التكنولوجيا في حياتنا: سلاح ذو حدين

التكنولوجيا في حياتنا: سلاح ذو حدين
رقية عاطف
أصبحت التكنولوجيا في عصرنا الحالي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ تتغلغل في مختلف جوانبها بدءًا من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، وصولًا إلى مجالات التعليم والنقل والمواصلات.
وقد جاءت التكنولوجيا الحديثة محمّلة بالعديد من الإيجابيات، من أبرزها تسهيل التواصل بين الأفراد عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المعلومات في أي وقت، فبنقرة واحدة يستطيع الفرد الوصول إلى كمٍّ هائل من البيانات في شتى المجالات. كما أسهمت بشكل كبير في تطوير القطاع الطبي، حيث أدت إلى اكتشاف وسائل حديثة للعلاج وتحسين طرق الرعاية الصحية.
وفي ميدان التعليم، ساعدت التكنولوجيا على نشر التعلم عن بُعد، مما أتاح للطلاب فرص الدراسة من أي مكان وفي أي وقت. كما دعمت التجارة الإلكترونية، فأصبح بإمكان الأفراد البيع والشراء عبر الإنترنت بسهولة وسرعة. وساهمت كذلك في تحسين أداء المصانع والشركات من خلال تنظيم العمل وزيادة الإنتاج وتحقيق أرباح أعلى. ولم تغفل التكنولوجيا الجانب الترفيهي، إذ وفرت باقة متنوعة من وسائل التسلية مثل الألعاب الإلكترونية.
ورغم هذه الإيجابيات، فإن التكنولوجيا لا تخلو من السلبيات، خاصة إذا أُسيء استخدامها. من أبرز تلك السلبيات: الإدمان على الأجهزة الإلكترونية، مما يؤثر سلبًا على التركيز والصحة الجسدية، ويقلل من التفاعل الإنساني الحقيقي ويزيد من مشاعر العزلة الاجتماعية. كما يؤدي الإفراط في استخدامها إلى قلة النشاط البدني والكسل، ويؤثر على صحة العين بسبب التحديق المطول في الشاشات، إلى جانب ما تسببه من توتر وقلق عند الاستخدام الزائد.
وفي النهاية، يمكن القول إن التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين: فهي نعمة إذا استُخدمت بحكمة ووعي، ونقمة إذا أُسيء استخدامها. ويبقى الإنسان وحده المسؤول عن الطريقة التي يوظّف بها هذه الأداة القوية، التي يمكن أن ترتقي بحياته أو تُلحق بها الضرر.