
باتت الهواتف الذكية جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، إلا أن انتشارها الواسع بين الأطفال أثار قلقًا متزايدًا لدى الخبراء وأولياء الأمور، وسط تحذيرات من تداعيات الاستخدام المفرط على النمو النفسي والاجتماعي للأطفال.
فمع سهولة الوصول إلى الألعاب والتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح كثير من الأطفال أسرى لشاشات الهواتف، ما دفع المختصين إلى دق ناقوس الخطر والبحث عن حلول للحد من هذه الظاهرة.
مخاطر نفسية واجتماعية
أشارت دراسات حديثة إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية قد يؤدي إلى اضطرابات في التركيز والنوم لدى الأطفال، بالإضافة إلى تزايد مشاعر القلق والعزلة الاجتماعية.
ووفقًا لدراسة أجراها معهد أبحاث الأطفال في الولايات المتحدة، فإن الأطفال الذين يقضون أكثر من ثلاث ساعات يوميًا أمام الشاشات معرضون بشكل أكبر لمشكلات سلوكية وصعوبات في التواصل.
كما حذرت الدكتورة سمر عبد الرحمن، استشارية الصحة النفسية، من أن “الهواتف الذكية باتت تهدد قدرة الأطفال على التفاعل الاجتماعي الحقيقي، إذ يستعيضون بالعالم الافتراضي عن التجارب الواقعية التي تساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية”.
دور الأسرة في المواجهة
يلعب الوالدان دورًا محوريًا في الحد من إدمان الهواتف الذكية، من خلال وضع قواعد واضحة للاستخدام وتحديد أوقات معينة للشاشات.
وتشدد الدكتورة سمر على أهمية “أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم، عبر تقليل استخدامهم الشخصي للهواتف، وتخصيص وقت للنشاطات العائلية بعيدًا عن الأجهزة الرقمية”.
حلول عملية للتعامل مع الظاهرة
1. تحديد أوقات الاستخدام: وضع جدول زمني لاستخدام الهاتف يحدد الساعات المسموح بها.
2. الأنشطة البديلة: تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والأنشطة الفنية والاجتماعية.
3. التطبيقات المخصصة: الاستعانة بتطبيقات مراقبة الاستخدام التي تساعد في تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل على الهاتف.
4. تعزيز الحوار: توعية الأطفال بمخاطر الاستخدام المفرط ومناقشة المحتوى الذي يتابعونه بشكل دوري.
وفي هذا السياق، دعا مختصون إلى تفعيل دور المدارس في توعية الطلاب بمخاطر الإدمان الإلكتروني، وتقديم ورش عمل تثقيفية تسهم في ترسيخ السلوكيات الرقمية الصحيحة.
ويبقى التوازن هو الحل الأمثل للتعامل مع الهواتف الذكية، إذ لا يمكن تجاهل دورها في عصرنا الحالي، لكن إدارتها بشكل واعٍ هو الضامن لنمو صحي وسليم للأطفال بعيدًا عن سطوة الشاشات.
بقلم: أماني يحيي