الأخبارالصحةتونس

اذا مرضت تونس تداعت لها ليبيا بالسهر والحمى

لسنا في معرض حديث الان على عراقة العلاقات التونسية الليبية ففي زمن غير بعيد لم تكن للحدود المرسومة اليوم اي وجود.وكانت لتونس مع ليبيا تجربة وحدة في عهد القذافي و الحبيب بورڨيبة.

و بغض النظر عن العلاقة الاقتصادية بين البلدين و علاقة الجوار والاخوة والتصاهر،فان التاريخ و المصير المشترك والجغرافيا جعلت من البلدين في رباط وثيق ودائم فتفتح ليبيا ابوابها امام التونسيين للعمل و تحتضن تونس اخوتنا اللليبيين للسياحه والتداوي ولم تعرف الدولتين قطعا للعلاقات حتى في اشد الفترات صعوبة وفي اعتى الازمات.

فجاة ودون سابق انذار او دق جرس نهاية الفسحة واغلق معبر راس جدير ابوابه امام احلام و حاجيات الشعبين الملحة وكان ذلك على اثر تصريح وزارة الصحة التونسية واعلانها عن انهيار المنظومة الصحية بعد انتشار متحور فيروس كورونا. ينزل هذا القرار كالصاعقة على الليبيين والتونسيين على حد السواء،فهذه الخطوة ضربة في مقتل لشريان العلاقات الاقتصادية مابين البلدين خاصة مع حلول عيد الاضحى المبارك وما تشهده هذه الفترة من نشاط وتبادل تجاري بين المدن الحدودية،ليس هذا فقط فبغلق هذه الحدود علق مواطنون ليبيون على اعتاب الحدود والموت!! فتنتشر فيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين ساخطين تنقل وضعيات تدمي القلب حيث اظهرت مقاطع فيديو سيارات تحمل جثامين لمواطنين ليبين تنتظر استثناءات لقرار الغلق المفاجئ الذي لم ياخذ بعين الاعتبار ولم يراعي هذه الحالات الطارئة وقداسة الموتى مما اثار سخطا من الجانبين الليبي والتونسي وعلت اصوات الشعبين ضد هذا القرار.

ان عزل ليبيا عن تونس هو جرم في حق المرضى والحالات التي تستوجب تدخلا طبيا عاجلا خاصة امام شح الادوية والمعدات الطبية من الجانب اللليبي. وضع اخوتنا في ليبيا بين مطرقة الكورونا وسندان باقي الطوارئ الحياتية.

ولسائل ان يسال لما لم تتخذ الحكومات من الجانبين اجراءات اكثر انسانية وتركز مستشفى ميداني في المعبر يخضع فيه المتنقلون بين البلدين الى تحاليل سريعة وتنظم فيه استثناءات للعبور حسب الاولوية .

نحن لسنا بحاجة إلى عزل وتباعد لا يتلائم وواقعنا الاقتصادي والاجتماعي بقدر ما نحن في حاجة الى وحدة و رص صفوف وتضامن فتونس وليبيا كمثل الجسد اذا اشتكى عضوا تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى.

لم لا تعلو اصوات الحكماء والعقلاء في الازمات لوضع حلول تشاركية تمر بكلى الشعبين الي بر الامان؟ في انتظار الحلول من السياسيين سنظل نهتف عاشت ليبيا عاشت تونس ابدا سرمدا

نقل الجثمان مكفول قانونا فماذا نحترم قداسة الموت ام قداسة القرارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى