إن أمراض القلب لا تُعد مرضًا واحدًا بل هي مجموعة من الحالات التي تصيب القلب وتؤثر في وظيفته الحيوية، مشيرًا إلى أن أخطرها وأكثرها شيوعًا هي أمراض الشرايين التاجية واضطرابات نظم القلب واعتلال عضلة القلب وأمراض الصمامات، إلى جانب العيوب الخِلقية التي يولد بها الإنسان.

وأضاف الدكتور زمزمي، أن القلب هو المحرك الرئيسي لجسم الإنسان، وأي خلل في عمله ينعكس على كل الأعضاء. وأوضح أن من المؤسف أن كثيرًا من الناس لا يدركون مدى خطورة أمراض القلب إلا بعد فوات الأوان، حيث تظهر الأعراض متأخرة في بعض الحالات أو يتم تجاهلها بدعوى التعب أو الإجهاد.

وأشار إلى أن تراكم اللويحات الدهنية في جدران الشرايين، والمعروف بتصلب الشرايين، هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بمرض الشريان التاجي، مؤكدًا أن هذه اللويحات تتكون نتيجة لعادات حياتية غير صحية مثل التدخين، وتناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، وقلة النشاط البدني. وقال: “ما نأكله وما نفعله يوميًا يحدد إلى حدٍّ كبير مستقبل قلوبنا”.

وأوضح أن الأعراض تختلف بين الرجال والنساء؛ فبينما يعاني الرجال غالبًا من ألم أو ضغط في الصدر، تظهر الأعراض لدى النساء بشكل مختلف، مثل ضيق النفس أو الغثيان أو الإرهاق الشديد، محذرًا من تجاهل هذه الإشارات التي قد تكون بداية لمشكلة خطيرة في القلب.

وأكد الدكتور زمزمي، أن الفحص الدوري ضروري لكل شخص تجاوز الأربعين من العمر، أو لديه تاريخ عائلي مع أمراض القلب، مبينًا أن التشخيص المبكر يمكن أن يمنع حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، و”الكشف المبكر ليس رفاهية، بل وسيلة إنقاذ حقيقية يمكن أن تُحدث فرقًا بين الحياة والموت.”

وأشار، إلى أن نمط الحياة الصحي هو حجر الأساس في الوقاية، داعيًا إلى الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة وتقليل استهلاك الملح والدهون المشبعة. كما شدد على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميًا، موضحًا أن المشي البسيط المنتظم يمكن أن يحسّن من أداء القلب ويقلل من التوتر والدهون في الدم.

وأضاف، التدخين عدو القلب الأول، إذ يؤدي النيكوتين إلى تضيق الشرايين ورفع ضغط الدم، بينما يتسبب أول أكسيد الكربون في تلف بطانة الأوعية الدموية.” ونصح المدخنين بالسعي الجاد للإقلاع عن التدخين، مشيرًا إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب يبدأ في الانخفاض بعد عام واحد فقط من التوقف.

وبيّن أن من عوامل الخطر المهمة أيضًا ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الكوليسترول والسمنة، موضحًا أن السيطرة على هذه العوامل عن طريق الأدوية والالتزام بالتعليمات الطبية يقلل بشكل كبير من احتمال الإصابة بأمراض القلب.

كما أشار إلى أن قلة النوم المزمنة والإجهاد النفسي المستمر يمكن أن يرفعَا من معدلات الإصابة، قائلًا: “راحة القلب تبدأ من راحة النفس، فالتوتر المستمر يرهق القلب تمامًا كما تفعل الدهون في الشرايين.”

وأكد الدكتور زمزمي أن التوعية المجتمعية عنصر حاسم في مواجهة أمراض القلب، داعيًا وسائل الإعلام والمدارس والمؤسسات الصحية إلى تكثيف جهود التثقيف الصحي، خاصة بين فئة الشباب. وقال: “من المؤسف أن بعض الشباب في مقتبل العمر بدأوا يعانون من مشكلات قلبية بسبب السمنة المفرطة، وسوء التغذية، وقلة النشاط، والتدخين الإلكتروني.”

كما دعا إلى إجراء فحوص روتينية مثل تخطيط القلب وتحاليل الدهون والسكر، خاصة لمن يعانون من تاريخ عائلي أو أعراض متكررة مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس أو الخفقان. وأضاف أن التطور الطبي الحديث مكّن الأطباء من اكتشاف الأمراض القلبية في مراحلها الأولى، مما يسهل علاجها قبل حدوث المضاعفات.

وأشار إلى أن اعتلال عضلة القلب واضطرابات نظم القلب من الحالات التي يمكن الوقاية منها في كثير من الأحيان من خلال اتباع نمط حياة صحي، مضيفًا أن القلب يحتاج إلى بيئة صحية ليعمل بشكل طبيعي، وأن أي اختلال في النظام الغذائي أو في التوازن النفسي يمكن أن ينعكس سلبًا على أدائه.

وقال الدكتور زمزمي، القلب كالمحرّك الذي لا يتوقف عن العمل، وإن لم نحسن صيانته سيضعف أداؤه بمرور الوقت.” وشدد على أن ممارسة الرياضة المنتظمة، والتغذية السليمة، والنوم الكافي، والابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية، هي القواعد الذهبية لحياة قلبية سليمة.

وأوضح أن صحة الفم والأسنان أيضًا ترتبط بصحة القلب، إذ يمكن للبكتيريا الناتجة عن أمراض اللثة أن تنتقل إلى مجرى الدم وتؤدي إلى التهابات في بطانة القلب. لذلك نصح بالمحافظة على نظافة الفم وزيارة طبيب الأسنان بانتظام.

وفي ختام تصريحه، أكد الدكتور سمير سلطان زمزمي أن صحة القلب تبدأ من الوعي، قائلاً: “القلب لا يمرض فجأة، بل يرسل إشارات على مدى سنوات. فكن واعيًا لجسدك، وراقب إشاراته، ولا تتردد في استشارة الطبيب عند أي تغير غير طبيعي، وحماية القلب مسؤولية كل إنسان تجاه نفسه وأسرته. فبخطوات بسيطة غذاء متوازن، نشاط بدني منتظم، نوم كافٍ، وابتسامة صافية، يمكننا أن نحافظ على نبض الحياة فينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى