مقالات

إدارة الخلافات الزوجية… جسور لا جدران

بقلم د : امال ابراهيم
استشاري العلاقات الأسرية

الخلاف بين الزوجين: اختبار للوعي وليس تهديدًا للعلاقة

تمرّ العلاقة الزوجية أحيانًا بلحظات توتّر واختلاف، وهو أمر طبيعي في سياق التفاعل الإنساني، غير أن ما يصنع الفارق الحقيقي ليس الخلاف ذاته، بل طريقة التعامل معه.

إنّ معالجة الخلافات لا تكون بالإكثار من الجدال، ولا بالتمسّك بالمنطق الجاف أو البحث المحموم عن التبرير، بل تبدأ من لحظة شعور أحد الطرفين بأنّ الآخر يُدرك ما يشعر به، لا أنه بصدد محاسبته أو إدانته.

حين يضع الزوج أو الزوجة نفسه موضع الطرف الآخر، ويتفاعل بتفهّم واحتواء لا بتسلّط أو لوم، يتحوّل الخلاف إلى فرصة للتقرّب لا للتنافر. فالكلمة اللطيفة، والنظرة التي تنبض بالخوف على الآخر، واللمسة التي تحمل الحنان، تملك أحيانًا من التأثير ما تعجز عنه ساعات من الحوار العقيم.

ما يحتاجه الشريك في لحظات الألم ليس تحليلًا ولا محاكمة، بل يدًا تُربّت على ألمه، وصوتًا مطمئنًا يقول: “أنا معك، ولن أتخلّى عنك”.

الحبّ الحقيقي لا يُقاس بغياب الاختلاف، بل بالقدرة على تجاوزه. لا بالتمسّك بالرأي، بل بالتشبّث بالعلاقة.
الاختلاف لا يعني انهيار المودة، بل قد يكون جسرًا لبناء فهم أعمق وشراكة أنضج.
العلاقات لا تنهار بسبب الخلافات، بل بسبب غياب النضج في إدارتها. حين يغيب الإنصات، ويُستبدل الحوار بالمواجهة، والعطف بالعناد، تتصدّع أركان البيوت.

لكن عندما يُدرك كلّ طرف أنه مسؤول عن احتواء الآخر، وعن حماية الرابطة من الانكسار، تصبح العلاقة أكثر صلابة، ويغدو كلّ خلاف بداية جديدة، لا نهاية محزنة.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى