سياسةمقالات

٨٠ عامًا على استسلام اليابان.. كيف غيّرت الحرب العالمية الثانية وجه إفريقيا؟  

قبل ثمانية عقود، في 3 سبتمبر 1945، وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، منهيةً صراعًا دمويًا لم يقتصر على أوروبا وآسيا فقط، بل ترك بصماته العميقة على القارة الإفريقية أيضًا.

في ذلك الوقت، كانت معظم دول إفريقيا خاضعة للاستعمار الفرنسي والبريطاني والإيطالي، باستثناء مصر التي احتفظت باستقلال شكلي تحت النفوذ البريطاني. ومع دخول إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا النازية في يونيو 1940، اندلعت المواجهات على الأراضي الإفريقية، خصوصًا في مصر وشمال القارة.

بعد سقوط فرنسا، انقسمت إمبراطوريتها بين حكومة فيشي الموالية للنازيين و”فرنسا الحرة” بقيادة شارل ديغول، لتتحول مستعمرات مثل السنغال والجابون إلى ساحات قتال بين الطرفين. وفي مطلع 1941، أرسل هتلر قواته بقيادة المارشال المستقبلي إرفين روميل إلى شمال إفريقيا، لتبدأ سنوات من المعارك الطاحنة في ليبيا وتونس. حتى قناة السويس لم تسلم من هجمات الألمان، فيما طال القصف الألماني العاصمة التشادية نجامينا (فورت لامي حينها).

لكن ما لا يعرفه كثيرون أن اليابان، الحليف الآسيوي للمحور، وضعت أيضًا إفريقيا ضمن طموحاتها. ففي 1942، وصلت غواصاتها إلى سواحل مدغشقر الخاضعة لفيشي، وكانت تخطط لإنشاء قواعد دائمة هناك. غير أن بريطانيا سبقتها بإنزال عسكري في مايو من العام نفسه، لتنشب معارك شرسة دافع فيها الجنود الملغاشيون والسنغاليون عن الجزيرة قبل أن تستسلم في نوفمبر. وسجل الملازم سابورو أكيدا وزميله ماسامي تاكيموتو اسمَيهما كأول جنود يابانيين تطأ أقدامهم الأراضي الإفريقية.

في نوفمبر 1942، انضمت الولايات المتحدة إلى معركة إفريقيا بإنزالها العسكري في المغرب والجزائر. ومع حلول مايو 1943، انتهت الحرب في شمال القارة بهزيمة القوات الألمانية والإيطالية. وعلى امتداد سنوات الحرب، كانت السواحل الإفريقية مسرحًا لمعارك بحرية عنيفة في المحيط الأطلسي والهندي والبحر المتوسط.

انتصار الحلفاء أجهض أحلام برلين وروما وطوكيو بالسيطرة على إفريقيا، لكن نتائجه كانت أعمق من مجرد هزيمة عسكرية. فقد خرجت بريطانيا وفرنسا من الحرب منهكتين اقتصاديًا وأخلاقيًا، غير قادرتين على الحفاظ على قبضتهما الاستعمارية. ومن رحم هذا الضعف، بدأت الشعوب الإفريقية ترفع راية التحرر، لتدشن مسيرة الاستقلال التي ستغير وجه القارة إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى