هل أصبحت النهضة معزولة …..؟

النهضة بدات تخسر كل معاركها تباعا فبعد ان فقدت بوصفها الحزب الفائز حق اختيار رئيس الحكومة بعد سقوط مرشحها الجملي خسرت معركتها مع الياس الفخفاخ حيث سحبت منه الثقة بصفة متاخرة جدا وتخوض هذا الاسبوع معركة وجود بمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه وذلك بالمحافظة على راشد الغنوشي على راس مجلس نواب وهذا ليس بالامر الهين خاصة وان قلب تونس حليفها الاستراتيجي قد يتخلى عن الغنوشي في لحظات الاخيرة ويبقى صفقة في الوقت بدل الضائع ويبقى السؤال الاهم هل اصبحت النهضة معزولة واصبحت خياراتها محددة اما بالتحالف مع قلب تونس الموصوم بالفساد او ائتلاف الكرامة الموصوم بالتشدد الديني ؟ هذا ماعبر عنه الاستاذ عبد الواحد اليحياوي في تدوينة له هذا نصها:
“أكثر الأحزاب صراخا وحزنا منذ البارحة على النظام السياسي المغدور به هي حركة النهضة وكأن قيس سعيد تدخل بقوة الدبابات ومنعها حقها تشكيل حكومة بعد فوزها بالانتخابات التشريعية..
بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية منحت حركة النهضة حقها في تشكيل حكومة على أن تبحث لها عن حلفاء لتبلغ نصاب ال109نائبا كما يشترط ذلك الدستور..خاصة وأنها فازت ب 52 نائبا فقط..
كانت تعرف منذ البداية أن التيار الديمقراطي وحركة الشعب لا يمكن أن يشاركاها الحكومة وان ذلك يحتاج ربما إلى بناء ثقة تحتاج إلى زمن أطول من الزمن السياسي الممنوح انا آنذاك..
كانت امام خيارين..اما اختيار شخصية تتمتع بمقبولية وقادرة على تكوين حكومة كفاءات تدعمها احزاب في انتظار توفر شروط حكومة حزبية أو الحكم مع قلب تونس والكرامة خاصة وأن هذه الكتل البرلمانية صعدت رئيس البرلمان ونائبته .
عندما كنا نقول له احكموا مع قلب تونس تماشيا مع خيارات التونسيين اعتبروا ذلك مؤامرة تهدف إلى احراج الحركة امام ناخبيها مع أنها تعرف أن لا شىء يحرجها امامهم فنصوص التبرير جاهزة لكل الانحرافات
رفضت حركة النهضة بشدة الحكم مع قلب تونس وقالت إنها مستعدة إلى العودة إلى انتخابات جديدة على أن تكون حكومة مع قلب تونس..
ادى ذلك إلى سقوط حكومة الجملي وانتقال خيوط اللعبة الى قيس سعيد وهو الذي استغل ذلك لوضع يده على السلطة التنفيذية وقرر أن يكون لاعبا سياسيا بعكس الدستور الذي يجعله محايدا وفوق الأحزاب..
ما حدث بعد ذلك أصبح ضربا من الخيال حيث صارت مشاركة النهضة في حكومة الفخفاخ ثم البقاء فيها رهين تشريك قلب تونس..
أسقطت حركة النهضة حكومة الفخفاخ ويعرف الجميع منذ تكوينها أن أغلبية برلمانية تتربص بها وأن الخطة تقتضي استقالة رئيس الحكومة عند الضرورة لإرجاع المبادرة إلى الرئيس وهو ما حدث مع تغير في المزاج السياسي له حيث صار يعتبر حركة النهضة خصما سياسيا له بل وخطرا على البلاد بعد أن كان لا يمانع في تشريكها في الحكم ويرفض بشدة مشاركة قلب تونس..
نحن اليوم امام انحراف دستوري وهي ليست أول مرة فقد عشنا ذلك مع الباجي قائد السبسي ولا أرى أن هناك خوفا من أن يتحول إلى انحراف بنيوي مؤسساتي لان قيس سعيد يفتقد الآليات للقيام بذلك..
ربما كانت جميع الأحزاب مسؤولة عما وصل إليه الأمر اليوم ولكن حركة النهضة لحجمها ولتردد قرارها السياسي هي المسؤول الأول عنه..
خلال أشهر فقدت علاقة طبيعية مع الرئيس وزاد منسوب عدم الثقة مع احزاب كان يمكن أن تكون العلاقة معها طبيعية أيضا وأصبحت محاصرة معزولة إلا من علاقة مع قلب تونس الموصوم بالفساد وائتلاف الكرامة الموصوم بالتشدد السياسي.
هاجر وأسماء