أخبار العالم العربيالأخبارالرئيسيةمقالات

على رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني . هذه شروط ترامب لاستقبال الشرع وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاء .

 

بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم

 

كما كان متوقعا ومسطرا له من قبل ، فقد استقبل ترامب الرئيس السوري بقلب البيت الأبيض ، وتم رفع إسم أحمد الشرع من قوائم الإرهاب وفق اتفاق يقدم من خلاله الاخير عدة تنازلات .

وقد كان اللقاء مليئا بالألغام ، لكون إسرائيل لن تقبل بوقوف سوريا على رجليها من جديد ، وليس من صالحها ان تتقوى هذه الدولة التي مرت من سنوات عجاف مؤخرا .

لتغطي الشمس بالغربال ، جاء في بلاغ الرئاسة السورية أن الشرع بحث مع ترامب سبل تعزيز العلاقات مع أمريكا والقضايا الإقليمية ، وهذا حق اريد به باطل .

لكن زيارة الشرع من ورائها ما وراءها ، وهي زيارة اقل ما فيها اشتراط ترامب انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام ، وهو الاتفاق الذى يتبلور حاليا من خلال المفاوضات الجارية بين الطرفين برعاية تركية.

فضلا عن الالتحاق بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن الممكن أن يتم الإعلان عن ذلك رسميا في اجتماع البيت الأبيض .

وتشترط امريكا كذلك على الشرع شروطا لا حصر لها ، وفي مقدمتها ضمان أمن إسرائيل ، وقطع العلاقات مع إيران ، وتدمير أي مخزونات متبقية من الأسلحة الكيميائية الخاصة بالجيش السوري، وضمان عدم منح أجانب مناصب قيادية في الحكم والبحث عن أمريكيين مفقودين في سوريا، ومكافحة الإرهاب، وضمان حقوق الدروز .

و تاتي الزيارة في لحظة مفصلية تعيش من خلالها المنطقة على إيقاع تحولات جذرية منذ انهيار نظام الديكتاتور الأسد، في الوقت الذي تسعى امريكا لإعادة صياغة علاقتها مع سوريا في نسختها الجديدة .

وتعد هذه اول زيارة يقوم بها الرئيس السوري الجديد إلى البيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء جمعه بترامب في السعودية، وبعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن القيادي السابق بتنظيم تابع للقاعدة لم يعد “إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص”.

جدير بالذكر انه سبق لامريكا ان سلمت سوريا قائمة شروط تطالبها بتنفيذها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات. وأعلنت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة هذه الشروط علنا ومنذ شهور .

ولمعرفة السر وراء موافقة امريكا على حذف اسم الشرع من قوائم الإرهاب ، بل وقبول إسمه كاول رئيس سوري يتم استقباله في البيت الأبيض ، فامريكا لا تقدم شيئا بالمجان .

هذا ، لأن سوريا تعد بالنسبة لأمريكا بمثابة جائزة استراتيجية ومخاطرة كبيرة، مع انزلاق لبنان المجاور إلى حالة من عدم الاستقرار، وبقاء العراق أرضا خصبة للميليشيات الموالية لإيران .

ورغم هذه الزيارة ، فإن العقوبات الأشد صرامة والمفروضة على دمشق ما تزال سارية المفعول، ولا يمكن رفعها بالكامل دون موافقة الكونغرس. ويتمثل الهدف المباشر للشرع في واشنطن في الضغط من أجل رفعها، مع حث ترامب على الضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على سوريا وسحب قواتها من جنوب البلاد .

لكن هذه المطالب تبقى بعيدة المنال ، على الأقل في الوقت الحالي ، حتى تحتفظ امريكا باوراق ضغط اخرى ، وتبقى لها السلطة الكاملة للي ذراع النظام السوري وقتما شاءت .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى