الأخبار

أهمية العناية بالنوم في شهر رمضان المبارك

تحقيق خاص صحيفة شمس اليوم

تحقيق – الأحساء
زهير بن جمعه الغزال

شهر رمضان المبارك هو شهر العبادة من صيام وقيام وهو أيضاً شهر اجتماعي تكثر فيه الأنشطة الاجتماعية، وهذا يكون على حساب النوم للأسف من ناحية المدة والكيفية.
لذلك فشهر رمضان، فترة تتطلب منا الاهتمام بهذا الجانب وان نوليه عناية خاصة. النوم الجيد ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة لضمان أداء الجسم والعقل بشكل سليم، خاصة في ظل التغيرات التي تطرأ على الروتين اليومي خلال الصيام.

() أوضح ذلك الصيدلي – غسان بن علي بوخمسين …

النوم هو عملية بيولوجية يمارسها أكثر الكائنات الحية، من ذبابة الفاكهة الى الحيتان، وهو يندرج ضمن العمليات الحياتية الضرورية خلال اليوم، مثل تناول الطعام والإخراج وغيرها من العمليات الضرورية للحفاظ على صحة جيدة بعيدة عن الامراض بل وحياة مديدة بإذن الله.
النوم ليس مجرد حالة من الخمول وضياع الوقت كما يتوهم البعض، بل هو نظام حيوي معقد يُجسِّد “أعجوبة تطورية” لا غنى عنها لبقاء الإنسان.

الإنسان البالغ يحتاج إلى 7-9 ساعات يوميًّا، لكن ثلث البشر لا يحصلون على هذا القدر. لذلك؛ “كل ساعة تنقص عن الحد الأدنى تنقص العمر وتدمر الصحة”. للأسف قلة النوم أصبحت من سمات العصر الحديث، نتيجة لإيقاع الحياة العصرية السريع والمتواصل، وزاد الأمر سوء هيمنة الأجهزة الذكيّة ووسائل التواصل الاجتماعي، التي فرضت عليه وجوب الاتصال المستمر بها بلا انقطاع، مما أثر سلباً على صحته النفسية والجسدية ونومه كماً وكيفاً.
ثمة مخاطر عديدة من قلة النوع وضعف جودته منها:

1- تراكم بروتين أميلويد بيتا المسبب لمرض ألزهايمر.
2- انخفاض قدرة الدماغ على التعلم بنسبة 40%، وفق تجارب على طلاب محرومين من النوم.
3- ارتفاع خطر السرطان (خاصةً سرطان الثدي والأمعاء) بسبب تعطيل النوم لإفراز هرمون الميلاتونين المضاد للأورام.
4 – زيادة احتمالات السمنة والسكري نتيجة اضطراب هرمونات الجوع (الجرلين واللبتين).
5 – تدهور المناعة: فالنوم أقل من 7 ساعات يجعلك أكثر عُرضة للإنفلونزا بـ 3 أضعاف.

ولا تقتصر المخاطر على الأفراد؛ فـالمجتمعات التي تنام أقل، تُسجِّل معدلات أعلى من الحوادث المرورية (20% من الحوادث في العالم سببها النعاس)، والكوارث الصناعية مثل انفجار تشيرنوبيل، الذي يُعتقد أن الحرمان من النوم ساهم فيه.

قلة النوم وضعف جودته أصبحت أزمة عالمية، من أسباب ذلك:
1- الثقافة الحديثة:
التي تَعتبر النوم علامةً على الكسل.
2-الضوء الاصطناعي:
يُعطِّل إيقاع الساعة البيولوجية، عبر خداع الدماغ بأن الوقت مازال في النهار.
3- العمل الليلي والمناوبات:
تُربك إفراز الهرمونات وتزيد خطر الوفاة المبكرة.
4- الهواتف الذكية:
الضوء الأزرق من الشاشات يُقلل إفراز الميلاتونين بنسبة 50%.
5-الضغوط الاجتماعية:
حيث يُضحي البالغون والأطفال بساعات النوم لمواكبة العمل أو الدراسة، مثلًا: 75% من المراهقين الأمريكيين ينامون أقل من 8 ساعات بسبب متطلبات الدراسة.

هذه بعض الحلول العملية لنوم أفضل:

1- التزم بجدول نوم ثابت:
حتى في العطلات، لتثبيت الإيقاع اليومي.

2- اجعل غرفتك مظلمة وباردة:
درجة الحرارة المثلى للنوم هي 18°م.

3- تجنب الكافيين بعد الظهر: يستغرق 8 ساعات ليختفي من الجسم.

4- ابتعد عن الشاشات قبل النوم بساعتين:
استبدلها بالقراءة أو التأمل.

5- لا تُجبر نفسك على النوم:
إذا لم تنم خلال 20 دقيقة، انهض وافعل شيئًا مملًّا.

كشف العلماء أنه خلال النوم ، يكون الدماغ مشغولاً بإجراء عمليات الصيانة. ويعمل النظام الغليمفاوي -وهو النظام الخاص بالدماغ للتخلص من المخلفات- على إزالة السائل الدماغي الشوكي الزائد الذي يحتوي على البروتينات الضارة قبل أن تتراكم ببطء في الدماغ. وقد وجد الباحثون أن تراكم هذه البروتينات يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض مثل مرض آلزهايمر. في ورقة بحثية جديدة نشرتها مجلة “سل” (Cell) في 8 يناير/كانون الثاني، تحدث الباحثون عن اقترابهم من اكتشاف كيفية تحديد النظام الوقت المناسب لبدء العمل، حيث يتولى الناقل العصبي في الدماغ، الذي يحمل اسم “نورإبينفرين” (norepinephrine)، دور “المفتاح” الذي ينشط عمل النظام . يحاول الباحثون شرح عملية حيوية مهمة جداً يقوم بها الجسم خلال النوم، وهي عملية تنظيف وتنقية الجهاز العصبي المركزي، من السموم والمواد الضارة خلال النوم، وهي عملية كانت معروفة سابقاً، ولكن لم تُعرف تفاصيلها الجزيئية الدقيقة.
ما لفتني كصيدلي ممارس في هذا البحث ، هو كشف الدراسة، عن تأثير سلبي لأحد الأدوية المنومة الشائعة zolpidem في عملية التنقية والتنظيف للجهاز العصبي، وهذا يضيف سبباً جديداً للتحذير من استعمال هذه الأدوية لمدة طويلة، حتى لو كان لدواعي طبية وتحت اشراف طبي، ومما يستوجب التنبيه عليه، هو الزيادة المفرطة والشائعة بين الكثيرينفي السنوات الأخيرة، في استهلاك الأدوية المساعدة على النوم غير الخاضعة للرقابة من قطاع واسع من الناس، مثل أدوية الحساسية ومرخيات العضلات والأدوية النفسية والأعشاب، وهي أدوية لها أعراضها الجانبية العديدة، ومن الخطأ الجسيم الاعتماد عليها، في سبيل الحصول على نوم ولو بجودة رديئة، بل أن الأمر يتعدى ذلك، في أن هذه الأدوية قد تتداخل مع العمليات الحيوية الضرورية التي تجري خلال النوم، مما يزيد من خطورة هذه الممارسة على المدى الطويل، لذلك لابد من الحذر والانتباه من هذه الممارسة الضارة بالصحة.
وأخيراً أختم بمقولة جميلة وقديمة (من زان نومه زان يومه)

() وقالت الدكتورة – لمياء بنت عبدالمحسن البراهيم

استشارية طبيبة أسرة …

مع دخول شهر رمضان المبارك، تطرأ تغييرات كبيرة على نمط الحياة اليومي، حيث تتغير مواعيد الوجبات وساعات النشاط، مما قد يؤثر بشكل ملحوظ على جودة النوم. كثيرون يواجهون صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من النوم بسبب التأخير في أوقات النوم والاستيقاظ المبكر، وهو ما ينعكس على مستوى الطاقة والتركيز خلال النهار. فكيف يمكن للصائمين التكيف مع هذا التغيير دون التأثير على صحته؟

قلة النوم في رمضان… مشكلة شائعة

من المعروف أن النوم الجيد ضروري للحفاظ على الأداء الذهني والجسدي، ولكن في رمضان، يضطر الكثيرون إلى تعديل جدول نومهم، مما يؤدي إلى نقص النوم العميق واضطرابات في جودة النوم.
عدم انتظام النوم يؤدي إلى الشعور بالإرهاق ويؤثر على مستوى التركيز، حيث يعاني كثيرون من انخفاض النشاط خلال النهار بسبب قلة ساعات النوم.

وفي استطلاع حديث حول عادات النوم خلال رمضان، أفاد أكثر من 60% من المشاركين بأنهم يشعرون بالتعب الشديد أثناء النهار، بينما ذكر البعض أنهم يواجهون صعوبة في النوم بعد تناول وجبة السحور.

يرى البعض أن تقسيم النوم بين الليل والنهار يمكن أن يكون حلاً عمليًا لتعويض النقص الحاصل. وبحسب ما أراه، فإن “النوم المجزأ يمكن أن يساعد في تقليل آثار قلة النوم، حيث يمكن تخصيص وقت للراحة خلال النهار إذا سمحت الظروف بذلك”. لكن في الوقت ذاته، يبقى النوم الليلي العميق هو الأكثر فاعلية، إذ أن النوم خلال النهار قد لا يكون كافيًا لتعويض كل ما يفقده الجسم من راحة ليلاً.

لضمان نوم مريح خلال الشهر الكريم، هناك مجموعة من العادات التي يمكن اتباعها، مثل:
1. الحفاظ على جدول نوم ثابت: حتى مع تغيير مواعيد الطعام، يساعد الالتزام بوقت نوم واستيقاظ محدد على التكيف مع التغيرات.
2. تجنب المنبهات قبل النوم: المشروبات الغنية بالكافيين قد تؤخر الدخول في النوم.
3. الابتعاد عن تناول الوجبات الثقيلة ليلاً: الأطعمة الدسمة والمقلية يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات هضمية تعيق النوم العميق.
4. تهيئة بيئة مناسبة للنوم: غرفة هادئة ومظلمة وذات درجة حرارة معتدلة تساهم في تسريع الاستغراق في النوم.
5. تقليل استخدام الشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية قد يعطل إنتاج هرمون النوم، لذا يُفضل الابتعاد عنها قبل موعد النوم بساعة على الأقل.

هل يمكن أن يكون النوم في رمضان أكثر راحة؟

مع كل التحديات التي تفرضها طبيعة الشهر الكريم على الروتين اليومي، تبقى العناية بالنوم أمرًا ضروريًا للحفاظ على النشاط والصحة خلال الصيام. وبينما يختلف تأثير الصيام على النوم من شخص لآخر، فإن الالتزام ببعض العادات الصحية يمكن أن يحسن جودة النوم، مما يساعد في جعل تجربة رمضان أكثر توازناً وراحة.

() وقالت المستشارة الاعلاميه
الدكتورة – سناء الخالدي
..s-alyaoum.com/wp-content/uploads/2025/03/1eeebef4-2f2b-4fb4-ab59-2c942fd598d2-247×300.jpg” alt=”” width=”247″ height=”300″ class=”alignnone size-medium wp-image-119058″ /

يحل شهر رمضان كل عام على الأمة الإسلامية ليفرض الصيام على جميع المسلمين، وليتغير تبعًا لذلك نمط الحياة المعتاد ولمدة 30 يومًا كل عام،
فإلى جانب الصيام عن الطعام والشراب من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس يتغير نمط النوم تبعًا لذلك ويعد الحصول على قسط كافٍ من النوم أمرًا مهمًا للحفاظ على صحتنا اليومية ورفاهيتنا وقدرتنا العامة على العمل بشكل جيد طوال اليوم. خلال الشهر الكريم،
ويمكن أن يتعطل جدول نومنا الطبيعي بسبب التجمعات والأنشطة الاجتماعية، والتي غالبًا ما تستمر حتى وقت متأخر من الليل. وهذا يمكن أن يغير عادات النوم والأكل لدينا ويؤدي إلى الأرق، كما قد يسبب انزعاجًا في ساعاتنا البيولوجية ويؤثر على صحتنا العامة بعدة أشكال.

وتحتاج جميع المخلوقات الحية إلى النوم، والذي يعتبر الوظيفة الرئيسة للمخ في بداية الحياة حيث ينتظم بحسب نظامي (توازن النوم واليقظة) و(الساعة البيولوجية)، وهما ما يفسران اختلافات أنظمة النوم بين الناس، ويلعب النوم دورًا رئيسًا في صحة الفرد وهو بنفس أهمية الأكل والشرب والتنفس.

و أهم الآثار التي تترتب على قلة النوم
الصداع وتقلب المزاج يعمّل الجسم وفق نظام يومي تضبطه ساعة بيولوجية تعمل على مدار 24 ساعة وتلعب دوراً مهماً في النوم والاستيقاظ.
يمكن لأي تغيير على نمط النوم عند الصائم أن يحدث خللاً بهذا الإيقاع، ويؤدي غالباً إلى تقلب المزاج وسرعة الغضب والصداع العادي والنصفي.
ويؤثر على وظيفة الإدراك ويفيد الحصول على القدر المناسب من الراحة في صفاء الفكر والذهن وتعزيز القدرة على حفظ المعلومات وتذكرها واتخاذ القرارات، فيما يسبب قلة النوم صعوبة في التركيز والانتباه وتباطؤ في ردود الفعل، كما تؤثر على القدرة على الإبداع وحل المشكلات.
” أن “قلة النوم تحدث تغيرات في نسب الهرمونات التي تتحكم بالشهية والإحساس بالجوع، كما أنها تؤثر على اتخاذ القرارات المتعلقة باختيار الطعام، وغالباً ما تؤدي إلى الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر مما يزيد من احتمال زيادة الوزن”.

والنصائح للتمتع بنوم أفضل خلال شهر رمضان
الحصول على قدر كاف من النوم المتواصل غير المتقطع
أخذ القسط الكافي من النوم على شكل فترات متواصلة طويلة،
فذلك أفضل من النوم لفترات قصيرة متقطعة. من المناسب أن ينام الصائم لمدة لا تقل على 4 ساعات ليلاً بعد الإفطار وقبل الاستيقاظ من أجل السحور وصلاة الفجر، ثم العودة إلى النوم لبضع ساعات قبل الاستعداد لليوم المقبل.
تنظيم ساعات النوم ومن الضروري تعديل نظام النوم في رمضان، بحيث يتيح النوم والاستيقاظ في أوقات محددة وثابتة كل يوم، فهذا يفيد الجسم في التعود على إيقاع معين للتمتع بنوم أكثر راحة.
أخذ قيلولةيفيد أخذ قيلولة لمدة 20 دقيقة بعد الظهر في استعادة مستويات الطاقة والتركيز، مع الحرص على ضبط المنبه لتجنب النوم لفترة طويلة لأن ذلك يزيد الشعور بالخمول والنعاس.
وايضًا اختيار أنواع الطعام والشراب بعنايةيُنصح بتجنب الأطعمة الثقيلة الغنية بالسكر والدهون على الإفطار، لأنها يمكن أن تضر بالقدرة على النوم نتيجة انشغال الجسم لفترة أطول في عملية الهضم، وكذلك الابتعاد عن استخدام الكثير من البهارات لأنها قد تسبب الغازات والحرقة، بالإضافة إلى الامتناع عن الكافايين لعدة ساعات قبل النوم.
توفير البيئة المناسبة للنوم
حيث تتميز البيئة المثالية للنوم بالهدوء والظلام، لذا ينصح بعدم استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل الهاتف المتحرك واللاب توب والتلفزيون، عند النوم لأن الدراسات أثبتت أن الضوء الأزرق الذي يصدر من شاشات هذه الأجهزة قد يؤثر سلباً على جودة النوم.

ان كتابة قائمة المهام قبل الخلود إلى النوم للتقليل من التفكير فيها خلال النوم.
والحرص على ممارسة أنشطة خفيفة وهادئة في المساء.
وبذلك تتمتع بنوم أفضل خلال شهر رمضان المبارك إعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين أجمعين أعوام عديدة وازمنة مديدة.

() * وأضاف د.محمد طه شمسي باشا أخصائي الباطنية

ظاهرة السهر من العادات الشائعة السيئة لها انعكاسات نفسية وصحية

قال الدكتور/ محمد طه شمسي باشا أخصائي الأمراض الباطنية

الله سبحانه وتعالى جعل في الليل الراحة والسكون وفي النهار السعي والحركة والعمل والجد، وهذه من سنن الله في الكون، ومن حاد عن هذه السنن أذاقه الله حياة البؤس والعذاب، قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” (124) سورة طـه، فما بين النوم (الليل والظلام) والصحو (نور النهار وصخبه) هناك هرمون يفرز ليلاً أثناء الظلام وهو الميلاتونين ويعمل على تحفيز النعاس، وهرمون آخر يفرز في الصباح الباكر بشكل خاص وهو الكورتيزون ويعمل على تنشيط الجسم وزيادة قوته وطاقته، والإخلال بدورة النوم – اليقظة هذه يؤدي إلى الإخلال بعمل هذه الهرمونات، مشيراً إلى أن تناول بعض الأطعمة والمشروبات والأدوية يؤثر على عملية توازن النوم والسهر، مثل: مضادات الاحتقان والنيكوتين عند المدخنين والكحول، وكثرة شرب الشاي والقهوة، وكل هذه المؤثرات من شأنها أن تؤدي إلى عدم القدرة على الدخول في النوم وحدوث ظاهرة الأرق، كما أن السهر حتى ساعات الصباح الباكر والنوم صباحًا حتى الظهيرة أصبحت من العادات الشائعة السيئة، وهي لا تفيد في شيء سوى العبث بالصحة والوقت عدا عن انعكاسها على الناحية النفسية، حيث يصحو الإنسان ظهرًا معكر المزاج متثاقلاً مكتئبًا، وعلى الناحية الصحية فإن السهر ليلاً يرافقه تناول الوجبات الدسمة والتخمة في الطعام في وقت متأخر من الليل، فيصحو الإنسان وهو يشكو من الحرقة والحموضة المعدية وانتفاخ البطن بالغازات الصداع وثقل الراس وضعف القدرة على التركيز. ومع مرور الوقت وبسبب استمرار هذه العادات المعيشية والغذائية السيئة فإن ذلك يهيئ إلى الإصابة بـ:السمنة وتشحم الكبد، والداء السكري، ونقص الفيتامين (د) وارتفاع الضغط الدموي، وأمراض شرايين القلب التصلبية، وأمراض الظهر والمفاصل الناتجة عن قلة اللياقة وزيادة الوزن، وظهور أعراض الشيخوخة باكرًا على الجلد ومظاهر التعب والإنهاك على الوجه.
وينبه إلى أن هذه الظاهرة طالت فتياتنا وشبابنا كما طالت نساءنا، وهذا من شأنه تدمير مستقبل أمتنا وبلادنا بالعبث بالوقت وبما هو تافه وبالعبث بالصحة جسميًا وعقلياً، والله الذي خلق الخلق هداهم لما ينفعهم وصرفهم عما يضرهم وجعل من فطرتهم سعيهم لمنافعهم والبعد عما يهلكهم، فلماذا نهلك أنفسنا بأيدينا وقد بدا لنا ما بدا من مهالك تغيير هذه الفطرة وهذه السنن، لقد أصبحت بيوتنا في الضحى كالمقابر في وحشتها وسكونها بعد أن قلبنا سنة الله فينا. ولعل هذه الظاهرة أصابت دولنا العربية أكثر من غيرها وكثير من الدول الإسلامية في حين سلم منها الغربيون، وسبب ذلك هو جدهم في عملهم وتقديسهم له وجدهم في المحافظة على صحة أبدانهم، مما يؤكد الحاجة إلى مراجعة أنفسنا وعقولنا عن أفعالنا وعاداتنا وبحاجة إلى برامج توعية وتثقيف عسى أن تساعدنا في إيقاظنا من غفلتنا وتعيدنا إلى الالتزام بقواعد وسنن الحياة. وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى وزجر من أراد أن يقوم الليل كله في صلاة وعبادة فقال (لكني أصلي وأنام)، وكان (يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها)، فإنه أحرى بنا ألا نسهر بعد العشاء لغير ذلك إلا لضرورة.

() وقال د.فواز بن عبدالرحمن الحوزاني…

خلق الله الإنسان وجعل ليله سباتاً ونهاره معاشاً، وجعل اختلاف الليل والنهار مسيّراً لخير الإنسان وتنظيم حياته على هذه البسيطة، وكل شيء في هذا الكون خلقه الله بقدر، فنومنا له ساعات معينة وأوقات مقدرة يجب التقيد بها حتى نتابع سير الحياة ونواكب تقدمها، لكن عدم أخذ قسط وافر من النوم خصوصاً خلال ساعات الليل قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان وزيادة إصابته بالأمراض.
أجريت عدة دراسات لتحديد تأثيرات قلة النوم على الإنسان وتبين أن قلة النوم تسبب زيادة خطورة الأمراض القلبية والوعائية، خاصة عند الناس الذين لديهم ارتفاع في معدل ضغط الدم.
إحدى هذه الدراسات كانت في أميركا، ونشرتها مجلة أميركية تسمى مجلة «ارتفاع الضغط»، حيث أجريت على 20 رجلاً و16 امرأة ليسوا مصابين بارتفاع الضغط أو أي مرض قلبي وعائي، وجرت مراقبة هؤلاء الأشخاص عبر شاشات خاصة مع حرمانهم من النوم خلال ساعات الليل، وقد أظهرت النتائج وجود زيادة ملحوظة في معدل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب خلال النهار لدى هؤلاء الأشخاص، ومن هنا استخلص العلماء نتيجة مفادها أن الحرمان من النوم يسبب الإصابة بمشكلات خطيرة في مراحل لاحقة من الحياة بسبب زيادة معدل ضغط الدم الذي يسبب توتراً في شرايين الجسم عامة، مما يقود إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي، ومن هنا أوصى العلماء بأن يقضي الإنسان حوالي 8 ساعات على الأقل في النوم كل ليلة وذلك لتجنب حالات القلق والعصبية التي قد تسببها قلة الراحة والحرمان من النوم. وفي دراسة فرنسية تبين أن 28 – 41 % من الفرنسيين يعانون اضطراباً في النوم، وأوصت الدراسة بضرورة المتابعة الطبية وتناول الأدوية الحديثة المساعدة على النوم.
إذاً هناك نسبة لا بأس بها من الأشخاص الذين يحتاجون الاستعانة بالأدوية لتحقيق نوم هادئ مريح لمدة كافية.
ونذكر أن هناك أسباباً عديدة لقلة النوم أو ما يسمى اضطراب النوم، من أهمها الاضطرابات النفسية مثل الهوس والاكتئاب والقلق وحالة العتاهة (كبر السن)، كما أن سوء استعمال الأدوية له دور كبير في حدوث قلة النوم (مثل الفاليوم لفترة طويلة ثم الانقطاع عنه فجأة)، وتناول الكحول والانقطاع عنه، وهناك بعض الأدوية المنبهة مثل الكافيين والإمفيتامين (حبوب الكابتاغون)، وهناك الكثير من الأمراض العضوية مثل حالات الألم عامة كألم الأسنان وهناك التبول الليلي وأمراض البروستات وأمراض سوء التغذية، كما أن هناك أمراضاً خاصة تسبب اضطراب النوم مثل نوبات توقف النفس خلال النوم تجعل المريض يقلق ليلاً وينام نهاراً، كما أن حياتنا العصرية بما فيها من ضغوطات اقتصادية ومادية تزيد حالة القلق والأرق لدى الناس.
ومن الناحية الاجتماعية فإن قلة النوم لها تأثيرات مباشرة على الحياة اليومية للإنسان، حيث يبتلى الإنسان بالنوم الخفي خلال النهار لتعويض الحرمان الحاصل من النوم خلال الليل، وهذا يسبب عدم التركيز في العمل أو في الدراسة مع زيادة حالة النرفزة والعصبية وعدم الانتباه خلال قيادة السيارة، مما يسبب المزيد من الحوادث المؤلمة. وأخيراً نقول إذا كانت قلة النوم تسبب الأمراض القلبية الوعائية وتقصر عمر الإنسان فإن النوم الجيد لساعات كافية خلال الليل قد يطيل عمر الإنسان وليس كما قالت أم كلثوم:
«فما أطال النوم عمرا
ولا قصر في الأعمار طول السهر».

() وينبه الدكتور – نبال شواقفة استشاري الأطفال : أن الطفل الذي يعاني نقصًا في النوم يمكن أن يتأرجح بين أن يكون غاضبًا وفرط النشاط، مع تأثيرات يمكن أن تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويمكن أن يؤثر النعاس أيضًا في قدرة الطفل على الانتباه؛ مما يؤثر في أدائه بالمدرسة، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، لا يحصل ربع الأطفال دون سن الخامسة على قسط كافٍ من النوم، وهذا مقلق؛ لأن قلة النوم في مرحلة الطفولة المبكرة ارتبطت بحساسية الأنف ومشاكل في جهاز المناعة، وكذلك القلق والاكتئاب، وهناك أيضًا أدلة ناشئة على أن قلة النوم في الطفولة قد تحمل مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية في شكل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.
وقدم بعض النصائح لمساعدة الطفل على الاسترخاء قبل النوم، ومنها: يساعد القيام بنفس الروتين المريح بنفس الترتيب وفي نفس الوقت كل ليلة على الاستعداد للنوم وتعزيز النوم الجيد لدى الأطفال، وأخذ الطفل لحمام دافئ، وإبقاء الأضواء خافتة؛ حيث يشجع ذلك جسم الطفل على إنتاج هرمون النوم (الميلاتونين)، وبمجرد أن ينام الطفل في السرير، شجعه على القراءة بهدوء أو قراءة قصة معًا، مشيراً إلى أهمية معرفة مقدار النوم الذي يحتاج إليه الطفل طبقًا لمرحلته العمرية، مع ضرورة تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بمدة ساعة على الأقل؛ حيث يمكن أن تؤثر الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون في مدى سهولة نوم الأطفال، كما يجب أن تكون غرفة نوم الطفل مثالية مظلمة وهادئة لنوم مريح وهادئ، وتكون درجة الحرارة بالغرفة مناسبة.
وأبان إلى أن الطفل قد يعاني من اضطرابات في النوم، والتي تحتاج إلى المساعدة، وبالتالي إلى علاج طبي، إذا كان الطفل يعاني إحدى الشكاوى التالية، فذلك يعني أن الوقت قد حان لاستشارة الطبيب المختص، ومنها: الشخير، ونوم غير ملائم في النهار(مثل: النوم في المدرسة بعد نوم ليلة هنيئة)، وعدم القدرة على النوم في الليل، وتكرار الاستيقاظ من النوم في الليل، والمشي المتكرر أثناء النوم أو الكوابيس.

() وقالت الدكتورة – زينب بنت حسين البدر ..


.

مشكلة السهر مشكلة أزلية في مجتمعنا تحتاج أن يتم إقتلاعها من جذورها المتأصلة في قلب المجتمع. ستكون غريبا بينهم عندما تقرر أن تنام مبكرا وتصحى مبكرا بل سيخيل لهم أنك كائنا فضائيا من كوكب آخر يتميز بقوة لا مثيل لها. ينبهرون عندما آخبرهم أنني أستيقظ صباحا لأمارس الرياضة وتناول الإفطار حتى لو كان يوم إجازة. أليس الله جل وعلا يقول في كتابه الكريم (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا) سورة الفرقان آية 47, فالنوم راحة للأبدان والاصل فيه أن يكون ليلا.
تزداد مشكلة السهرعادة خلال شهر رمضان المبارك حيث يهرب البعض عن الجوع بالإختباء في السرير نهارا قدر الإمكان ويستغل الليل بأكل ما يمكن أكله قبل أن يعلن اذان الفجر ساعة الصفر. أعرف جيدا أن الأكل لذيذ ولا يمكن مقاومته وأعرف أن وجود الأهل حولنا يجعلنا ننسى الوقت, لكن لنتذكر قليلا جسدنا وإحتياجاته الطبيعية فهو نعمة الله علينا التي تستحق الشكر والحفاظ عليها.
هل أخبركم عن فوائد النوم؟ أم أكاد أجزم أنكم تعرفونها لكن الكثير يحب الإنسياق مع القطيع في إجتماعاتهم العائلية ومناسباتهم الإجتماعية. في داخلنا هناك ساعة بيولوجية هي تعرف ذلك أيضا وتعمل وفقا لهذا القانون البشري (النوم ليلا). وإن التلاعب بهذه الساعة البيولوجية يؤدي إلى نتائج وخيمة وإضطرابات صحية بينما إعطاء الجسم القسط الكافي من النوم يساعد على تعزيز الصحة الجسدية والعقلية.
النوم أيضا يعتبرعامودا أساسيا لتنظيم حياتك وهو السر الذي يحافظ عليه الناجحين والاشخاص المنجزين سواء على الصعيد الرياضي مما يساهم في التحكم بالوزن وينظم الهرمونات المسؤولة عن التمثيل الغذائي, أو على الصعيد النفسي حيث يقلل من التوتر والقلق والإكتئاب, أو على الصعيد الدراسي والمعرفي حيث يساهم على التركيز والتفكير بشكل أكثر فعالية, أو على الصعيد العملي حيث يساعد على تنظيم الوقت وبالتالي الإنجاز. نحتاج إلى وجوه مبتسمة ومتفائلة حولنا لذلك نامو جيدا أرجوكم ولنستمتع معا بجمال ضوء الشمس. في حر الصيف لنا حديث آخر لكن صدقوني لن تتغير ساعتنا البيولوجية.

() وقالت الدكتورة – أمل الجودر
مؤسس كن إيجابي للاستشارات …

يعد النوم من أهم الوظائف الأساسية التي تتعلق مباشرة بالحالة الصحية للإنسان. فهو مع الغذاء السليم يعملان كوقود للجسم والعقل. وخلال النوم يقوم الجسم بتجديد خلاياه وإصلاح التالف منها وينظم الهرمونات ويعزز من جهازه المناعي ومن وظائف الدماغ.
ويواجه الكثير من الناس تحديات كبيرة في المحافظة على نمط نوم صحي في شهر رمضان. وبينما يعتبر السهر للأسف جزءًا من الطقوس الرمضانية المتمثلة في حضور المجالس والخيام الفندقية والسهر مع برامج التلفزيون، إلا أن الأثر السلبي له على الصحة العامة والنشاط اليومي أمر لا يمكن تجاهله. فالنوم وظيفة ضرورية وهامة في رمضان كما هي في غيره.
وحتى تواجه مغريات السهر في غير العبادات، خذ قرارًا بذلك وثق بأنك قادر على تنفيذه. التزم بجدول منتظم بعد صلاة التراويح وتجنب قبلها كل المنبهات كالكافيين أو النيكوتين أو الشاشات، وهيئ لك بيئة تساعدك على النوم من ظلمة حالكة ودرجة حرارة مريحة. مارس نشاط بدني قبل الإفطار أو بعده بساعتين ،ولتكن لك طقوس تشعرك بالاسترخاء لتساعدك على النوم مثل الاستماع إلى القرآن الكريم من قارئ ترتاح له أو شرب شاي البابونج أو تمارين التنفس العميق أو قراءة كتاب أو حمام دافئ.
يحتاج الإنسان البالغ من النوم في المتوسط من 7 إلى 8 ساعات يوميًا ولعل الأهم من عدد الساعات جودتها. ومن علامات جودة النوم الشعور بالنشاط عند الاستيقاظ وأداء عقلي وجسدي جيد في النهار، كذلك دخولك السريع في النوم بما لا يتجاوز 20 دقيقة وثبات النوم ورؤية الأحلام، كما قد تساعدك تطبيقات النوم في قياس جودة نومك.

() وقالت الدكتورة – رويدة نهاد ادريس …

في شهر رمضان يحدث احتلاف في اسلوب الحياة و لا يكون تغير اسلوب الحياة في اوقات الاكل و الشرب ولكن ايضا في اوقات النوم. ومع حلول شهر رمضان الكريم، يتغير نمط حياة حيث يميل الكثيرون إلى السهر ليلاً والنوم نهاراً، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة.
تُعتبر جودة النوم أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على صحتنا العامة الجسدية و النفسية و العقلية ف من المعروف أن النوم الجيد ضروري لتعزيز وظائف الجسم، بما في ذلك تعزيز المناعة، تحسين التركيز والذاكرة، ودعم الصحة النفسية. عندما يتغير نمط النوم، قد نلاحظ تدهوراً في الأداء الذهني، و عصبية زائدة وزيادة مستويات القلق والتوتر.خصوصا ان قلة النوم قد تؤدي إلى اضطرابات هرمونية. فعندما نعاني من نقص النوم، ينخفض مستوى هرمون اللبتين (الذي يساهم في الشعور بالشبع) ويرتفع مستوى هرمون الجريلين (الذي يحفز الجوع). هذا التغير الهرموني يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشهية، وبالتالي زيادة تناول الطعام. لذلك هناك علاقة مباشرة بين قلة النوم وزيادة الوزن. تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات في الليلة يميلون إلى اكتساب الوزن بشكل أسرع من أولئك الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم. يعود ذلك إلى عدة عوامل، منها زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية وضعف القدرة على التحكم في الشهية.كما أن السهر قد يؤدي إلى تناول وجبات خفيفة غير صحية في وقت متأخر من الليل، مما يزيد من استهلاك السعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة النوم تؤثر على مستوى الطاقة، مما قد يجعل الأفراد أقل نشاطًا بدنيًا، مما يساهم في زيادة الوزن.
تحسين جودة النوم في رمضان
للحفاظ على صحة جيدة خلال شهر رمضان، من المهم اتباع بعض النصائح لتحسين جودة النوم. يمكن أن تشمل هذه النصائح:
1. تنظيم مواعيد النوم:حاول الحفاظ على جدول نوم منتظم قدر الإمكان، حتى خلال السهر.
2. تقليل استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث إن الضوء الأزرق يمكن أن يؤثر على جودة النوم.
3.التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين في الفترة المسائية.
4.تأكد من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة ومناسبة للنوم.
5.ممارسة الرياضة خلال الفترة بين الإفطار والسحور، حيث إن النشاط البدني يعزز جودة النوم.
و يجب الاخذ ب الاعتبار إن جودة النوم لها تأثير عميق على الصحة العامة، وخاصة خلال شهر رمضان. من المهم أن نكون واعين لتأثير السهر على صحتنا ووزننا، وأن نتبع عادات نوم صحية. من خلال تنظيم مواعيد النوم واتباع نمط حياة صحي، يمكننا تعزيز صحتنا الجسدية والنفسية خلال هذا الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى