إقتصاد عالمي

على الئحة العقوبات..!!

حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

أمريكا عندها “الئحة عقوبات” واالتحاد األوروبي عندها “الئحة عقوبات” ودول كثيرة أيضا تضيف
أفراد وكيانات إلى “الئحة عقوبات” خاصة بها ، وما يقصد بهاتين الكلمتين أنها سوف تعاقبهم
بطريقتها الخاصة .
صدقا سمعت هاتين الكلمتين “الئحة العقوبات” وأنا طفل صغير بحق رأس النظام في العراق بداية
الثمانينات ، وكان النظام العراقي في حينها عبر وسائل إعالمه يستهزا كثيرا بها ويبث األغاني عن
“صدام حسين” ليل نهار ،أم الشعب فكان يعيش حصارا خانقا و وضعه مزري للغاية، و أستمر هذا
األمر لمدة تزيد عن ثالثة عقود من الزمن حتى تم احتالل العراق ودخل هذا البلد المسكين مرحلة
مؤلمة جديدة فوق معاناته السابقة.
بعدها سمعت هاتين الكلمتين بحق نظامين عربيين وهما النظام الليبي بقيادة “معمر القذافي” والنظام
السوداني بقيادة “عمر البشير”، حيث كان “معمر القذافي ” يعيش في عالمه الخاص ولم تطاله أي
عقوبات، وأنا منذ وقت طويل قراءة “الكتاب األخضر ” حينما صدر متوقعا أنني سوف أحصل على
معلومة مفيدة منه ،أما قصصه التي كان يكتبها مثل “األرض األرض ” و” انتحار رائد الفضاء”
فكانت تدعو للضحك المتواصل في كل سطر موجود فيها ، وكنت مدرك أن هذا الرجل يعاني وبشدة
من “جنون العظمة” ولهذا كانت نهايته غريبة مثل حياته.
أما “عمر البشير” فلقد كان يفتعل المشاكل بين مكونات شعبه وعمل مجازر كان هو وراءها وكانت
دول كثيرة تقول أنه سوف يدفع الثمن غاليا ، مما أدى بالنهاية إلى زراعة الفتنة وأدى ذلك إلى أن
تنقسم السودان إلى أثنين لألسف الشديد ،وباتت هناك دولتين وهما “السودان ” و”جنوب السودان”.
اآلن أكثر دولة عليها “الئحة عقوبات” من الصغير قبل الكبير هي” إيران ” في يومنا هذا ، و”
إيران” بأعتراف عقالء السياسية العب مهم جدا ال أقول إقليميا بل عالميا ، و”الئحة العقوبات” باتت

بالنسبة لي مجرد “حبر على ورق” و “ضحك على الذقون” والغاية منها ادعاء القوة على الخصم
القوي المتفرد بقراراته .
أما الدولة الثانية الموضوعة على “الئحة العقوبات” منذ تأسيسها فهي ” كوريا الشمالية” ، وهذه
الدولة عبقرية في “لغة التهديد” و زعيمها “كيم” أشد صالبة من “الفوالذ” ، ودائما عبر إعالمها
تهدد وتتوعد بأنه مستعدة أن تحرق األخضر واليابس بأشارة من الزعيم “كيم” ،و الرئيس األمريكي
السابق “دونالد ترامب” دعا لفتح صفحة جديدة مع هذه الدولة وزعيمها وهذا ما حدث ، ألنه أدرك
أن العقوبات ال فائدة تذكر منها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى