مقالات

أثر حروب الجيل الرابع على الأمن القومي العربي

بقلم: الدكتور جابر غنيمي
المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد
مدرس جامعي


المقدمة:
لقد شهدت العلاقات الدولية العديد من الحروب التي تختلف من حيث طبيعتها وطبيعة أطرافها ، الأمر الذي أدى إلى وجود أنواع مختلفة من الحروب ويمكن تصنيفها وفقاً لمعيارين: ( نطاق الحرب ، التطور الزمني (
المعيار الأول : نطاق الحرب
الحرب الشاملة : هي الحرب التي يلجأ أحد أطرافها أو كلاهما لإستخدام كل الموارد البشرية والمادية على نطاق واسع، ومن ثم لا يتم التفرقة بين القوات المسلحة والسكان، كما تمتد لتشمل كافة الأصعدة وكل الفروع القتالية أي إنها شاملة في هدفها وأسلحتها.
الحرب المحدودة : الحرب التي يستخدم فيها أحد طرفي الحرب جزء من القوات المسلحة والموارد المالية كما يتم تحديد مسبقاً الأهداف السياسية والعسكرية من تلك الحرب .
حرب الاستنزاف : لكي يتم الانتصار في حرب ما، يجب استنزاف قدرات العدو وإلحاق الخسائر المادية والبشرية به ، ولضمان النجاح في تلك الحرب لابد من امتلاك عدد أكبر من المصادر والاحتياطات. 
المعيار الثاني : التطور الزمني
       لقد نصت معاهدة وستفاليا 1648 التي أنهت حروب الثلاثين عاماً في اوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت على احتكار الدولة للقوة ومن ثم تعتبر الدولة هي الفاعل الوحيد الذي يشن الحروب أو مواجهة الحروب، ولكن مع التطور التكنولوجي خاصة في المجال العسكري أصبح هناك أربع أجيال من الحروب تتطور بشكل كبير من فترة زمنية إلى أخرى.
الجيل الأول من الحروب: هي التي كانت سائدة في الحروب القديمة وتعنى وجود جيشين نظاميين يواجهان بعضهما البعض باستخدام تكتيكات خطية وعمودية ويستخدمون السيوف كأداة عسكرية.
الجيل الثاني من الحروب: تم تطوير هذه الحرب على يد الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى ، فتتطورت الأدوات المستخدمة بدلاً من استخدام السيوف مثل حروب الجيل الأول فأصبحوا يستخدمون المدفعية والطائرات وذلك بسبب التطور التكنولوجي الذي حدث في تلك الفترة، كما أنه يعتمد على تكتيكات منضبطة ومازال يعتمد على العنصر البشري في الحرب، ومن أمثلة ذلك النوع :” الحرب العالمية الأولى “
الجيل الثالث من الحروب: لقد ظهر هذا النوع على يد الجيش الألماني، حيث يتميز ذلك النوع بالسرعة الفائقة وعنصر المفاجأة ، وتم استخدام الطائرات والدبابات وأدوات التجسس والهجوم من الخلف بدلاً من المواجهة المباشرة التي كانت تتميز بها الأجيال السابقة من الحروب، كما لديها القدرة على نقل المعارك إلى الأرض
الجيل الرابع من الحروب:
تعتبر فكرة تلك الحروب ليست جديدة حيث تحدث عنها المفكر الصيني ” صن تزو”  قائلاً إنه من الصعب أن تدخل في حروب ضد قوة عسكرية أقوى بنفس الأسلحة المتناظرة، ومن ثم يجب البحث عن أساليب مختلفة لإستخدامها بهدف إلحاق الخسائر بالقوة الكبرى، وفي رأيه يتمثل هذا الأسلوب في استهداف وحدة المجتمع حيث عندما يتم تحطيم التماسك الاجتماعي سيؤدي إلى تحطيم القوة العسكرية
تعود جذور ذلك النوع من الحروب إلى الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتى ، حيث استخدما أساليب حديثة في القتال تعتمد الحروب السرية عبر الأفراد والجماعات المدربة لإحداث اضطرابات في الدول والقيام بعمليات إرهابية، فلقد قامت الولايات المتحدة بدعم تنظيم القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، كما استطاعت القوات الفيتنامية في حرب فيتنام أن تهزم الولايات المتحدة التي تعتبر أقوى جيش في العالم وإلحاقه بالخسائر البشرية والمادية وهذا خير مثال لحروب الجيل الرابع حيث استطاعت قوى ضعيفة من تكبد الخسائر لقوة أكبر، وتعتبر أحداث  11سبتمبر مثالأ أخر على تلك الحروب حيث توضح مدى قدرة قوة غير نظامية والمتمثلة في تنظيم “القاعدة” في استهداف البرج التجاري الأمريكي وإلحاق الخسائر بالولايات المتحدة واستهدافها في عقر دارها
ويطلق على حروب الجيل الرابع ” الحروب اللامتماثلة ” أو “الحروب الغير متكافئة” والتي تعنى وفقاً لأنطونيو إتسيفاريا – الأكاديمى العسكري الأمريكي –  بأنها ” تلك الحروب التى تعتمد على نوع من التمرد التى تستخدم فيه القوات غير النظامية كل الوسائل التكنولوجية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف إجبار العدو – الذي يمثل قوة نظامية- على التخلي عن سياسته وأهدافه الاستراتيجية “.  أما ماكس مايورانيج  -المحاضر في معهد الدراسات الاستراتيجية بكلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى- فيعرف تلك الحروب بإنها تلك الحرب التى تكون بالإكراه  وتعمل على إفشال الدولة ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية ويتم زعزعة الاستقرار.
وهناك العديد من الأدوات التى يتم اللجوء إليها في تلك الحرب منها: الإرهاب والتظاهرات بحجة السلمية، الإعتداءات على منشآت عامة وخاصة، التمويل غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية، التهيئة لحرب نفسية من خلال الإعلام والتلاعب اللفظي، استخدام محطات فضائية تعمل على تزوير الحقائق والصور، استخدام وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومن بينها مواقع التواصل الاجتماعي facebook  و twitter ، استخدام تكتيكات حرب العصابات، ضرب طبقات المجتمع بعضها البعض.
ويعد صناعة الإرهاب و انتشار التنظيمات الإرهابية في الدول العربية من ضمن أهم آليات حروب الجيل الرابع، فلقد بات تنظيم الدولة الإسلامية يشكل خطر كبير على أمن واستقرار الدول العربية كافة وتزايدت المخاوف بعد التمدد السريع للتنظيم في مناطق جغرافية واسعة في كل من العراق وسوريا، واستخدامه للأساليب حرب العصابات من عمليات انتحارية وتفجيرات إرهابية راح ضحيتها العديد من المدنيين. ويبدو أن السبب الرئيسي وراء امتداد تنظيم الدولة الإسلامية هو فشل الدول في السيطرة على حدودها وأرضيها، والفشل في تقديم خدمات لمواطنييها، والفشل في التوصل إلى هوية سياسية مشتركة تكون أساساً للمجتمع السياسي
لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة نمواً لافتاً للنظر فى عدد ونوعية الجماعات المتطرفة والتي باتت تهدد بنية الدولة الوطنية، والتي قام البعض منها فى إعلان مشروعه بإقامة الخلافة متجاوزاً فى ذلك الحدود الوطنية المتعارف عليها في العصر الحديث، فأصبح العالم اليوم يواجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، والذي توسع فى مساحات شاسعة من الأراضي السورية واحتل أقاليم عراقية كاملة بغير مقاومة تذكر، ويعتبر هذا التنظيم تطور نوعى فى جيل الحركات الأرهابية بشكل عام، حيث ينضم إلى التنظيم مقاتلين من مختلف الدول العربية والأجنبية، بالإضافة إلى اعتماده على التكنولوجيا بشكل هائل، وقد أعلن التنظيم أنه استعاد حلم الخلافة الإسلامية المفقود، وأعلن أبو بكر البغدادي خليفة تنبغي طاعته.
و كان لحروب الجيل الرابع تأثير على الأمن القومي العربي
ويعتبر مفهوم الأمن من أكثر المفاهيم اتساعاً، ولذلك يختلف الباحثون على العديد من جوانبه مثل تعريف الأمن ومستوياته ( أمن الفرد، أمن وطني، أمن إقليمي، أمن دولي ) وأبعاده (أمن عسكري، أمن اقتصادي، أمن اجتماعي، أمن بيئي،…) ومصادر تهديده.
وهناك اجتهادات عديدة من قبل الباحثين حول تعريف الأمن؛ فلغوياً الأمن يعنى عدم الخوف. هناك تعريف يقدمه “ريتشارد أولمان”: ( بأن التهديد للأمن القومي هو نشاط أو سلسلة أحداث تهدد بشكل كإرثي، وخلال فترة زمنية محدودة نسبياً، وتدهور مستوى معيشة سكان دولة ما، أو تهديد بتقليص مدي الخيارات السياسية المتاحة أمام حكومة تلك الدولة أو وحدات خاصة غير حكومية). وهناك تعريف إجرائي قدمه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة من خلال تقرير التنمية البشرية لعام 1994 في إطار مفهوم الأمن الإنساني حيث حدد أبرز خصائصها: تتمتع بصبغة عالمية أي لا يقتصر التهديد على دولة ما، وأن التهديدات متداخلة ، ولقد حدد ذلك التقرير سبعة أنماط من الأمن وفقاً لنوع التهديد: الأمن الاقتصادي، الأمن الغذائي، الأمن الصحي، الأمن البيئي، الأمن الشخصي، الأمن المجتمعي، الأمن السياسي
لقد استخدم مصطلح الأمن القومي لأول مرة عام 1948 حينما أنشئ مجلس الأمن القومي ألأمريكي، وكانت الدول جرت على استخدام مصطلح ” المصلحة القومية ” للتعبير عن كل ما يتعلق باستقرار وسيادة الدولة بما في ذلك أمنها القومي، وظل مفهوم ” الأمن القومي ” الذي ألحق بالدولة القومية –  حتى الثمانيات – مرتبطاً بالسياسة الدفاعية للدولة خاصة في إطار الحرب الباردة.
تعرف الأمن القومي بأنه : ” حماية الدولة أو مجموعة من الدول من الأخطار التي تؤثر عليها سواء كانت داخلية أو خارجية والعمل على تأمين مصالحها القومية وخلق الأوضاع الملائمة لتحقيق أهدافها وغاياتها ”  ، وهناك تعريف آخر للأمن القومي وهو: ” قدرة السلطات المركزية على اتخاذ القرارات الكفيلة بحماية وحدة الأرض وأمنها على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي
على الرغم من أن مفهوم الأمن القومي العربي لم يتبلور في الأدبيات العربية إلا في الستنيات من القرن العشرين، غير أنه كانت هناك محاولات كثيرة قبل تلك الفترة مثل الدعوة إلى الوحدة العربية التى أعقبت سقوط الأمبراطورية العثمانية وعقب الحرب العالمية الأولى، كما ظهرت الدعوة إلى الوحدة العربية في إطار مؤسسي فتم إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945 والتي تعبر عن الأمن القومي العربي بالرغم من أن ميثاق الجامعة لم ينص صراحة على عبارة الأمن القومي العربي، ولكن نص الميثاق على أنه إذا وقع اعتداء على أي دولة عربية يعتبر اعتداء على جميع الدول العربية كما تم عقد معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي  1950و اللذان يعبران عن فكرة الأمن القومي العربي
لم يكن هناك تعريف متفق عليه للأمن القومي العربي ولكن يمكن أن نعرفه بأنه  ” قدرة الدول العربية مجتمعة كلياً أو جزئياً على حماية وصيانة استقلالها وسيادة أراضيها والدفاع عن نفسها وتنمية القدرات والإمكانيات العربية على كافة المستويات بهدف ردء المخاطر وتطويق نواحي الضعف الموجودة وتطوير نواحي القوة من خلال فلسفة وسياسة قومية شاملة تأخذ في اعتبارها المتغيرات الداخلية في الدول العربية والاقليمية والدول المحيطة “
و سنتناول في اطار هذه الدراسة مبحثين، المبحث الأول: انعكاسات تنظيم الدولة الإسلامية على الأمن القومي العربي والذي يتناول فيه تأثير ذلك التنظيم على سوريا والعراق ومصر وليبيا  ودول الخليج ، أما المبحث الثاني: ردود الأفعال الدولية والإقليمية على تمدد التنظيم والذي يتناول فيه التحالف الدولي لمواجهة ذلك التنظيم وموقف جامعة الدول العربية.
المبحث الأول: انعكاسات تنظيم الدولة الإسلامية على الأمن القومي العربي
يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية على الجانب النفسي من خلال الحرب الإعلامية إلى جانب قدراته العسكرية التي توصف بأنها وحشية – والتي لا تمت للإسلام بصلة –  والذي استطاع السيطرة على كثير من الأراضي العراقية والسورية، وهناك عوامل أخرى سهلت من انتشاره وهى الموارد المالية الهائلة التى مكنته من زيادة تسليحه وممتلكاته، والاستفادة القصوى من الضباط العراقيين السابقين بالجيش العراقي الذي تمكن من الإنضمام إليه أثناء الإحتلال الأمريكي مما أكسبه خبرة عسكرية بالإضافة إلى إعتماده على العمل المسلح. ويعامل سكان المناطق التي يسيطر عليها معاملة سيئة خاصة الأقليات سواء كانوا يزيديين أو مسيحيين فإما يجبروهم على الدخول في الإسلام عنوةً أو قتلهم أو سبي نسائهم وخطف الأطفال وبيعهم في الأسواق أو دفع جزية، ومن ثم يعتبر مصدر تهديد الجماعات التى عاشت مستقرة منذ آلاف السنيين.
يعتبر التنظيم الديمقراطية دين كفر ويرفض الانتخابات والأحزاب والمشاركيين فيها، وبذلك فهو يتحدى الغرب الذي يعتبرهم دار كفر الذين فرضوا ذلك النظام بعد الحرب العالمية الثانية، ومن ثم قاموا بإعلان دولة الخلافة وتعيين “البغدادى” خليفة للمسلمين ، ومن ثم فيمثل ذلك تمرد على النظم العربية
و في هذا الإطار سنتولى دراسة انعكسات التنظيم على الأمن القومى العراقى والسورى ) المطلب الاول( و الليبي) المطلب الثاني( و المصري) المطلب الثالث( و الخليجي) المطلب الرابع(
المطلب الأول: انعكاسات التنظيم على الأمن القومي العراقى والسورى:
وكما ذكرنا في الفصل السابق أن بدايات ظهور ذلك التنظيم في العراق عام 2003 حيث كان يحارب القوات الأمريكية التي احتلت العراق ثم تحول هدفه إلى استهداف مؤسسات الدولة العراقية، وبالرغم من ذلك إلا إننا لم نسمع عن ذلك التنظيم إلا بعد ثورات الربيع العربي وخاصة بعد الثورة السورية والذي عمل على استغلال الأوضاع غير المستقرة التي انتشرت بعد تلك الثورات، وقام التنظيم بنشر خريطة لتصور الدولة الإسلامية التي يسعى لإقامتها والتي تضم العراق وسوريا والكويت.
لقد سيطر قوات التنظيم على الكثير من المدن والمحافظات العراقية كما اجتاح المرافق العسكرية التابعة للجيش العراقي وبالتالي استطاع التنظيم من إيصال العراق إلى حافة الانهيار. فنلاحظ أن الغزو الامريكى للعراق ساهم في إفشال الدولة العراقية وذلك من خلال القرارات التي اتخاذها الحاكم الأمريكى في العراق ومن تلك القرارات: حل حزب البعث وحل الجيش والشرطة وكل الوزارات والبيروقراطية المرتبطة بحزب البعث، ومن أخطر تلك القرارات هي حل الجيش والشرطة الذي ترتب عليها وجود أفراد لديهم القدرة على حمل السلاح ولديهم تدريب عسكرى قوى وانتماءات قبلية ومذهبية وبالتالي انتموا هؤلاء الأفراد إلى التنظيمات الإرهابية التى تحارب الاحتلال الأمريكى في بادئ الأمر ثم تحوله إلى استهداف مقدرات ومؤسسات الدولة العراقية. كما قام بنهب العديد من الأموال من المصارف العراقية والسيطرة على الأماكن التى تحتوى على النفط والأثار ليحصلوا منها على تمويل
نتج عن اجتياح التنظيم للموصل والسيطرة عليها دون مقاومة تُذكر حوالى أكثر من نصف مليون عراقي نازح من الأماكن التى سيطر عليها، فذكرت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 500 ألف شخص اضطروا إلى النزوح من الموصل بعد السيطرة عليها من قبل الجماعات الإرهابية. ولقد كشفت لجنة الهجرة والمهاجرين عن نزوح أكثر من سبعين ألف شخص من محافظة الأنبار وأكدت على هجرة الآلاف من المدنيين بعدما تم اجتياح العراق من قبل ذلك التنظيم. مما أدى إلى قيام حكومة إقليم كردستان بإنشاء مخيمات للآجئين الذين تم نزوحهم من الأراضي العراقية التي سيطر عليها التنظيم، وذكر “ديندار زيباري” – مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان- أن هناك ربع مليون نازح دخلوا الإقليم
ونتيجة لتلك الأفعال الشنيعة التي يرتكبها التنظيم قامت قوات البشمركة الكردية بقيادة المعارك ضد ذلك التنظيم نظراً لضعف الجيش العراقي، وكانت تقوم تلك القوات باستخدام حرب العصابات ضد الأنظمة العراقية المتعاقبة ثم تحولت إلى قيادة الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وبالتالي يعمل الغرب على دعم إقليم كردستان العراق من خلال تقديم مساعدات إنسانية وعسكرية.
منذ قيام الثورة السورية في 2011 وتحولت إلى حرب أهلية مسلحة بين نظام بشار الأسد  والمعارضة التي تضم العديد من الفصائل حتى التنظيمات الإرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، ونظراً لوجود عدم استقرار في سوريا سهل ذلك من انتشار التنظيم. حاول التنظيم التمدد نحو المناطق الكردية شمال شرق سوريا في منطقة كوبانى ولكن ُوجد تصدى لها بشكل كبير من قبل قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطى، ودارت معارك طاحنة بين ذلك التنظيم وبين تلك القوات بالإضافة إلى كتائب الجيش الحر والبشمركة العراقية مما أدى إلى تقهقر تنظيم الدولة الإسلامية من منطقة كوبانى وبعض المناطق الكردية، مما أدى إلى قيام التنظيم بتحويل هجماته من الشمال الشرقي إلى وسط البلاد السورية حيث قوات النظام. وبالفعل لقد حقق التنظيم انتصارات في هذه الجبهة فسيطر على مدينة تدمر الأثرية وسيطرته على محافظة الرقة وبعض مناطق الحسكة ومعظم مناطق بير الزور وبعض النقاط في حلب وحمص
لم يقتصر تأثير التنظيم في العراق وسوريا عند هذا الحد بل امتد ليشمل تدمير الآثار حيث تعيش الدول العربية حالة من التدهور الشديد فيما يخص الآثار؛ فهناك العديد من الآثار التى تم تدميرها سواء بسبب الصراعات المسلحة في سوريا والعراق واليمن أو بسبب تنظيم الدولة الإسلامية على وجه التحديد الذين يصفون تلك الآثار بأصنام ويجب أن تدمر
فقام التنظيم بتدمير معالم الحضارة وتاريخ العرب من أضرحة ومتاحف ومساجد تاريخية ومكتبات في العراق وسوريا بالإضافة إلى نهب التماثيل والأعمال الفنية والمخطوطات، وذلك يذكرنا بما فعله المغول عندما هاجموا على الدولة العباسية في العراق. فبالنسبة لأثار العراق، دُمر متحف الموصل وحرق الآلاف من الكتب والمخطوطات النادرة، واجتاح مسلحو التنظيم المكتبة المركزية بالموصل وكذلك الأضرحة مثل ضريح الشيخ فتحى الذي يعود تاريخه إلى عام 1050م، ومرقد الشيخ قضيب البان والذي يعود تاريخه إلى عام 1150م، وجامع الإمام الباهر الذي يعود تاريخه إلى 1240م. ويستخدم التنظيم المطارق وأدوات الحفر لتدمير التماثيل الضخمة وفق ما ظهر في التنظيم. وبالنسبة لسوريا، فقد قام بتدمير مدن أثرية بأكملها مثل تدمر والتي تعد حضارة كاملة من عدة عصور وكذلك حلب التي تحمل أثار إسلامية، فقام التنظيم بتدمير الكنائس والأديرة  وزوايا ومقامات ومرافق لها خصوصيتها عند السوريين
المطلب الثانيً: انعكاسات التنظيم على  الأمن القومي في لبيبا:
لم يقتصر تهديد التنظيم على العراق وسوريا فقط بل امتد إلى ليبيا، فبعدما قامت الثورة الليبية ضد نظام القذافى سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية مسلحة والذي أدى إلى تدخل الدول الغربية في ليبيا وذلك وفقاً لقرار مجلس الأمن الذي ينص على ” فرض حظر جوى على ليبيا” مما نتج عنه تراجع قوات القذافي، وأسهم في إفشال الدولة الليبية وانهيارها من خلال وجود انقسام بين القوى السياسية داخل ليبيا وغياب الدولة مما أدى إلى وجود بيئة خصبة لنمو الجماعات الارهابية، ومن ثم سرعان ما تمدد تنظيم الدولة الإسلامية إلى ليبيا واعترف “البغدادى” – زعيم التنظيم- بانضمام أقاليم برقة وطرابلس وفزان الليبية إلى دولة الخلافة
فلقد سيطر التنظيم على كثير من المدن الليبية مثل بنغازى وسرت وطرابلس، وتبنى أعمال إرهابية في هذه المناطق لنشر الرعب والفزع في نفوس المواطنين، كما لديها مكاتب إعلامية في برقة وطرابلس لنشر الدعوة، وقامت في برقة العديد من الأنشطة مثل الحسبة والتي تشمل حرق علب السجائر وهدم التماثيل والأضرحة وإقناع المسلمين بالإقلاع عن الأنشطة التجارية، واستغلوا حالة الهدوء النسبي بطرابلس فقاموا بأنشطة الدعوة من خلال اللقاءات والتعارف وتوزيع الأموال النقدية، واستهداف الرموز الأجنبية في ليبيا مثل الهجوم على السفارة الجزائرية
المطلب الثالث: انعكاسات التنظيم على الأمن القومي المصري:
أما بالنسبة لمصر فلقد ظهرت العديد من الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء خاصة بعد ثورة 30يونيو والإطاحة بحكم الأخوان المسلمين، وهذه الجماعات الإرهابية أعلنت ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية مثل أنصار بيت المقدس وهناك بعض الخلايا الإرهابية المنفردة التي قد تكون تابعة للإخوان المسلمين والتي أعلنت ولائها للتنظيم لتقوى به ضد النظام الحاكم. وهذا الوضع يؤكد الترابط بين التنظيمات الإرهابية والتي تهدف لإفشال النظام وإسقاط الدولة وإغراقها في حالة من عدم الاستقرار. ولقد قام التنظيم بإحدى العمليات الإرهابية التي استهدفت 21 مصري قبطى في ليبيا ذبحاً، وأظهر هذا الفيديو الذي بثه التنظيم مدى المعاملة السيئة التي يعامل التنظيم بها الأسرى كما ظهر البحر ملون بالدم ليدل على دموية التنظيم. فأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان ينعى فيه أهالى هؤلاء الرهائن الذين ذبحوا على يد التنظيم وإعلان حداد 7 أيام
ويتضح أن الهدف من إعدام الرهائن المصريين هو إحراج النظام المصري فمنذ أن أُعلن التحالف الدولي ضد التنظيم كان موقف مصر رافضة للتدخل العسكري ويقتصر دورها على تقديم الدعم اللوجيستى والمعلوماتى فقط، ولكن بعد تلك الحادثة سرعان ما تخلت مصر عن هذا المبدأ حيث قامت القوات المسلحة المصرية بتوجيه ضربة جوية لمعاقل التنظيم بمدينة درنة الليبية فضلاً عن عملية برية استهدفت قتل وأسر عدد من أعضاء التنظيم وذلك وفقاً لما رددته وكالات الأنباء ولم تنفيه القاهرة، ومن ثم هناك تهديد للأمن القومي المصري من جانب الحدود مع ليبيا نظراً لانتشار الجماعات الإرهابية وكذلك في سيناء
