الأخبار

إعلام الدقهلية يقيم ندوة “الشائعة سلاح… والتحقق دفاعك الأول” بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر

علاء حمدي
يواصل مجمع إعلام الدقهلية، التابع للهيئة العامة للاستعلامات، جهوده لنشر الوعي المجتمعي، حيث نظم اليوم ندوة كبرى بعنوان “الشائعة سلاح… والتحقق دفاعك الأول” بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر – تفهنا الأشراف، في إطار حملة “اتحقق قبل ما تصدق” الهادفة لحماية المجتمع من مخاطر المعلومات المضللة.
أقيمت الندوة ضمن حملة توعوية أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات، تحت رعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة، والدكتور أحمد يحيي رئيس القطاع، وبالتعاون الكامل مع جامعة الأزهر برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، ورئاسة أ.د سلامة داوود رئيس الجامعة، وبحضور أ.د رمضان الصاوي نائب رئيس الجامعة.
وبدأت الفاعليات بعزف السلام الجمهوري، تلاه تلاوة متقنة من القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد حجازي، ثم انطلقت الندوة التي ركزت على تحليل الشائعات وتأثيرها العميق على الفرد والمجتمع في عصر الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمتها، أكدت د. مايسة المنشاوي مدير مجمع إعلام الدقهلية أن الشائعة تُعد سلاحًا ناعمًا لكنه بالغ الخطورة، وتأتي ضمن أخطر التحديات التي تواجه المجتمع حاليًا، مؤكدة أن الوعي المجتمعي أحد أهم رسائل الهيئة العامة للاستعلامات لتمكين الأفراد من امتلاك أدوات التحقق وتمييز الحقيقة من التزييف. كما أوضحت أهمية الإعلام الرسمي في تقديم المعلومة الموثوقة ومحاصرة المحتوى المشبوه والعشوائي المنتشر عبر المنصات الرقمية.
ثم تحدثت أ.د بدوية سعد عميدة كلية الدراسات الإنسانية موضحة أن الشباب هم الفئة الأكثر استهدافًا في عالم الشائعات الذي يعمل على التضليل وتزييف الواقع. وقد شددت على ضرورة تطبيق الاستراتيجية المعرفية عبر استخدام الأساليب والتقنيات التي تنمي التفكير النقدي وتمكّن من التحقق من المعلومات ومصادرها.
وأشارت إلى أن الشائعات تُخلّف أضرارًا سياسية تهدد الأمن العام، وأخرى اقتصادية واجتماعية، مؤكدة وجود نصوص قانونية صارمة تجرّم تداول الشائعات.
كما تناولت ظاهرة سوء التغذية المعلوماتية التي أدّت إلى خلق محتوى مضلل تسبّب في كوارث نفسية ومجتمعية، حيث يسهل استغلال الأشخاص ذوي الفراغ المعرفي والسيطرة عليهم وزعزعة ثقتهم بأنفسهم وتغيير توجهاتهم.
وفي كلمته، استدل أ.د محمود أبو الدهب عميد كلية التربية بآيات القرآن الكريم التي تناولت قضية الشائعات وخطورتها، ومنها قوله تعالى:
“إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ…”
وقوله تعالى:
“إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ…”.
وأكد أن القرآن الكريم وضع منهجًا واضحًا لحماية المجتمع من خطورة نشر الأكاذيب، خصوصًا في زمن الرقمنة واستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات التلاعب بالصور والفيديوهات.
ونبّه الشباب إلى ضرورة عدم مشاركة أي خبر يتعلق بالدين أو الدولة دون التحقق من مصدره، مع الاهتمام بتأمين البيانات الشخصية وتغيير كلمات المرور بشكل دوري.
أما أ.د نهلة المتولي العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية فقد أكدت أهمية التمسك بقيم الدين ومبادئه التي تدعو إلى الصدق، مستدلة بالحديث الشريف:
“عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر…”.
وأوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أداة خصبة لانتشار الشائعات بسرعة الضوء، في ظل امتلائها بمعلومات صحيحة وأخرى مغلوطة، مما يتطلب وعيًا أكبر وقدرة على التمييز.
وتحدثت أ.د وجيهة التابعي النائبة السابقة وعميدة سابقة بالكلية عن دور بعض المنصات الإعلامية الخارجية “العَمِيلة” التي تستهدف هدم الدولة والتأثير على وعي الشباب، مؤكدة أن الشائعة قد تهدم معنويات أسرة كاملة مما ينعكس على المجتمع والدولة.
وقدمت مجموعة من النصائح للشباب حول تحديد الأهداف، وتطوير الذات، وصقل المهارات، والاقتداء بالنماذج الناجحة، مؤكدة ضرورة تحرّي الدقة في كل ما يُنشر من أحداث يومية واجتماعية وسياسية واقتصادية.
وفي الختام، ألقى د. محمد الشريف كلمة أكّد فيها استمرار التعاون بين مجمع إعلام الدقهلية وكليات جامعة الأزهر في تنفيذ فعاليات توعوية شاملة، مشددًا على أهمية حملة “اتحقق قبل ما تصدق” في هذا التوقيت الحرج الذي تتسارع فيه الشائعات وتتنوع أساليب ترويجها.
وشهدت الندوة حضورًا واسعًا من طلاب وطالبات جامعة الأزهر، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين بالجامعة، في تأكيد واضح على أهمية تعزيز الوعي الوطني والتصدي للشائعات بمنهج علمي ووعي مجتمعي راشد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى