الأمين العام الأبدي لحزب العمل الكوري

اليوم الثامن من تشرين الأول عام 1997، تم انتخاب كيم جونغ إيل (1942 – 2011) أمينا عاما لحزب العمل
الكوري، تعبيرا عن الإرادة والأماني الإجماعية لأعضاء حزب العمل الكوري وأبناء الشعب وأفراد الجيش الشعبي.
لقد قام الأمين العام كيم جونغ إيل بتعزيز حزب العمل الكوري وتطويره إلى حزب للرئيس كيم إيل سونغ وقوة
هادية مقتدرة لثورة سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية)، وقاده إلى طريق النصر دائما، حتى أرسى الأسس
الخالدة لبناء الدولة القوية والمزدهرة.
ومنذ بداية عمله (19 حزيران 1964) في اللجنة المركزية للحزب، حدد فكرة زوتشيه التي أوجدها الرئيس كيم إيل سونغ،
على أنها الكيمئيلسونغية، وطبق أفكار بناء الحزب ونظرياته القائمة على فكرة زوتشيه، الأمر الذي أدى إلى تعزيز
حزب العمل الكوري وتطويره إلى حزب ترسخ فيه نظام أفكار الزعيم وقيادته.
كما أنه أصدر عددا كبيرا من المؤلفات التي تعطي إيضاحا عميقا لكل ميادين الحياة الاجتماعية، بدءا من بناء
الحزب والدولة والجيش والاقتصاد، وحتى التعليم، والصحة، والأدب والفن، والرياضة وآلخ.
إن الأفكار والنظريات الواردة في مؤلفاته الكثيرة، بما فيها “الاشتراكية علم”، و”إعطاء الأولوية للعمل الفكري
مطلب حتمي لإنجاز قضية الاشتراكية”، و”حول الالتزام بالنهج الزوتشي المستقل والصفة القومية في الثورة والبناء”،
تستأثر بأهمية بالغة في إلهام وتحفيز قضية الاشتراكية، قضية الاستقلالية في العالم، فضلا عن الثورة الكورية.
وبعد رحيل الرئيس كيم إيل سونغ، عمل كيم جونغ إيل على التمسك الثابت بفكرة زوتشيه كفكرة هادية للحزب من
جهة، ومن جهة أخرى، تعميق وتطوير فكرة سونكون القائمة على فكرة زوتشيه بما يتفق مع متطلبات العصر، وحدد،
بذلك، فكرة سونكون كمرشد هاد أبدي للحزب، جنبا إلى جنب مع فكرة زوتشيه. ولذا، أصبح حزب العمل الكوري
يحقق وحدته فكرا وإرادة، وواجبا أخلاقيا، على أساس الفكر الواحد والمحور الواحد، ويظهر قدراته المظفرة دائما كقوة
هادية للمجتمع الكوري، إلى أبعد الحدود.
كما قام الأمين العام كيم جونغ إيل بتعزيز حزب العمل الكوري وتطويره إلى حزب أم انصهر في كيان تماثلي مع
جماهير الشعب ويخدمها.

قال الأمين العام وأكد دائما أن حزب العمل الكوري حزب يناضل ويتواجد من أجل تحقيق استقلالية جماهير
الشعب، من حيث هدفه ورسالته، وبغية تحقيق متطلبات أبناء الشعب للاستقلالية ومصالحهم، لا بد للحزب من رص
صفوفهم حوله، والاعتناء بمصيرهم على مسؤوليته.
وقاد الكوادر الحزبيين إلى أن يكونوا خدما مخلصين حقيقيين للشعب، يتوغلون إلى أعماق الجماهير تحت شعاري
“ليدخل الحزب كله إلى أعماق الجماهير!”، و”نحن في خدمة الشعب!”، ويعيرون أذنا صاغية إلى آرائها، ويخدمون
الشعب بنكران الذات. وعند وضع خطة أو سياسة، ونقلها إلى حيز الواقع أيضا، حرص على عكس إرادة الشعب
ومطالبه فيها تماما، وعدم التطاول على مصالحه على الإطلاق.
تحت قيادته، ظل حزب العمل الكوري يمارس السياسات الشعبية، مثل نظام العلاج المجاني الشامل ونظام التعليم
الإلزامي المجاني، دون تغيير، حتى في أواخر القرن الماضي، حيث كانت تعاني البلاد أقسى المحن والعقبات من
جراء هجمات الإمبرياليين المركزة المعادية للاشتراكية.
وخط بناء الدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة الذي تقدم به الأمين العام أيضا، يكمن هدفه الهام في جعل أبناء
الشعب يتمتعون بالحياة الميسورة والمتحضرة بملء رغبتهم، عن طريق تحسين معيشتهم بدرجة ملحوظة. تحقيقا لهذا
الهدف، مضى باطراد في سلوك طريق توجيهاته الميدانية لأكثر من 14290 وحدة، طوال فترات حياته.
قام الأمين العام كيم جونغ إيل بتعزيز حزب العمل الكوري وتطويره إلى هيئة أركان سياسية مجربة ومحنكة تقود
قضية سونكون إلى طريق النصر.
بعد أن بدأ قيادة الثورة على هدى سونكون منذ سنواته المبكرة، رفع راية سونكون أعلى فأعلى، حين جن جنون
القوى الإمبريالية المتحالفة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية في الهجمات لتدمير كوريا، انتهازا لفرصة انهيار
المنظومة الاشتراكية العالمية في أواخر القرن العشرين، وحدد سياسة سونكون كأسلوب رئيسي للسياسة الاشتراكية
وأسلوب قيادي لحزب العمل الكوري.
وعزز القدرات السياسية والفكرية، والعسكرية والتقنية للجيش بكل الوسائل المتاحة، فيما يتفقد وحدات الجيش
الشعبي على الطبيعة باطراد.
كما أنه طرح المنهج الجديد لبناء الاقتصاد، الخاص بتنمية صناعة الدفاع الوطني على سبيل الأولوية، حتى يتزود
الجيش الشعبي بأطقم من وسائل الهجوم والدفاع الحديثة والمقتدرة.
يجدر ذكره أنه ارتقى بكوريا إلى مكانة الدولة السياسية والفكرية القوية، ومكانة الدولة العسكرية القوية عن جدارة،
وبدأ عصرا جديدا لبناء الدولة الاشتراكية القوية، عن طريق تجسيد سياسة سونكون في كل المجالات.
الأمين العام كيم جونغ إيل خالد مع حزب العمل الكوري المظفر الذي يقود المسيرة العامة للشعب الكوري من أجل
بناء الدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة.