الصحة

اضطراب فرط الحركة عند الأطفال.. تحدٍّ سلوكي يتطلب وعياً مجتمعياً

يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من أكثر المشكلات السلوكية التي تؤثر على الأطفال في مرحلة الطفولة، حيث يعاني المصابون به من صعوبة في التركيز، وفرط في النشاط، واندفاعية زائدة تؤثر على حياتهم اليومية، ومع تزايد الحالات المسجلة حول العالم، أصبح من الضروري توعية الأهل والمعلمين بأعراض الاضطراب وطرق التعامل معه لضمان توفير بيئة داعمة للأطفال المصابين.

ارتفاع معدلات التشخيص وتأثيره على التحصيل الدراسي

تشير الإحصائيات الحديثة إلى ارتفاع معدلات تشخيص اضطراب فرط الحركة بين الأطفال، حيث يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور الأعراض، ويؤثر هذا الاضطراب بشكل مباشر على تحصيل الطفل الدراسي، إذ يواجه صعوبة في متابعة الدروس، وإنهاء الواجبات، والجلوس لفترات طويلة داخل الفصل.

كما أكد خبراء في علم النفس التربوي أن عدم التعامل الصحيح مع الأطفال المصابين بـ ADHD قد يؤدي إلى شعورهم بالإحباط، مما يزيد من احتمالية تراجعهم أكاديميًا أو تعرضهم لمشكلات سلوكية أخرى مثل العدوانية أو العزلة الاجتماعية.

أهمية التشخيص المبكر والعلاج السلوكي

يؤكد الأطباء والمتخصصون أن التشخيص المبكر هو مفتاح التعامل الناجح مع اضطراب فرط الحركة، حيث يساعد في وضع استراتيجيات مناسبة لدعم الطفل سواء داخل المنزل أو المدرسة.

ويُعد العلاج السلوكي من أهم الوسائل المتبعة، إذ يساعد في تحسين قدرة الطفل على التركيز والتحكم في سلوكياته من خلال تقنيات مثل وضع جداول يومية منظمة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، واستخدام أساليب المكافأة والتشجيع بدلاً من العقاب.

دور الأسرة والمدرسة في دعم الأطفال المصابين

تلعب الأسرة والمدرسة دورًا رئيسيًا في مساعدة الأطفال المصابين بفرط الحركة على التكيف مع بيئتهم وتحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي، وينصح الخبراء بضرورة توفير بيئة هادئة للطفل، وتقليل المشتتات أثناء المذاكرة، بالإضافة إلى تشجيعه على ممارسة الرياضة لتفريغ الطاقة الزائدة.

كما يوصي المختصون بتوعية المعلمين حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال داخل الفصول الدراسية، مثل تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة، ومنحهم وقتًا إضافيًا لإنجاز الأنشطة، وتشجيعهم على استخدام الأساليب البصرية في التعلم.

مستقبل الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة

على الرغم من التحديات التي يواجهها الأطفال المصابون بـ ADHD، فإن العديد منهم قادرون على تحقيق النجاح في حياتهم إذا تم توفير الدعم المناسب لهم منذ الصغر، ومع زيادة الوعي المجتمعي حول الاضطراب، أصبح من الممكن مساعدة هؤلاء الأطفال على تطوير مهاراتهم وتحقيق إمكانياتهم الكاملة، مما يضمن لهم حياة طبيعية ومستقبلًا مشرقًا.

 

بقلم: أماني يحيي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى