عرض عالمي أول للفيلم الجزائريالعايلة” في مهرجان القاهرة السينمائي

محمد قناوي – القاهرة
بعد مشاركته قبل سنوات بفيلمه مدام كوراج في المسابقة الدولية، يعود المخرج الجزائري صاحب التاريخ
الكبير مرزاق علواش هذا العام لمهرجان القاهرة عبر مسابقة افاق السينما العربية، ويقدم فيلمه الجديد
العايلة للمرة الأولى عالميا.
مرزاق علواش صاحب مشوار طويل في السينما الجزائرية، وقد شاركت أفلامه في كبرى المهرجانات
السينمائية حول العالم، وهو صاحب أفلام عمر قتلاتو، والتائب، كما له تجارب في السينما التسجيلية.
فيلم “العايلة” لـ مرزاق علواش، وإنتاج الجزائر لعام 2022، وتدور أحداثه حينما كان الحراك الشعبي
الجزائري على أشده، يحاول وزير فاسد سابق مغادرة البلاد برفقة عائلته، ولكن الخلافات تشتعل بين أفراد
الأسرة يبدأ عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 95 دقيقة، في الساعة الـ 4:15 بالمسرح الصغير.
مرزاق علواش من مواليد 6 أكتوبر 1944 بالجزائر، اتم دراسته السينمائية في المؤسسة الوطنية للسينما
في الجزائر قبل أن يغادر إلى باريس لخوض دورة تدريبية في السينما سنة 1967، كان من المتوقع أن
يمكث بها ثلاثة أشهر وفقا للمنحة التي حصل عليها لكنه بقي خمس سنوات كاملة في باريس.
عندما عاد مرزاق علواش إلى بلاده سنة 1973 كانت الجزائر تعيش على وقع الثورة الزراعية، عندما
أعلن الرئيس بومدين عن تأميم الأراضي، في هذا الجو التحق علواش بوزارة الثقافة وشارك في الجولات
السينمائية التي كانت تنظم في القرى والمداشر بهدف الترويج للثورة الزراعية. في هذه الفترة قدم مرزاق
علواش أول أفلامه “عمر قتلاتو الرجلة” ثم أتبعه بفيلم “مغامرات بطل” الذي تحدث فيه عن “الرومانطيقية
الثورية” والفلاحية.
بعد رحيل الرئيس هواري بومدين، أخرج علواش فيلمه الثالث “الرجل الذي كان ينظر إلى النوافذ” لكن
الفيلم لم ينجح وهاجمته الصحافة في تلك الفترة التي وصفت العمل بتبذير أموال الدولة بعد هذا الفيلم شعر
فجأة بالرغبة في الرحيل فعاد إلى باريس وبقي دائم الترحال بين الضفتين وعبر هذا الترحال ومنه يستمد
مواضيع أفلامه وطريقة معالجته للواقع الجزائري.
لدي مرزاق علواش القدرة الاستباقية للاحداث ففي فيلمه “باب الواد سيتي” الذي كتب قبل بداية الأحداث
الدموية في الجزائر، وهو العمل الذي تناول إرهاصات ظهور التطرف في البلاد وعندما انطلق التصوير
انفجرت الجزائر.
بقي هذا الأسلوب لصيقا بعلواش على مدار أربعين عاما من أفلام رومانسية الثورة الزراعية إلى أفلام
الإرهاب والعلاقة بين الضفتين. ففي سنة 2001 قدم علواش فيلم “العالم الآخر” الذي يصوّر جزءا من
التطرف الديني الذي مرّ من الجزائر وانتظر بعدها 11 عاما ليقدم فيلم “التائب” الذي دخل مسابقة
“لاكنزان” في مهرجان “كان” وحاز عدة جوائز منها في القاهرة ودبي وقرطاج.
قدم علواش أزيد من 22 فيلما، آمن فيها بنفسه وبالشباب الجزائري فهو غير مهتم بالنجوم عادة حيث
استعان في فيلم “مدام كوراج” بشاب بسيط يقف أمام الكاميرا ومنحه دور البطولة.
وتستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44 حتى يوم 22 نوفمبر الجاري.