إيران تحت وطأة الضغوط: بايدن يضعفها وترامب يثير القلق

منذ تولي جو بايدن منصب الرئاسة، اتبعت إدارته نهجًا دبلوماسيًا مع إيران، ساعيةً لإحياء الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015، إلا أن محاولاتها لم تثمر عن نتيجة إيجابية، رغم الجهود المتكررة، فشلت واشنطن في إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، ما جعل الإدارة الأمريكية تتراجع في عام 2024 عن فكرة العودة للاتفاق النووي، لتجد نفسها في مواجهة واقع أكثر تعقيدًا.
إيران، التي طالما اعتمدت على أذرعها العسكرية في المنطقة مثل حزب الله وحماس، تواجه اليوم أزمة حقيقية بعد سلسلة من الضغوط العسكرية والسياسية، فقد خسرت تأثيرها في سوريا، وتعرضت لانتكاسات في لبنان، إضافة إلى فقدان القدرة على تهديد المصالح الأمريكية والإسرائيلية بشكل فعال، في المقابل، نجحت الولايات المتحدة في استخدام قوتها العسكرية لردع أي تهديدات إيرانية، بداية من التصدي لمحاولات طهران مهاجمة السفن في المياه الدولية، وصولًا إلى إجهاض الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
وبالرغم من فشل الدبلوماسية الأمريكية، فقد أظهرت واشنطن قدرة فائقة على الرد العسكري، حيث نشرت حاملة طائرات وقوات جوية في المنطقة لدعم إسرائيل، بينما تمكنت من فرض استقرار نسبي في المناطق التي تحت تأثير إيران، لكن مع قرب احتمال عودة ترامب إلى السلطة، تُكثف طهران مراقبتها للسياسة الأمريكية القادمة، في ظل غموض يحيط بسياسة الرئيس السابق، الذي قد يلجأ إلى سياسة الضغط القصوى أو حتى دعم إسرائيل في تصعيد الهجمات ضد طهران.
كما أن إيران في موقف ضعيف الآن، وتدرك تمامًا أنه بدون حلفائها العسكريين في المنطقة، ستكون عاجزة عن تهديد أمن الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مؤثر، وهو ما يجعلها في انتظار نتائج السياسة المقبلة لإدارة ترامب التي قد تعيد ترتيب أوراق اللعبة في المنطقة.
بقلم: أماني يحيي