المطلب الرابع: انعكاسات التنظيم على الأمن القومي الخليجي:
لقد برزت مخاوف الدول الخليجية من تمدد التنظيم واحتلاله للعديد من الأراضي العراقية والسورية وتحوله من أسيا إلى شمال أفريقيا حيث قام بتنفيذ عمليات إرهابية في مصر وسيطرته على عدد من الأراضي في ليبيا، يكمن خطورة التنظيم على أمن دول الخليج في احتلاله لأراضي عراقية وسورية على الحدود مع السعودية والكويت والأردن، وهناك توجس من التدخل المتزايد العسكري لإيران في العراق وتكون بموافقة أمريكية نظراً لضعف الجيش العراقي. كما يوجد العديد من الشباب الخليجى سواء كان سعودى أو أردنى أو كويتى انضموا إلى التنظيم، كما تبنى التنظيم أعمال إرهابية في بعض الدول الخليجية بهدف بث روح الطائفية التي استهدفت الشيعة في شبه الجزيرة العربية وظهر ذلك من خلال استهداف مساجد شيعية في الكويت والسعودية. وظهر مخطط للتنظيم بتقسيم السعودية إلى خمس ولايات ، كما تتمثل خطورة التنظيم في اعتماده على آليات عابرة للقارات. كما قام التنظيم رداً على انضمام الأردن في التحالف الدولي بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة بأبشع أنواع القتل حيث تم حرقه وهو في قفص حديدي محبوس
لم يقتصر تهديد التنظيم على الأمن القومي العربي على سيطرته لأراضي عراقية وسورية وليبية أو أنه تسبب في وجود أزمة اللاجئين والنازحين، وإنما يعمل على نشر الخوف والرعب في نفوس المواطنيين من خلال الجرائم الوحشية التي يرتكبها التنظيم مثل: قتل الأطفال في الأماكن التي يسيطرون عليها حيث هناك واقعة تثبت ذلك وهى قتل حوالى 13طفل في الموصل بسبب مشاهدتهم لمباراة في تلفزيون ويرون هذا أنه يخالف الشرع، كما يقومون بتعليم الأطفال الصغار القتل، ويخطفون النساء وبيعهن في الأسواق، كما يعاقبون جنودهم الذين يتركون صفوفهم ويريدون العودة إلى منازلهم، والقيام بالاتجار بالأعضاء البشرية في السوق السوداء، والخطورة الكبرى في استخدام سلاح كيماوى في عام 2014 _والذي يعتبر من أنواع أسلحة الدمار الشامل- حيث قام باستخدام الكلور ضد المدنيين والقوات العراقية وفي يوليو 2015 قام باستخدام غاز الخردل ضد الأكراد العراقيين
لم يقتصر استهداف التنظيم لقتل وذبح المدنيين والعسكريين العرب بل امتد ليشمل استهداف الرعاه الأجانب الذين يعملون في البلاد العربية وذلك باسم الدين. فالبداية كانت قتل الرهينة الأمريكى “جيمس فولى” في عام 2014 والذي كان يعمل صحفياً ثم قام بقطع رقبة الصحفي الأمريكى “ستيفن سوتلوف” والذي كان مخطوفاً من مدينة حلب السورية أثناء تغطيته للثورة السورية وذلك رداً على الضربات الجوية التى تقوده الولايات المتحدة. بعد أن ذبح التنظيم الإرهابي كلا من الصحفيين الأمريكيين “جيمس فولى” و”ستيفن سوتلوف”، اتجه إلى تهديد المملكة المتحدة البريطانية ونشر فيديوهات تظهر احتجازه لموظف فى أعمال الإغاثة بريطاني الجنسية يدعى ديفيد هينز فى 19 أبريل الماضي نشر تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، فيديو يظهر إعدام 28 شخصاً إثيوبياً مسيحياً بعدما “رفضوا دفع الجزية” أو اعتناق الإسلام، حسبما ذكر التنظيم
ومما سبق يتضح لنا تهديد داعش لأمن الدول العربية كافة ولكن التهديد الأكبر لسوريا والعراق بسبب سيطرتهم على الأراضي وكذلك النفط والآثار والمصارف لكى يكون لديه تمويل تستطيع من خلاله الاستمرار في السيطرة على مناطق أكثر، كما أنهم يهددون العالم بأكمله وليس فقط الدول العربية  حيث قامت العديد من العمليات الإرهابية في عدد من الدول الأوروبية مثل أحداث الإرهاب في باريس وأعلن التنظيم عن مسؤوليته عنها.
المبحث الثاني: ردود الأفعال الدولية والإقليمية على تمدد التنظيم
أدى تمدد التنظيم الى ردود فعل دولية ) المطلب الأول( و إقليمية)المطلب الثاني(
المطلب الأول: ردود الأفعال الدولية على تمدد التنظيم:
من انعكاسات امتداد تنظيم الدولة الإسلامية هو التدخل الخارجي في كلاً من سوريا والعراق تحت ستار مكافحة الإرهاب. ففي الذكرى الثالثة عشر لأحداث 11سبتمبر وجه الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” استراتيجية لمواجهة التنظيم في العراق وسوريا، كما أكد على تكوين تحالف دولى والتى تشمل خطته أربع محاور وهي: القيام بحملة منظمة من الضربات الجوية ضد التنظيم والتنسيق مع الحكومة العراقية لضرب أهدافاً للتنظيم وتوسيع تلك الضربات لتشمل سوريا، وإرسال مستشاريين عسكريين إلى العراق دون أن يكون لهم دور في قتال بري ولكن يقتصر دورهم في مساندة القوات العراقية والكردية في مجال التدريب والتخابر، منع مصادر تمويل التنظيم وتحسين الاستخبارات وتعزيز الدفاعات وظبط تدفق المقاتلين الأجانب إلى التنظيم، توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء الذين شردهم التنظيم، التأكيد على عدم التدخل البري للولايات المتحدة حتى لايتكرر ما حدث في العراق
ويضم ذلك التحالف العديد من الدول الغربية والعربية لتقديم المساعدات العسكرية والإنسانية والدعم اللوجيستي والمالي، ومن الدول المشاركة في ذلك التحالف: الولايات المتحدة الأمريكية والتي قامت بتوجيه ضربات جويه لمواقع التنظيم في العراق وسوريا، وأرسلت حوالي 1600 عسكري أمريكي لتقديم الدعم للقوات العراقية للتدريب والإستخبارات، كما تلتزم بعدم التدخل العسكري البري ضد التنظيم. ونشرت كندا عشرات العسكريين بشمال العراق لتقديم المشورة للقوات الكردية, كما قامت بتقديم نحو 28مليون دولار كندي للمساعدات الإنسانية للمدنيين المنكوبيين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وبالنظر إلى فرنسا فهي أول دولة تنضم إلى التحالف حيث أُثيرت مخاوفها من أن العمل العسكري في سوريا من شأنه خلق فراغ قد تشغله قوات بشار الأسد، كما دعت إلى تدريب المعارضين المعتدلين في سوريا، وتعهد الرئيس الفرنسي “أولاند” بتقديم مساعدات عسكرية للعراق في حربه ضد التنظيم، وأشارت فرنسا بأنها ستنفذ ضربات جوية في العراق وإرسال قوات خاصة لتدريب القوات المسلحة العراقية وتزويد الأكراد بالأسلحة. وقدمت بريطانيا رشاشات ثقيلة وذخائر إلى القوات الكورية، كما شاركت في القصف الجوي ضد التنظيم. أما بالنسبة لأستراليا فأعلنت عن نشر 6000 عسكري في الإمارات في إطار التحالف الدولي. وسلمت ألمانيا ثلاث دفعات للمقاتلين الأكراد ( 30 نظام صواريخ مضاد للدبابات و16000 بندقية هجومية و8000مسدس )، كما يقوم جنود ألمان بتدريب أفراد من قوات البشمرجة الكردية
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع التحالف ليضم أكبر عدد من الدول الموجودة في المنطقة, وكشفت الولايات المتحدة عن مشاركة خمس دول عربية في أول غارة جوية شنتها على مواقع التنظيم في سوريا وهما: السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن. وبالنسبة لمصر فقد أكد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” على عدم مشاركة مصر عسكرياً خارج أراضيها ولكن دورها في التحالف سوف يقتصر على العمل ذو الطبيعة الإستراتيجة واللوجيستية و القيام بعمليات عسكرية يتم تنفيذها داخل حدودها وليس خارجها أي على جهتين سيناء وليبيا.
ولقد أعلن رئيس الوزراء التونسي ” الحبيب الصيد” في يوم 3/10/2015 انضمام تونس إلى التحالف الدولي وستكون مهمتها المشاركة من خلال تبادل المعلومات الإستخبارتية التى تساعد في محاربة الإرهاب في تونس، حيث قام التنظيم بالهجوم على متحف باردو الشهير والذي أسفر عن قتل شرطى تونسي و21سائحاً أجنبياً وذلك في 18/3/2015 والهجوم الثانى في 26/6/2015 على فندق بولاية سوسة وقتل 38 سائحاً بينهم 30 بريطانياً
بالإضافة إلى وجود محاولات غربية للتحرك ضد التنظيم منها: استصدار الولايات المتحدة الأمريكية من مجلس الأمن في شهر أغسطس 2014 قرار رقم (2170) تحت البند السابع يشرع فيه الحرب ضد التنظيم المسلح نتيجه لتمدده في العراق وسوريا واستهدافه بالقتال والحصار، والمحاولة الأخرى هى اجتماع قمة الناتو في بريطانيا بحضور الرئيس الأمريكي “أوباما” وكان ذلك الاجتماع بالتزامن مع استهداف الطائرات الأمريكية مواقع التنظيم في العراق والذي أبدى استعداده لمساعدة العراق.
المطلب الثاني: ردود الأفعال الإقليمية على تمدد التنظيم:
ولقد عقد اجتماع جدة 11سبتمبر بحضور وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” ووزراء خارجية دول الخليج الستة والأردن ومصر بالإضافة إلى تركيا، ويهدف هذا الإجتماع إلى بلورة جهود تلك الدول مجتمعة في التحالف الدولي ضد التنظيم بقيادة الولايات المتحدة، وتعود أهمية هذا الإجتماع في إدراك تلك الدول أن الحرب المرتقبة ليست سهلة نظراً لإعتماد التنظيم على أساليب حرب العصابات، كما تأتي أهمية الاجتماع من أهمية الدول المشاركة فيه؛ وهي دول الخليج الست (السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعمان) بما تمثله من ثقل اقتصادي وسياسي، إلى جانب مصر بما تمثله من ثقل إقليمي وعسكري، والأردن لأهمية موقعها، وتركيا والولايات المتحدة بما تمثلانه من ثقل إقليمي وسياسي وعسكري.
نظراً لما يمثله التنظيم من تهديد لجميع الدول العربية وتوجس هذه الدول من أن يمتد التنظيم إلى غير سوريا والعراق، لقد وقع اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة وتضمن الحاجة لإنجاز دول الجامعة العربية موقف أقوى في التحالف والعمل على تفعيل خطة عمل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع التمويل للتنظيم.
ولقد دعى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى تعاون عربي قوى لمواجهة التنظيم سياسياً وفكرياً وعسكرياً، وضرورة تعزيز اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتي تنص على إنه إذا وقع أي تهديد على أي دولة العربية يعتبر تهديد على جميع الدول الدول العربية
ولقد أكد مجلس جامعة الدول العربية على الالتزام بقرار مجلس الأمن (2170) بشأن منع القيام بتوريد الأسلحة أو تقديم المشورة الفنية أو مساعدة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الحضارات والأديان
الخاتمة :
حروب الجيل الرابع أو الحرب غير المتماثلة أو غير المتكافئة كما يُطلق عليها ، هي أمريكية التخطيط محلية التنفيذ و تستهدف التقسيم والتفتيت ، وإفشال الدولة المستهدفة .
و أدوات هذه الحروب وأهم أسلحتها هي الحرب بالوكالة، من جانب الجماعات المذهبية والعرقية والعقائدية داخل الدولة، أو جماعات إرهابية تصنعها وتدعمها أمريكا ،و الإعلام والحرب النفسية والشائعات ، واستخدام التكنولوجيا ، ومواقع التواصل الاجتماعي ،
و قد لعبت حروب الجيل الرابع دورا محوريا في دول ما يعرف بثورات الربيع العربي من حيث تغيير الأنظمة السياسية

قائمة المراجع :
المراجع باللغة العربية:
أولاً الكتب:
أمين الساعاتى، الأمن القومى العربي “صيغة مناسبة للدخول في القرن21”،القاهرة،المركز السعودى للدراسات الاستراتيجية،1993
دلال محمود، مقرر الدراسات الاستراتيجية، الفرقة الثالثة، العام الجامعى، 2014- 2015.
عبدالعزيز حسين الصويغ، الأمن القومى العربي “رؤية مستقبلية”، الجيزة، أوراق النشر، 1991
عبدالمنعم المشاط، الاطار النظري للأمن القومى العربي، تحرير: عبدالمنعم المشاط، الأمن القومى العربي العربي:أبعاده ومتطلباته، القاهرة، معهد البحوث والدراسات العربية،1993
مصطفى علوى، قضايا دولية معاصرة، الجيزة، دار الزعيم، 2015
نورهان الشيخ، نظرية السياسة الخارجية، القاهرة: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية،2014
يسرى العزباوى وأخرون، داعش: دراسات في بنية التنظيم، الطبعة الأولى،القاهرة، مركز العربي للبحوث والدراسات

المراجع الاجنبية:

Andrew Engle, the Islamic state’s expansion in Libya, The Washington institute, 11/2/2015, Available at: http://www.washingtioninstitute.org, 17/4/2016
Antulio Echevarria II, Fourth generation and other Myths, Strategic Studies Institute, November 2005, available at: http://www.StrategicStudiesInstitute.army.mil
Cole Bunzel& Bernard Haykel, Anew Caliphate?, project-syndicate, 10/7/2014, available at: http://www.project_syndicate.org, 26/3/2016
Javier Solana, the middle east balancing act, project-syndicate, 17/6/2014, available at: http://www.project-cyndicate.org, 23/3/2016
Jeffery White, ISIS,Iraq& the war in Syria :Military outlook, The Washington institute, 19/6/2014, available at: http://www.washingtoninstitute.org, 15/4/2015.
Mathew Levitt, The Islamic state’s backdoor banking, the Washington institute24/3/2015, available at: http://www.washingtoninstitute.org, 10/3/2016
, How do ISIS terrorists finance their attacks?, the Washington institute, 18/11/2015, available at: http://www.washingtoninstitute.org, 8/4/2016
Thomas X.Hammes, Insurgency: Modern warfare Evolves into a fourth generation, Strategic Fourm, January 2005, available at: http://www.ndu.edu
William j.Hartman, globalization and asymmetrical warfare, April2002, Air command and staff college, Air university, available at: http://www.au.af.mil
William S.lind and Others, the changing face of war: into the fourth generation, Marine corps Gazette, October 1989, available at: http://wwww.globalguerrillos.Typeped.com
William s.lind, understanding fourth generation war, Military Review, September_ October 2004, available at http://www.questia.com
 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى