أعمال بعيدة المدى

في الشرق، ثمة مثل يقول إن “خطة القرن الواحد لتربية الشخص وخطة عشر سنوات
لغرس الأشجار”.
على ضوء هذا المثل، يمكن القول إن عشر سنوات الماضية من قيادة رئيس شؤون
الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ وون تكون عقدا واحدا من أجل
الأعمال بعيدة المدى.
إقامة نظام التعليم الذي يضمن المستقبل المشرق

في الدورة السادسة لمجلس الشعب الأعلى الثاني عشر لجمهورية كوريا الديمقراطية
الشعبية (البرلمان)، المنعقدة في سبتمبر/ أيلول عام 2012، تم إصدار القانون القاضي
بممارسة التعليم الإلزامي الشامل لمدة اثنتي عشرة سنة.
هذا القانون كان أحد القوانين التي صدرت في ذلك العام الذي تم فيه انتخاب رئيس
شؤون الدولة كيم جونغ وون كقائد رسمي للدولة.
إذن، لماذا هو أولى الأهمية الكبرى لأعمال التعليم أولا وقبل كل شيء؟
كما هو معروف أن هذا البلد قد مارس التعليم الإلزامي العام لمدة 11 سنة خلال
عشرات السنوات، وكان مستواه أيضا عاليا على نطاق العالم.
بيد أن القائد كيم جونغ وون رأى أنه من المهم تركيز جهود أكبر على أعمال التعليم
بما يتفق مع متطلبات القرن الجديد بغية ضمان مستقبل البلاد بكل أمانة. على ذلك، وضع
الخطة لتمديد مدة التعليم الإلزامي بسنة واحدة لتكون مدته 12 سنة.
لقد أصدرت منظمة التربية والعلوم والثقافة للأمم المتحدة رأيها القاضي بأن نسبة نمو
الاقتصاد في البلاد ترتفع بأكثر من 9 بالمائة، لمجرد تمديد مدة التعليم بسنة واحدة فقط،
بناء على تحليل العلاقات المتبادلة بين مدة التعليم ونسبة نمو الاقتصاد في مختلف البلدان.
ولكن، تمديد مدة التعليم ليس بالأمر الهين إطلاقا. فلم يتجرأ كثير من البلدان على ذلك،
نظرا لأن تمديد مدة التعليم يتطلب استثمارات هائلة جدا.

وأكثر من ذلك، إن ممارسة كوريا الاشتراكية التعليم الإلزامي لمدة 12 سنة على أعلى
المستويات في العالم وذلك في ظروف وقوعها في وطأة العقوبات والحصار من لدن القوى
المعادية، كان قرارا حازما لا يمكن اتخاذه دون موقفها المسئول عن مستقبل البلاد والروح
المتفانية لتضحية نفسها.
تهيئة ظروف التعليم وبيئته بما يتلاءم مع متطلبات القرن الجديد
مع ممارسة نظام التعليم الإلزامي العام لمدة 12 سنة في هذا البلد، تم وضع برنامج
التعليم المتفق مع نظام التعليم الجديد والإسراع بتجديد مضمون التعليم. كما أعير الاهتمام
العميق لتحسين ظروف التعليم وبيئته.
في يناير/ كانون الثاني عام 2018، زار القائد كيم جونغ وون معهد بيونغ يانغ العالي
للمعلمين الذي تمت إعادة بنائه حديثا.
بما أن هذا المعهد مزود بجهاز الماسح الضوئي للصور ثلاثية الأبعاد وآلة الطباعة
ثلاثية الأبعاد والسبورة الالكترونية وغيرها من المرافق الرائدة للتعليم وأدواته وتجهيزات
الإدارة الحديثة، تحققت فيه علمية التعليم ومعلوماتيته وتحديثه على المستوى العالي.
فيما يجول القائد في معهد بيونغ يانغ العالي للمعلمين، نوه بأن المعاهد العالية للمعلمين
تضطلع بالمهام بالغة الشأن لتمجيد بلادنا كبلد للتعليم، ودولة قوية لأصحاب المواهب، عن
طريق تأجيج لهب الثورة التعليمية في القرن الجديد. وحرص على بناء المعاهد العالية
للمعلمين في كل المحافظات باتخاذ معهد بيونغ يانغ العالي للمعلمين نموذجا لها.
وبموجب ذلك، تحولت المعاهد العالية للمعلمين في أرجاء البلاد إلى قواعد رائعة لتأهيل
رجال التعليم.
كما عنى رئيس شؤون الدولة بتجديد ملامح المدارس في حقل التعليم العام بما يتفق مع
مقتضيات القرن الجديد.
عندما تفقد وحدات التعليم العام مثل مدرسة تشانغزون الابتدائية ومدرستي بيونغ يانغ
الابتدائية والثانوية الداخليتين للأيتام، وجه الشؤون لبناء المدارس عصريا بما يتلاءم مع
3
المقتضيات البيداغوجية. وحرص على بذل الجهود الكبيرة في رفع كفاءة المعلمين من أجل
تربية الطلاب كأصحاب المواهب الأكفاء المستعدين من كل الجوانب. وعمل على إعادة
بناء قصور التلاميذ والأطفال ومخيمات رابطة الناشئين في أرجاء البلاد بصورة حديثة
حتى توفر الظروف اللازمة لتربية الطلبة كأصحاب المواهب، المزودين بالنظريات
والممارسات على أعلى المستويات.
إيلاء الأهمية للعالم الروحي لأصحاب المستقبل
اشترك رئيس شؤون الدولة كيم جونغ وون في مؤتمرات رابطة الناشئين، اللقاء الكبير
للناشئين وألقى كلمة عميقة المغزى وأخذ الصورة التذكارية معهم، وقضى طول اليوم
معهم.
لافت النظر أنه أكد في كلمته أنه من واجب جميع أعضاء رابطة الناشئين أن يتعلموا
من المثل السامية للشهداء ويواصلوا بثبات شرايين دم الثورة. وأوصى بأن يكونوا وطنيين
صغارا يعتزون بكل الخيرات على هذه الأرض، والتي خلفها لهم الشهداء، ويربون حتى
ولو شجرة واحدة وعشبة واحدة بأيديهم ولا أبناء وبنات مدللين لا يعرفون سوى سعادتهم
الشخصية.
من المصانع التي يهتم القائد كيم جونغ وون بها اهتماما كبيرا مصانع الأدوات
الدراسية مثل الكتب المدرسية والدفاتر والحقائب المدرسية والأقلام. حرص على بناء
المصانع للأدوات المدرسية الحديثة بتوظيف الأموال الهائلة، حتى في ظروف الدولة
الصعبة، ذلك من أجل أن يكن الطلبة الناشئون في أعماق قلوبهم الوطنية للاعتزاز
والاعتناء بما يخص لهم منذ صغرهم.
يمكن المعرفة جيدا بمدى اهتمامه لأعمال التعليم، من خلال عقد مؤتمر قطاع التعليم
على مستوى الدولة مرتين في هذا البلد خلال 10 سنوات الأخيرة وإدراج مسألة تطوير
التعليم في جداول الاجتماعات الهامة لحزب العمل الكوري.