أخبار عالمية

استمرار الصلوات رغم التوترات في الأقصى

يارا المصري
أقيمت الصلوات الخمس خلال الأسبوع الماضي، بصورة منتظمة وسلمية في المسجد الأقصى، وذلك رغم تصاعد اقتحامات الزوار اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وتشير التقارير إلى أنه بعد السماح بالغناء والرقص في باحات المسجد، برزت مخاوف من احتمال حدوث تغيير في الأجواء.
ومع ذلك، لم تُسجل أي تغييرات جوهرية على أرض الواقع مقارنةً بالوضع السابق، وقد استمر هذا الوضع لأشهر عديدة، ولا يُتوقع أن يُحدث السماح للزوار اليهود تغييرات عملية جوهرية مقارنةً بالأوضاع المتوترة أصلاً.
وتواصل هيئة الأوقاف رصد التطورات، مؤكدةً على أهمية الحفاظ على قدسية المسجد وباحاته، حيث صرح مسؤول في الأوقاف قائلاً: “نتابع الوضع عن كثب ونحرص على أن يظل المسجد مكانًا للصلاة والسكينة، ورغم التحديات، حافظنا على الأجواء المهيبة التي تميز المسجد، ونأمل أن تستمر على هذا المنوال”.
وفي ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في مدينة القدس، يشهد المسجد الأقصى المبارك استقرار نسبي في أعداد المصلين الوافدين لأداء صلاة الجمعة، وذلك مع استمرار فتح أبوابه أمام المصلين.
وأفاد عدد من سكان القدس الشرقية بأنهم باتوا يلجأون احيانا أداء الصلاة في المساجد المحلية داخل أحيائهم أو حتى في منازلهم، بدلاً من التوجه إلى المسجد الأقصى، وذلك نتيجة للقيود المفروضة على أعداد المصلين المسموح لهم بالدخول، إلى جانب المخاوف المتزايدة من تصعيد الأوضاع.
وقال أحد سكان حي سلوان في تصريحات لصحف محلية عربية: “عادةً ما أذهب كل جمعة مع عائلتي إلى الأقصى، لكن بسبب الوضع الراهن في المدينة، قررت أن يكون أطفالي قريبين من المنزل. هذا الأسبوع سنصلي في المسجد المحلي أو حتى في البيت إذا ساءت الأمور أكثر”.
وتفرض قوات الأمن الإسرائيلي منذ أسابيع قيودًا صارمة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، وتمنع الكثير من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إليه، كما تحد من دخول الرجال دون سن معينة، وتفرض إجراءات تفتيش صارمة عند البوابات لحفظ الأمن والسلم العام في أنحاء المسجد الأقصى ومدينة القدس.
ويأتي هذا التشديد في ظل مخاوف من اتساع دائرة التصعيد، خاصة في ظل استمرار التوترات السياسية والأمنية في المدينة القديمة ومحيطها، ما يضع سكان القدس أمام خيارات صعبة تتعلق بالحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم، خاصة الأطفال وكبار السن.
ورغم الظروف المعقدة، يواصل المقدسيون تأكيد تمسكهم بحقهم في الوصول إلى المسجد الأقصى، في رغبة واضحة بأن التوترات الأمنية والسياسية المحيطة لن تمنعهم من أداء شعائرهم، ولو داخل حدود أحيائهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى