فن و ثقافة

محمد قناوي يكتب: السينما السعودية في “البحر الأحمر” تجارب ابداعية تحاكي التطور الثقافي

تظل السينما من أكثر الفنون تأثيراً في المجتمع الحديث، وجزءًا رئيساً من المشهد الثقافي المجتمعي، انطلاقاً من دورها المهم في إعادة تشكيل ثقافة المجتمع، وفكره؛ لتصبح بذلك من أقصر الطرق وصولاً وتأثيراً لعقل الجمهور وتفكيرهم ووجدانهم، وقد شهد قطاع السينما الوليد في المملكة العربية السعوية مؤخراً، قفزات نوعيّة وتقدماً كبيراً، وذلك نتاج للجهود المتواصلة التي تقدمها المملكة لتعزيز صناعة السينما، كونها أحد القطاعات الثقافية الأسرع نمواً وعنصراً مهماً في صناعة الترفيه وتتجسد هذه الجهود المبذولة في قطاع السينما، عبر أعمال وإسهامات تحاكي التطور الثقافي والحضاري؛ من خلال إقامة مهرجانات سينمائية محلية ودولية منها”مهرجان البحرالأحمر”، ومهرجان أفلام السعودية”، لتصبح بهذا مركزاً للإبداع والتميز، وبيئةً جاذبة تستقطب المخرجين والممثلين والفنانين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، وتوفر فرصاً استثمارية من خلال الدعم المالي للمشاريع السينمائية المحلية الذي يقدمه الصندوق الثقافي ، وحرصت المملكة العربية السعوية على دعم صناعة الأفلام، وأسست العديد من الجهات الداعمة، من بينها “هيئة الأفلام” التي تهدف إلى بناء وتنمية قطاع أفلام سعودي إبداعي وتعزيز قدراته على مستوى الأسواق المحلية والدولية، كما تعمل على تشجيع الكوادر الوطنية في قطاع الأفلام ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، ومؤسسة البحر الأحمر السينمائي التي ينطلق منها صندوق البحر الاحمر الذي أخذ علي عاتقه عم الكثير من صُناع الأفلام السعوديين الذين بدأت تجاربهم الابداعية في الظهور علي المشهد المهرجاني لتحتل مساحة ليست بالقليلة في جدول عروض المهرجانات ليست المحلية فقط مثل”مهرجان البحر الأحمر السينما” أو مهرجان أفلام السعودية” بل تجازت ذلك بالحضور البارز في مهرجانات دولية كبري مثل كان تورونتو والذي شهد مشاركة ثلاثة أفلام للمرّة الأولى، وذلك ضمن قسم برنامج “اكتشاف” الذي يهتم بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين المتميزين حول العالم. الأفلام المشاركة هي “مندوب الليل” للمخرج علي الكلثمي، و”هجان” للمخرج أبو بكر شوقي، و”ناقة” للمخرج مشعل الجاسر،وتركت أصداء ايجابية في أوساط هذه  المهرجانات ، والأفلام الثلاثة يتم الاحتفاء بهما وعرضها ضمن مسابقات مهرجان البحر الأحمر الثالث هذا العام إلي جانب فيلمين أخرين هما”نوره”و “أحلام العصر”

الفيلم الأول هو “مندوب الليل يشارك في المسابقة الرئيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي وهومن كتابة وإخراج علي الكلثمي،في تجربته السينمائية الأولى ومن بطولة محمد الدوخي ، محمد القرعاوي ، محمد الطويان وهاجر الشمري وتدور أحداث فيلمه حول فهد الشاب الثلاثيني الذي يتجول كل ليلة في شوارع الرياض يقوم بتوصيل الطلبات. الفيلم من إنتاج ستوديو تلفاز 11، وبدعم من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي ، ويعرض في صالات السينما السعودية بدءا من ١٤ ديسمبر ، ويتمحور الفيلم حول شخصية فهد القضعاني – محمد الدوخي- ، وهو شاب ثلاثيني يفقد وظيفته الأساسية في مركز خدمة العملاء، وبعد فشل محاولات مديره وصديقه أبوسعود لإعادته، على الرغم من أدائه الضعيف وأخطائه الجسيمة، يجد نفسه متورطا في قضية جنائية، بجانب مسؤولياته تجاه والده المريض، فيستأنف العمل في وظيفة مندوب توصيل سعيا لكسب لقمة العيش، فيجوب شوارع الرياض المزدحمة وحيدا تائها لا يراه أحد ولا يدري بوجوده أحد. إنه حالة موجودة في مجتمعنا نراها لكننا قد لا ندرك وجودها”.

والفيلم الثاني”هجان”وهو من بطولة الفنان عبد المحسن النمر، وكتابة مفرج المجفل وعمر شامة، ومن إخراج المخرج المصري المتميز أبو بكر شوقي والفيلم من إنتاج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”وشهد الفيلم عرضه العالمي الأول في الدورة 48 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ويتمحورالفيلم حول قصص بدو الصحراء، حيث الحكايات المتوارثة عن أجداد يسابقون الريح ويتسابقون بالجمال السريعة. “هجان” استعادة خيالية لما كان واقعا في تاريخ حكايات البدو التي حوّلتها الذاكرة إلى سير للحكايات الشعبية والفولكلور، فيعيد الفيلم إنتاجها بوجه هو مزيج من فولكلور عربي مركب من حكايات عالم سباق الهجن ، وتدور أحداث الفيلم حول قصة الصبي مطر الشغوف بالإبل، والذي يواجه صراعًا داخليًّا عندما يجد في نفسه ميل نحو سباقات الهجن.

أما الفيلم الثالث فهو فيلم الإثارة والتشويق “ناقة” للمخرج السعودي مشعل الجاسر، والذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي قسم عروض منتصف الليل وحقق وقت عرضه نجاحا كبيرًا وإشادات عالية من النقاد الفيلم من بطولة الفنانة السعودية أضواء بدر، والفنان السعودي يزيد المجيول، ومن إنتاج المعتز الجفري، ويشارك في إنتاجه نتفليكس وستوديو تلفاز 11 ويروي الفيلم قصة “سارة” شابة تضل طريقها في الصحراء أثناء العودة إلى منزلها قبل فترة حظر التجول، وتخشى من عقاب والدها الصارم فبعد أن يوصلها والدها إلى السّوق، تتسلّل “سارة” بهدوء في موعد على أمل العودة بسلاسة قبل حظر التّجول الخاصّ بها  الذي فرضه الاب ولكن ما بدأ كرحلة هادئة بالسّيّارة في الصّحراء سرعان ما تحوّل إلى مغامرة غامضة تتضمّن حفلة سرّيّة وسيّارة معطّلة وجملًا انتقاميًّا وباعتمادها الذّكاء والمثابرة، عليها الهروب من سلسلة مواقف غريبة، والالتقاء بوالدها قبل أن تحينَ السّاعة العاشرة مساءً

والفيلم الرابع “نوره” للمخرج السعودي توفيق الزايدي، وهو أول فيلم يتم تصويره بالكامل في قرية صغيرة تابعة لمدينة العلا الأثرية  في تسعينيات القرن الماضي وتدور أحداث الفيلم حول نادر، – يقد مه الفنان يعقوب الفرحان- الفنان الذي تخلى عن الرسم وانتقل لتعليم أطفال قرية في غرب السعودية، و”نوره” –  تلعب شخصيتها الفنانة ماريا بحراوي-  الشابة التي تعيش مع شقيقها الصغير بعد وفاة والدهما في حادث سير حيث تقضي نورة معظم وقتها بعيداً عن عالم القرية، يجب عليها الآن أن تخرج من عالمها لتحقق ما تريده بعدما تكتشف أن نادر ليس فقط مدرس جديد في القرية، الفيلم من بطولة النجم السعودي يعقوب الفرحان وماريا بحراوي كما يشهد مشاركة الفنان السعودي الكبير عبدالله السدحان في أول مشاركة سينمائية له

 

واخيرا فيلم “أحلام العصر” الذي تدور قصته حول “عبد الصمد” نجم كرة قدم معتزل، سيء السمعة ومظلوم إعلامياً، يتعاون مع ابنته “أحلام” في فرصة للإنتقام من جميع من ظلمه من بوابة شهرة مواقع التواصل الإجتماعي، ويجدان فرصة سانحة للعمل مع “آلاء” و”حكيم” أشهر وكلاء أعمال للمشاهير في المنطقة. سويةً يعملون على تسويق أضخم المشاريع العقارية التي تزيد من أطماعهم، ومع مرور الأحداث تنكشف المزيد من الحقائق المخفية، وكلما غاص عبدالصمد وأحلام في حلم الشهرة والنجومية كلما زاد حجم تورطهما والفيلم من إخراج الأخوين قدس “فارس وصهيب”، وبطولة الفنانين: نجم، وحكيم جمعة، وفاطمة البنوي، وإسماعيل الحسن، ونور الحضراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى