مقالات

فتح تاريخ جديد لعلاقات الصداقة والتعاون بين كوريا والجزائر

STP LA TUNISIENNE DE PUBLICITÉ

كوريا الاشتراكية بعيدة جغرافيا عن الجزائر التي تقع في شمال أفريقيا على المتوسط، إلا
أن علاقات الصداقة والتعاون التقليدية بينهما لا تني تتطور يوما بعد يوم.

أول رئيس دولة أجنبية نال لقب البطل الكوري

في مارس عام 1974 قبل 49 عاما من الآن، زار السيد هواري بومدين الذي كان رئيس
مجلس الثورة الجزائرية ورئيس الوزراء للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في ذلك
الحين ومرافقوه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الدولة الاشتراكية التي تأخذ بأسباب
السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
آنذاك، اتصل الرئيس كيم إيل سونغ هاتفيا بأحد الكوادر في الجهة المختصة ليخبره
برأيه في منح الأوسمة لرئيس مجلس الثورة الجزائرية هواري بومدين ووزير الخارجية عبد
العزيز بوتفليقة وغيرهما ممن اشتركوا في نضال التحرير الوطني الجزائري مع الرئيس
هواري بومدين وحققوا المآثر في بناء الدولة، مشيرا بالتفصيل إلى أننا يجب أن نوضح في
المرسوم أن الرئيس هواري بومدين اجترح المآثر لقتاله ببطولة في حرب التحرير الوطني
ضد الإمبريالية الفرنسية ونقر بأن الانتصار في حرب التحرير الوطني الجزائري ليس
انتصارا كبيرا للشعب الجزائري فحسب، بل يغدو انتصارا لجميع أبناء الشعب الكوري وسائر
الشعوب المضطهدة.
أثناء توجيه أعمال اجتماع اللجنة السياسية للجنة المركزية لحزب العمل الكوري في اليوم
التالي، اقترح على حضوره بحث الموضوع الخاص بمنح لقب البطل لجمهورية كوريا
الديمقراطية الشعبية للرئيس هواري بومدين، قائلا إنه لم يسبق لبلادنا حتى الآن منح لقب
البطل لرؤساء البلدان الأجنبية وإنه لمسألة جدية أن نمنح لقب البطل لرئيس الدولة الأخرى
ولكني أود أن أمنح لقب البطل لجمهوريتنا للرئيس هواري بومدين الذي قاد نضال التحرير
الوطني الجزائري، لأنه مناضل معاد للإمبريالية حقق التحرير الوطني الجزائري بقتاله

2
بصمود طوال 8 أعوام ضد الإمبرياليين.
في مساء ذلك اليوم، أكد على ضرورة منح لقب البطل لجمهورية كوريا الديمقراطية
الشعبية وميدالية النجمة الذهبية ووسام العلم الوطني بالدرجة الأولى للرئيس هواري بومدين
والأوسمة الأخرى لمرافقيه في قاعة مانسوداي للاجتماعات.
في حفل منح الأوسمة، قال الرئيس هواري بومدين متأثرا وهو يتطلع إلى ميدالية النجمة
الذهبية التي قلده إياها الرئيس كيم إيل سونغ إنه ليس أمرا سهلا أن ينال المرء لقب البطل في
البلد البطولي فلم يتصور أن يناله هكذا من سيادة الرئيس، قبل أن يتقدم له بالشكر والتحيات.
كما دعاه الرئيس هواري بومدين بكل احترام إلى أن يقوم بزيارة رسمية للجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

من أجل توسيع وتطوير علاقات الصداقة والتعاون

في أواخر ماي عام 1975، زار الرئيس كيم إيل سونغ الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية لتوسيع وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين بلدي كوريا والجزائر،
وتوثيق عرى الصداقة والتضامن بين شعبي البلدين وترقيتها إلى مرحلة جديدة أعلى.
ترحيبا بزيارته، انطلق أكثر من 600 ألف شخص من الجماهير إلى المطار والطريق
الممتد إلى 16 كيلومترا وهذا ما كان مراسم الترحيب الحاشد التي شهدتها الجزائر لأول مرة
على ما يقال.
في فترة زيارته، أجرى الرئيس كيم إيل سونغ عددا من المفاوضات المغلقة والأحاديث
مع نظيره الجزائري وقام بالنشاطات الخارجية الغيورة بحضور المهرجان الجماهيري
والمراسم التي أقيمت ترحيبا به وغيرها.
حين توجه إلى جامعة الجزائر، تحدث عن فكرة زوتشيه وصحتها وحيويتها وانتصارات
الشعب الكوري في عملية الثورة والبناء، وبشكل خاص، شرح بالتفصيل عن خبرات كوريا
القيمة في معالجة قضية تأهيل الكوادر الوطنيين بقوتها الذاتية، على الرغم من أنها كانت تحت
وطأة الحكم الاستعماري الطويل للإمبرياليين الأجانب، شأنها في ذلك شأن الجزائر.
في المهرجان الجماهيري الذي أقيم ترحيبا بوفد الحزب والحكومة الكوري بمشاركة 15

ألف شخص من سكان الجزائر العاصمة، قدر تقديرا عاليا منجزات الشعب الجزائري في بناء
المجتمع الجديد، وأشار إلى السبل الصائبة لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي في قارة
أفريقيا التي تكون على وشك التحرر الكامل وخبرات الثورة الكورية المتعلقة بها.
كما زار مجمع السيارات والقرية الريفية موزاية وجامعة الجزائر وكلية الوقود
والصناعة الكيميائية وغيرها من مختلف الأماكن.
عندما عرج على إحدى المزارع التي في أوج بنائها، اطلع على سير بناء القرية الريفية
وقال إن تشييدها على هذا النحو يتيح للريف أن يصبح أصلح للعيش من المدينة وسيزيل
الفوارق ما بين المدن والريف، لافتا إلى أن خط بناء الريف الذي تنتهجه حكومة هذا البلد خط
صحيح للغاية.
أثناء تفقد تعاونية الخدمات الزراعية في المنطقة الريفية موزاية، استفسر بجدية عن حالة
أعمال التعاونية وأثنى على الرئيس الجزائري المرافق له أكثر من مرة وهو يقول إنه طرح
أفضل سياسة، مضيفا أن هذه التعاونية تؤدي دورا جامعا متعدد الوظائف باعتبارها تعاونية
استهلاكية وتعاونية ائتمانية ومؤسسة مشتريات ومحطة حراثة بالأجرة.
خلال زيارته، منح له لقب الدكتور الفخري من جامعة الجزائر ومواطنية الشرف من
الجزائر العاصمة.
أضفت زيارة الرئيس كيم إيل سونغ للجزائر تشجيعا وإلهاما كبيرا للشعب الجزائري
الذي يرغب في بناء الدولة المستقلة ذات السيادة وسائر شعوب البلدان التي تناضل من أجل
وضع حد للحكم الاستعماري الإمبريالي وتحقيق السيادة الوطنية وهبت منتصبة للنضال ضد
الإمبريالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى