أخبار العالم العربي

 التحالف مع إسرائيل: مغامرة مكلفة في الشرق الأوسط

 

 

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولًا غير مسبوق، فرضته الضربات الإيرانية الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية، وردود تل أبيب العدوانية، وسط انخراط حلفاء كبار لإسرائيل في هذا الصراع المعقد. بينما تصدح صواريخ المقاومة من اليمن، ولبنان، وغزة، وتدك المسيرات الإيرانية العمق الإسرائيلي، بدأ الشركاء التقليديون لإسرائيل، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ودول أوروبية، يدفعون ثمن الانحياز أولًا: الولايات المتحدة في دائرة الاستنزاف

الولايات المتحدة، التي تمثل الرافعة العسكرية والسياسية لإسرائيل، تواجه تحديًا مزدوجًا: داخليًا، حيث تتزايد أصوات الاحتجاج ضد استمرار دعم إسرائيل رغم الاتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة؛ وخارجيًا، حيث تواجه واشنطن تراجعًا في هيبتها الإقليمية أمام صعود قوى جديدة تُعيد تشكيل توازن الردع.

– اقتصاديًا: كلفة الحروب، دعم الأنظمة الحليفة، وتدهور أسعار النفط بسبب التصعيد، تؤثر على الاقتصاد الأميركي.
– عسكريًا: قواعد أميركية في العراق وسوريا والخليج أصبحت أهدافًا مشروعة.
– دبلوماسيًا: شرعية واشنطن الأخلاقية تتآكل.

ثانيًا: أوروبا في مأزق أخلاقي واستراتيجي
بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، التي قدمت دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا لإسرائيل، تجد نفسها اليوم محرجة أمام شعوبها والرأي العام الدولي:

– دعمها لإسرائيل يقوّض قيمها في حقوق الإنسان.
– تواجه موجات احتجاجية واتهامات بالنفاق السياسي.
– تضررت علاقاتها بالدول الإسلامية، وتأثرت صادراتها للأسواق الشرق أوسطية.

ثالثًا: إسرائيل… الكيان الهش في عين العاصفة

ورغم ما تمتلكه إسرائيل من قدرات تكنولوجية وعسكرية، فإنها تبدو اليوم عاجزة عن احتواء الضربات الدقيقة المتزامنة من أطراف متعددة:

– تعرضها للقصف من أكثر من جبهة يُظهر ضعف منظومتها الدفاعية.
– خسائرها الاقتصادية فادحة (توقف مطارات، استهداف منشآت حساسة، نزيف اقتصادي).
– فقدت صورتها كـ”دولة لا تُقهر”، وهو ما يعيد تموقعها إقليميًا.

رابعًا: إيران والمحور الجديد

إيران أثبتت أنها لم تعد في موقع الدفاع فقط، بل تملك قدرة الضرب الاستباقي المركز. الرسالة الإيرانية واضحة: أي عدوان على أراضيها سيقابل برد موجع.

– أطلقت عملية “الوعد الصادق 3” ضد أهداف إسرائيلية.
– وحّدت جبهات المقاومة من اليمن إلى لبنان.
– أظهرت أن الحلفاء الإقليميين يمكن أن يغيروا ميزان القوى.

التحليل العام: من دعم إسرائيل إلى خسارة المصالح

الدول الممثلة لإسرائيل أو الداعمة لها، تواجه اليوم معادلة جديدة:
– الدعم الأعمى لم يعد آمنًا سياسيًا.
– تأييدها قد يُكلفها شعبيتها، أمنها، ومصالحها الاستراتيجية.
الشرق الأوسط الجديد يتشكل. والمعايير فيه لم تعد تُبنى على التفوق العسكري فقط، بل على مدى الانحياز للحق، العدالة، واحترام الشعوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى