تكنولوجيا

الحوسبة الكمية.. ثورة علمية تغير قواعد اللعبة التقنية

الحوسبة الكمية على أبواب الاستخدام التجاري

بعد عقود من البحث، أصبحت الحوسبة الكمية أقرب إلى الواقع، بفضل الاكتشافات الحديثة والتطورات المذهلة. تتيح هذه التقنية معالجة المشكلات المعقدة التي تستعصي على الحواسيب التقليدية، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطبيقات مثل تطوير الأدوية، وتحليل الأسواق المالية، والذكاء الاصطناعي. الشركات الكبرى، مثل “جوجل” و”أمازون”، تقود السباق نحو تصنيع حواسيب كمية فائقة القدرة.

 

الفرق الجوهري بين الكمي والتقليدي

تعتمد الحوسبة الكمية على وحدات تُسمى “كيوبت”، التي تعمل بالتوازي بدلاً من التسلسل كما في الحواسيب التقليدية. على سبيل المثال، تمكن معالج كمي حديث من “جوجل” يُدعى “ويلو” من حل مسألة في خمس دقائق، كانت ستحتاج لأقوى حواسيب العالم التقليدية مليارات السنوات لحلها.

 

التحدي الأكبر: بناء الكيوبت وتصحيح الأخطاء

رغم القدرات الهائلة للكيوبت، فإنها عرضة للأخطاء بسبب طبيعتها الاحتمالية. تُبذل جهود لتطوير خوارزميات لتصحيح الأخطاء وربط ملايين الكيوبت معًا لتحقيق الأداء التجاري. حاليًا، الرقم القياسي لأكبر عدد من الكيوبت المتصلة هو 1180، أحرزته شركة “أتوم كومبيوتينغ” في 2023.

 

الحوسبة الكمية في التطبيقات اليومية

مع زيادة قوة الحواسيب الكمية، بدأت شركات مثل “آي بي إم” تقديم خدماتها عبر السحابة للعامة والأكاديميين. ورغم أن الأجهزة الكمية متاحة الآن للتجريب، فإن الحاسوب الكمي “العالمي” المتوقع استخدامه تجاريًا سيظهر خلال العقد المقبل.

 

هل الحوسبة الكمية سلاح ذو حدين؟

تُمثل الحوسبة الكمية خطرًا على أنظمة التشفير الحالية، ما دفع الحكومات والشركات للاستثمار في تأمين أنظمتها ضد التهديدات المستقبلية. ومع ذلك، فإن الإمكانات التي توفرها هذه التقنية تجعلها أحد أكبر الإنجازات العلمية في العصر الحديث.

بقلم/ فاطمة جمال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى