
نحيى يوم الثامن من فيفرى 2021الذكرى 63 لاحداث ساقية سيدى يوسف لقد اقدمت فى صبيحة ذلك اليوم الفرقة الخامسة من القوات الجوية الفرنسية بقيادة الجنرال ادمون جيهود وبعد ان تحصلت على الضوء الاخضر من وزير الدفاع الفرنسي جاك شبان دالماس بهجوم جوى على الساقية بواسطة28 طائرة عسكرية وقنبلت القرية متسببه فى هدم ثلاثة ارباعها. واستشهاد 79شخص منهم 11 طفل توفيوا بعد ان سقطت على رووسهم اسقف المدرسة التى كانوا يتواجدون بها وجرح 130 شخص جروحا متفاوته.
سبب هذا الهجوم تعود للضربات الموفقة التى سددها مجاهدو جبهة التحرير الجزائرية لفرنسا حيث قاموا باسر اربعة جنود فرنسيين وكانت فرنسا تعتقد انه وقع ادخالهم للاراضى التونسية فبعثت موفدا لتونس للمطالبة بالتدخل لاطلاق سراح الاسرى ولكن الرئيس بورقيبة رفض استقبال المبعوث الفرنسي وتمسكت تونس ان هولاء الجنود غير موجودين بالاراضى التونسية لذلك قررت فرنسا توجيه ضربة عسكرية لتونس التى تاوى فى الكاف قيادة جبهة التحرير الجزائرية.
وتعتبر الساقية نقطة عبور للمجاهدين الجزاءريين لوجودها على الطريق الرابطة بين الكاف وسوق اهراس وقربها من قرية الحدادة الجزائرية وشكل الاعتداء ملحمة اختلط فيها الدم التونسي والجزاءرى اثر الاعتداء الغاشم الذى شنته فرنسا على قرية امنة فى يوم سوق كان ملىء بالحركة .
وكانت قوات الهلال الاحمر التونسي والصليب الاحمر الدولى بصدد توزيع الاعانات على اللاجئين الجزائريين تحركت تونس عن طريق دبلوماسيتها النشيطة لدى المنتظم الاممي وفضحت فرنسا وممارساتها الوحشية وسرعان ما تكونت بدعم من الولايات المتحدة لجنة اممية ضمت مندوبا عن الولايات المتحدة ومندوبا عن بريطانيا واجريت مفاوضات مطولة بين فرنسا وتونس وكانت القوات الفرنسية فى كل مكان محاصرة من طرف مناضلى الشعب الدستورية فيما وقع تسميته بمعارك السدود .
و اذعنت فرنسا اخر المطاف وقبلت ان تغادر قواتها العسكرية كل الاراضى التونسية باستثناء بنزرت والمناطق الصحراوية الحدودية تحقق فى ربيع 1958الجلاء العسكرى عن كل المدن والقرى التونسية باستثناء بنزرت والمناطق الصحراوية ولكن مشكل حق التتبع اثار ازمة برلمانية بين من كان يناصر حق فرنسا فى تتبع المجاهدين الجزائريين ومن كان ضد هذا الحق فسقطت حكومةً فيليكس قيار Gaillard يوم 15 افريل 1958 واصبحت الجمعية الوطنية الفرنسية غير قادرة على تشكيل حكومة جديدة وقع الاستنجاد بالجنرال دى غول الذى اشترط تغيير النظام الانتخابى والغاء التمثيل النسبي وتغيير الدستور فانتهت الجمهورية الرابعة وتم صياغة دستور الجمهورية الخامسة بتعاون بين دى غول ومساعده ميشال دوبرى ووقع تنظيم استفتاء للمصادقة على الدستور الجديد يوم 28 سبتمبر 1958.
اقر دستور الجمهورية الخامسة انتخاب رئيس الجمهورية انتخابا مباشرا لمدة سبع سنوات وارسى نظاما شبه رءاسى لان السلطة التنفيذية موزعة بين رءيس الجمهورية والوزير الاول وصدر دستور الجمهورية الخامسة يوم 4 اكتوبر 1958 ثم وقع اعتماد نظام انتخابى جديد يقوم على اساس الاغلبية المطلقة على دورتين هكذا كان تاريخ الاجيال التى سبقتنا نظال وعطاء فصنعوا التاريخ فى تونس واثروا على مجريات الاحداث على الصعيدين الاقليمى والدولى .
وكان الدستوريون مناضلو الشعب هم حماة هذا الوطن فحاصروا الثكنات وضيقوا الخناق على المستعمر ليتحقق الاستقلال الكامل فكل العرفان بالجميل للمناضلين اللذين حققوا الاستقلال وفى طليعتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة وانشاء الله يكون شهداء الوطن عند ربهم احياء يرزقون.
عادل كعنيش محامي و رئيس جمعية قدماء البرلمانيين