إقتصاد

ارتفاع الأسعار في مصر وتأثيره على الأسر المصرية

كتبت /آيه رضا

 

كانت أمي في وقت ليس ببعيد، تذهب إلى السوق وتحمل نقودًا قليلة لتشتري بها العديد من احتياجات المنزل، وكانت تعطيني جنيهات لأذهب وأشتري الخضار والعيش وحلوى لي. وكلما كبر حجم المشتريات وتزايد السعر، كان هناك بركة.

كنت أكبر في بيت بسيط يعاني مثل جميع البيوت من رفع الأسعار والغلاء، وكنت أرى على وجه أمي صعوبة في تدبير المنزل وتنظيم النقود التي تصرفها على البيت وتعليمي وتعليم إخوتي. وكبرت وفهمت أن هناك فئات تتحكم في مصير الوطن، وأن هناك كبارًا يتحكمون في رفع وخفض الأسعار.

هؤلاء لا يخضعون لقوانين البلد، حتى وصلت إلى مرحلة باتت فيها جميع وجوه الأسر المصرية تعاني من زيادة الأسعار دون جدوى، ولا حياة لمن تنادي. شاهدت ما لم أكن أتمنى أن أشاهده، وصل جنون ارتفاع الأسعار إلى أن أرى شخصًا ما يتحدث إلى نفسه كيف له أن يدبر معيشته؟ من أين يأتي بمصروفات دروس أولاده؟ ومن أين يأتي بعلاج زوجته؟ وكيف له أن يغطي مصاريفه وراتبه لا يكفي أسبوعًا؟.

لا توجد رقابة على هؤلاء التجار والبائعين، في مصلحة من ارتفاع الأسعار دون زيادة الرواتب؟ الآباء والأمهات عقولهم تشتت من جنون الأسعار التي لا تهدأ بل دائمًا في تصاعد ملحوظ. كيف لنا أن نرى أن يصل كيلو الليمون إلى 40 جنيهًا، وكيلو الدجاج إلى 100 جنيه، واللحمة تجاوزت 400 جنيه، والفاكهة أصبحت بـ 30 جنيهًا للكيلو؟

نأسف لما نسمعه من أسعار، فإذا أصبت بفيروس الإنفلونزا لن أستطيع شراء الليمون الذي كان دواء الغلابة أثناء مرضهم لأنهم لا يستطيعون شراءه. ما يحدث مهزلة بكل المقاييس، ومع اقتراب شهر رمضان الذي تكثر فيه الزيارات والعزومات وصلة الأرحام بين جميع أطراف العائلة، فمع ارتفاع هذه الأسعار، كيف لفقير أن يطعم مسكينًا لأخذ الثواب؟ وكيف له أن يقدم عزومة إلى أرحامه ويتبادل الثواب وهو يعلم أنه يحتاج فوق راتبه أربعة أضعافه؟

كيف يصل ثمن طبق الحلويات إلى أكثر من 400 جنيه؟ بقيمة راتب موظف بسيط ومعاش لأم تربي أولادها. ألم تعلموا أن هناك أسرًا تعيش بذلك المبلغ شهريًا أو أقل أيضًا؟ فهناك أماكن تتأثر كثيرًا بجنون الأسعار، والتي لا يعيش بها سوى سكان بسطاء الحال. أيقظوا عيونكم من غفلتها أيها المسؤولون، وتحركوا لتروا بأعينكم معاناة المصريين الغلابة الذين يتأثرون بارتفاع السلع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى