مقالات
أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ:

في دراسة علمية حول سبب التفوق والنجاح في الحياة، كانت النتيجة كما يلي:
التفوق والنجاح لا يعتمد على:
الذكاء / غنى العائلة/ الحظ/ الدعم المالي/ الجمال/ الذكاء الاجتماعي/ القوة الجسدية/سرعة التعلم
بل العنصر الأهم في التفوق هو: المثابرة.
والمثابرة هي: العمل الجاد المستمر والصبر عليه لمدة طويلة.
وهذ يذكّرنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ.
فحتى نستمر على عملٍ ما، علينا أن نبدأ بالقليل منه، بما يتناسب مع قدراتنا وظروفنا. ثم نواظب عليه حتى يصبح لدينا عادة ومهارة، ويمكننا خلال تلك الفترة أن نزيد فيه بالتدريج.
لأن تكليف النفس بالأمور الكثيرة والكبيرة دون تدرج، سيجعلها ملولة كثيرة التردد مهيأة للشعور بالإحباط، مما يؤدي إلى ترك العمل والتكاسل والتقاعس والعجز.
صدق من قال: المنبتّ (وهو المسافر على الدابة ليل نهار) لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى.
*******
تتساءلون: ما هي أفضل طريقة لتنمية المثابرة لدى الأطفال؟
الجواب: هي بناء عقلية النمو لديهم Growth Mindset
وهي نتيجة وصلت إليها أبحاث في جامعة ستانفورد الشهيرة ، وخلاصتها:
لا تمدح القدرة على التعلم لدى الأطفال، لأنها ليست ثابتة لديهم، بل هي تنمو مع بذل الجهد أكثر فأكثر.
فلا تقل للطفل:(أنت ذكي، أنت قوي، أنت مميز ….)
بل امدح الجهد والمثابرة لديه، وقل: (أنت بذلت جهوداً كبيرة، أنت صبرت كثيراً، أنت ستتميز أكثر إذا بذلت جهداً أكبر، ثابر على جهودك وستتفوق بإذن الله).
الخلاصة: دربوا أنفسكم وأهليكم على المثابرة على القليل، ثم زيدوا ذلك بالتدريج، وكما قال الشاعر:
النفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم