فن و ثقافة

محمد قناوي يكتب: قضايا هامة تطرحها الأفلام العربية بمهرجان الجونة السينمائي

تشهد مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته السادسة التي تنطلق الجمعة القادمة، مشاركة 8 أفلام عربية من مصر وتونس والجزائر والمغرب والعراق والسودان ولبنان، يتناول كل كل فيلم منهم قضية هامة حول الأوضاع الراهنة للبلد القادم منها ، وما تميزت به هذه الأفلام هو تفرد الفكرة وجرأتها، وبساطة تناولها، وهذا يجعل المنافسة شرسة بيهما، علي جائزة أفضل فيلم عربي روائي في المهرجان والتي تبلغ قيمتها 10 ألاف دولار وجائزة أفضل فيلم عربي، وثائقي في المهرجان والتي تبلغ قيمتها أيضا  10 ألاف دولار ايضا بالاضافة إلي منافستها علي جوائز مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة، والتي يبلغ إجمالي جوائزهما 96 ألف دولار أمريكي ومشاركة هذا العدد من الافلام العربية في هذه الدورة يعبر عن ان السينما العربية بخير وتشهد تطورا ملحوظا

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يشارك من مصر فيلم “آل شنب” الروائي، للمخرجة المصرية آيتن أمين، في مسابقة الافلام الروائية الطويلة وهو يشهد عودة ليلي علوي للمنافسة علي جوائز المهرجانات بعد غياب سنوات، ويشاركها البطولة”سوسن بدر ولبلبة”، ويعرض الفيلم في الجونة للمرة الأولي عالميا، وتدورأحداثه حول”ليلى”،إمرأة ثلاثينية تعاني من تحكّم والدتها في حياتها..  فجأة، يموت أحد أفراد العائلة، ما يُجبر ليلى ووالدتها على الذهاب إلى الإسكندرية لتقديم واجب العزاء خلال أيام الحداد الثلاثة وفي وجود العائلة الكبيرة التي تتكوّن من أربع عمّات وأولادهن وأحفادهن، تحدث الكثير من المفارقات المضحكة والمبكية.

ومن المغرب يشارك فيلم”أرض الطيور” للمخرجة ليلى كيلاني، الذي شارك في مهرجانات عالمية عدة، منها مهرجان روتردام. وتدور أحداثه حول إحدى العائلات التي تمتلك أرضا شاسعة مشتركة في تل”المنصورية” بطنجة، والتي تجتمع من أجل بيعها لإحدى المطورين العقاريين، لتفاجأ العائلة بأن صفقة البيع معقدة للغاية وعكس ما كانوا يتوقعون.

ومن العراق، يشارك فيلم “سعادة عابرة” من إخراج سينا محمد. تدور أحداث الفيلم في قرية نائية، يتغيّر روتين زوجين مسنّين عندما تمرض الزوجة، ويقوم زوجها، الذي عادةً ما ينقل الأغنام على دراجته النارية، بنقلها إلى المستشفى للمرّة الأولى. كلماته غير المتوقعة، “عانقيني”، تجلب لها فرحة هائلة، مما يؤدي إلى تطور يبعث على الدفء في رحلتهما.

تعود السينما السودانية أيضاً إلى الواجهة في مهرجان الجونة، حيث يكون جمهور المهرجان على موعد مع فيلم “وداعاً جوليا” للمخرج محمد كردفاني،  في عمله الأول ،والذي يروي قصة منى، مغنية معتزلة تعيش في شمال السودان، تخوض زواجاً يشوبه التوتر، وتعاني من الشعور بالذنب بعد تستّرها على جريمة قتل. لذا تحاول إصلاح الموقف عبر إيواء جوليا أرملة القتيل الجنوبي، وابنهما دانييل في منزلها.

ومن تونس يشارك الفيلم الوثائقي”ماشطات”من إخراج سونيا بن سلامة، حيث تمتهن فاطمة وابنتاها نجاح ووفاء مهنة “الماشطات” وهن العازفات في حفلات الزفاف التقليدية وفي حياتهن الواقعية، تحاول نجاح أن تتزوج مرّة أخرى بعد طلاقها، في حين ترغب أختها وفاء في الحصول على الطلاق من زوجها المُعنِّف.. الفيلم إنتاج لبناني- تونسي- فرنسي مشترك، وطوّر الفيلم بمبادرة من الجهات التالية: مبادرة قُمرة، سوق رؤى الواقع، أسيد “مهرجان كان”، مهرجان لاروشيل “فيما”

وتشارك الجزائر بالفيلم الوثائقي”زينات، والجزائر، والسعادة “في عرضه العالمي الأول وفي هذا الفيلم الوثائقي يحكي محمد الأطرش مسار المناضل والمخرج والممثل محمد زينات من خلال اقتفاء أثر فيلمه الوحيد”تحيا يا ديدو الذي اخرجه عام 1971،  في تكريم لهذا المثقف الكبير الذي ارتبط اسمه بهذا العمل الأيقوني الذي يمكن اعتباره المرآة العاكسة لشخصيته الفنية، ومحمد زينات فهو الممثل الوحيد الذي جسد دور العربي في الأفلام الفرنسية خلال فترة السبعينيات لصالح صنّاع أفلام مثل كلود ليلوش وإيف بواسيه وفي فيلمه”تحيا يا ديدو” يخترع عالم جديد في السينما ويظهر الشعب الجزائري كما لم يُرى من قبل.

ومن لبنان الفيلم الوثائقي “ق “اخراج جود شهاب والذي شارك في مهرجان ترايبيكا السينمائي الأخير والفيلم يلتقط التأثير الخفي لتنظيم ديني سري للنساء في لبنان على ثلاثة أجيال من سيدات عائلة شهاب، ويضع الفيلم تساؤلًا حول أين يمكننا أن نرسم الحد الفاصل بين الحب والتفاني؟ تصوير حميمي ومؤلم لرحلة للبحث عن الحب والتقبل بأي ثمن.

وفي قسم الاختيار الرسمي بعيدا عن المسابقة الرسمية، نجد الفيلم المصري الفرنسي”المعزة” في عرضه العالمي الأول اخراج إيلاريا بوريللي، بطولة جون سافاج، ميرا سورفينو، عمرو سعد، سيد رجب، جيسيكا حسام، مايا طلام، عارفة عبد الرسول وظهور خاص لنجوم منهم نيللي كريم وفتحي عبد الوهاب وهشام عاشور، وتدورأحداث الفيلم حول فتاة صغيرة تقع فريسة لأطماع إحدى الشركات الغربية التي تسعى للسيطرة على المصدر الوحيد للمياه في قريتها، تهرب هادية الى الصحراء بصحبة معزتها بحثا عن والدها وتتعرض للكثير من المخاطر وتقف الفتاة ومعزتها المفضلة وسط العادات القبلية القاسية والحقد والجشع العالمي. هل يمكنهما البقاء على قيد الحياة في عالم وحشي من العنف والموت؟ حياة ظالمة حقيقية وقاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى