استقبال مصر لقافلة الصمود : خطوة راقية نحو تعزيز التعاون العربي والتضامن مع غزة

يشكّل الاستقبال المصري المرتقب لقافلة الصمود القادمة من تونس لحظة فارقة تعكس نضج الوعي العربي، وتجسيدًا حيًّا للتكامل الشعبي في القضايا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فمصر، بتاريخها الدبلوماسي وريادتها الإقليمية، لا تستقبل قافلة تضامن فحسب، بل تحتضن رمزًا للوحدة والكرامة في وجه العدوان والإبادة.
وتحمل هذه المبادرة، التي تنخرط فيها 42 دولة، بعدًا استراتيجيًا، إذ تعبّر عن تحرك شعبي عابر للحدود، يحفز الحكومات على تبني مواقف أقوى تجاه الاحتلال. أما تونس، فقد أكدت عبر زخم المشاركة الشعبية تجاوز 10 آلاف متطوع، ريادتها في دعم القضية الفلسطينية، بما يعزز مكانتها في محيطها العربي والدولي.
إن استقبال مصر لهذه القافلة ببرقي ورسميّة من شأنه أن يعيد رسم ملامح جديدة للتعاون العربي، ويُحيي روح المواقف المشتركة حول القضايا الإنسانية، ويؤكد أن الشعوب مازالت قادرة على الضغط والتأثير.
فهل تكون هذه القافلة شرارة لإحياء مشروع تضامن عربي شعبي شامل؟ الأيام القادمة ستُظهر إلى أي مدى يمكن لهذا الحراك أن يصنع التغيير.