أخبار العالم العربي
“الجيش السوداني” يسعي لــــ تحرير الفاشر ويغلق باب التفاوض مع قوات الدعم السريع

علاء حمدي
في تصعيد جديد يعكس حدة التوترات في إقليم دارفور، أعلن الجيش السوداني عزمه استعادة السيطرة الكاملة على المدن الواقعة تحت نفوذ قوات الدعم السريع، مع التركيز على فك الحصار عن مدينة الفاشر التي تشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة منذ أسابيع بسبب الاشتباكات المستمرة. وأكد الجيش أن عملياته العسكرية تستهدف إعادة الأمن والاستقرار وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تصاعد المواجهات في عدد من مدن دارفور، وسط تدهور الأوضاع المعيشية ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية، خصوصًا في مدينة الفاشر التي تعاني من حصار خانق دفع منظمات دولية للتحذير من كارثة إنسانية وشيكة. وشدد الجيش على أن تحرير المدن المحاصرة وفتح الممرات الآمنة يمثلان أولوية استراتيجية للحفاظ على وحدة البلاد.
وفي خطوة سياسية وعسكرية حاسمة، أعلن الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم، نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، إغلاق ملف التفاوض مع قوات الدعم السريع نهائيًا، مؤكدًا أنه لا مجال للحوار مع من وصفهم بـ”المتمردين”. جاء ذلك خلال زيارة ميدانية إلى الخطوط الأمامية في منطقة كرفان، حيث التقى القوات المشتركة المنتشرة في المنطقة، ناقلاً تحيات القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ومشيدًا بروحهم المعنوية العالية وجهودهم في العمليات العسكرية.
وأكد كباشي أن القيادة العسكرية تتابع سير العمليات عن قرب وتثق في قدرة القوات على تحقيق مزيد من التقدم والانتصارات، مشددًا على أن الجيش سيصل إلى مدينة الفاشر ليلتحم مع وحداته هناك، مضيفًا أن “الدعم العسكري سيستمر حتى تحقيق أهداف الحرب”. كما وجّه التحية لصمود القوات والمواطنين في الفاشر وبابنوسة والدلنج وكادقلي، متعهدًا بالوصول إليهم في أقرب وقت.
وعقد كباشي سلسلة اجتماعات مع قيادة القوات في مدينة الأبيض، أصدر خلالها توجيهات بسحب جميع التشكيلات العسكرية من داخل المدينة بهدف تنظيم الانتشار العسكري وتحديد نطاق العمليات. وجدد التأكيد على أن استعادة السيطرة على كافة الأراضي السودانية هدف لا رجعة عنه، وأن الجيش ماضٍ في معركته حتى “تحرير كل شبر من البلاد”.