التخريب في تونس: خيانة أم مؤامرة؟

هذا التحرش بالدولة الى أين؟ منذ سنة 2011 وعناصر الاجرام تعمل في الخفاء لتدمير بنية الدولة و احداث الارباك قصد تعطيل المسار الانتقالي . فكلما ضاق الخناق على رؤوس الفساد و أعداء التحول الديمقراطي لجأوا الى أساليبهم الاجرامية..هذه الظواهر التخريبية المتكررة التي تبدو في الاول منعزلة ثم سرعان ما تتدحرج ككرة الثلج : هي ظواهر ليست عفوية و لا معزولة عن بعضها البعض. .بل اصحبت ” علامة مسجلة” فهو تدبير اجرامي يرمي الى بث الفوضى و “الصابوتاج” ومخطط له تخطيطا محكما من وراء ستار.. كحرق حرق الغابات.. وحرق مبيتات الفتيات في المعاهد… تدمير انابيب المياه.. الاعتداءات على قواة الأمن.. قطع الطرقات.. اثارة الشغب لتعطيل الإنتاج. . التساهل في شن الاضرابات.. ارهاب الشعانبي.(اللغز منذ 7سنوات).. تكرر حوادث القطارات..تعطيل المسافرين في المطارات والموانئ. .. الخ ..
هل كل هذه الأعمال الإجرامية تكون محض الصدفة؟ قد تكون الحادثة الأولى. . لكن ان يتكرر النوع نفسه من الجريمة في الأيام التي تلي الحادث الأول. . فهذا مدعاة لليقضة و للتحقيق: اذ ليس بالضرورة ان يكون المجرم في شكل صعلوك فقط وانما يكون بربطة عنق ومن وراء مكتب مكيف.. وهذا الأخطر. ولذلك الدولة بأجهزتها الامنية والعدلية والاعلامية مدعوة لإيجاد التفسير المقنع لهذه العمليات الاجرامية و خاصة من يقف وراءها تدبيرا وتمويلا.. والقبض على المجريمين وتقديمهم للعدالة على الهواء مباشرة حتى يطمئن المواطن عن نفسه ومكتسباته و سيادة وطنه.. فيكفي من اظهار الجريمة و التستر على الجرمين بعدم هتك سترهم على الملأ .
محمد العماري