طه حسين: الكفيف الذي أضاء دروب الأدب العربي وألهم الأجيال

كتبت: آية رضا
طه حسين، الاسم الذي يلمع في سماء الأدب العربي، تجاوز إعاقته البصرية وتحدى المجتمع ليصبح “عميد الأدب العربي” ورمزًا للإبداع الفكري والإنساني. كيف تمكن هذا الرجل من ترك بصمة خالدة في الأدب والفكر العربي رغم التحديات الجسيمة؟
ولد طه حسين عام 1889 في قرية الكيلو بمركز مغاغة بمحافظة المنيا. فقد بصره في طفولته بسبب مرض، لكن إرادته القوية قادته إلى حفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، مما شكّل أساسًا قويًا لثقافته.
التعليم والمثابرة
انتقل إلى القاهرة لدراسة العلوم الدينية في الأزهر الشريف، حيث واجه تحديات فكرية نتيجة ميله للتجديد والتمرد على الفكر التقليدي. في عام 1908، التحق بالجامعة المصرية لدراسة الفلسفة والتاريخ، وتأثر بأفكار أساتذته، خاصة أحمد لطفي السيد. لاحقًا، حصل على بعثة إلى فرنسا، حيث درس في جامعة مونبلييه ثم في السوربون، وحصل على الدكتوراه عن أطروحته حول ابن خلدون.
التحديات التي واجهها
عانى طه حسين من الفقر في صغره، مما جعل تعليمه مهمة شاقة. الإعاقة البصرية شكلت عائقًا إضافيًا، لكنه تغلب عليها بإصراره. كما واجه نقدًا لاذعًا بعد نشر كتابه “في الشعر الجاهلي” عام 1926، حيث وُجهت له اتهامات بمهاجمة التراث الديني والثقافي.
الإنجازات الأدبية والفكرية
تولى طه حسين مناصب أكاديمية بارزة، وكان وزيرًا للمعارف عام 1950، حيث دعا إلى مجانية التعليم بشعاره الشهير “التعليم كالماء والهواء”. من أبرز أعماله:
“الأيام”: سيرته الذاتية التي ألهمت الملايين.
“دعاء الكروان”: رواية تحولت إلى فيلم سينمائي.
“حديث الأربعاء”: مجموعة مقالات عن الأدب والفكر.
الدروس المستفادة من حياته
طه حسين يُجسد الإيمان بقوة الإرادة والطموح. أثبت أن الإعاقة لا تعيق النجاح، ودعا إلى حرية الفكر وتجديد التراث. برحيله عام 1973، ترك إرثًا ثقافيًا خالدًا يلهم الأجيال.