صناع السينما يناقشون دورهم في قضايا المرأة بفعاليات منتدي نوت بمهرجان أسوان لأفلام المرأة

محمد قناوي
عقد منتدى نوت لقضايا المرأة الذي يعقد ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول مناقشة قضايا المرأة في السينما اليوم الاثنين، ضمن مشروع تعزيز وحماية حقوق النساء “نجوم من أجل التغيير”، حيث تقام فعاليات المهرجان خلال الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري.
وأكد المخرج مجدي أحمد علي اهتمامه بقضيتين أساسيتين في الأفلام التي أخرجها وهي قضية مواجهة الإرهاب، وقضية دعم المرأة، رافضا فكرة العنصرية المضادة أو “الفيمينيزم” بمعنى محاولة إثبات قوة المرأة في مقابل قوة الرجل، بل التأكيد على دور المرأة المحوري في المجتمع، وقال : “أنا أرفض التمييز بكل أشكاله، وأفضل مناقشة القضايا بعمق وروية”.
تراجع حضور النساء
فيما تحدث المخرج يسري نصر الله عن تراجع حضور النساء كبطلات للأفلام، مشيرا إلى أنه في مرحلة سابقة كانت فيها ماجدة وسعاد حسني وفاتن حمامة يقمن بدور البطولة، إلا أن مجدي أحمد علي أكد على أن معظم هؤلاء الممثلات كن يقمن بدور ثاني بجانب البطل.
وتحدث المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، ومخرج فيلم “الشقة من حق الزوجة” عن أول فيلم مصري والذي كان من إنتاج سيدة، ولفت إلى بعض القوانين التي منحت المرأة حقوقا معينة مثل حصولها على الشقة في حالة الطلاق والإنجاب، وهو قانون أدى للعديد من حالات الطلاق وقتها.
العنف ضد المرأة
وقال د. خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية السابق، إن الرقابة على موضوعات المرأة كانت تراعي الألفاظ والشتائم وحذف كل ما يمكن أن يشين، ومنذ توليت مسؤولية الرقابة عام 2015 لاحظت كما كبيرا من العنف ضد المرأة في الأفلام، وكأن بعض المبدعين أو النصوص المكتوبة تعتبر المرأة مواطنا من الدرجة الثانية، تضرب ويتم شدها من شعرها وتتعرض للإهانة، وهو أمر غريب لم نجده في الأسر المتوسطة المصرية، لا أعرف من أين جاؤوا بكل هذا العنف، أضفت قاعدة برفض جميع أنواع العنف ضد المراة في الأفلام لتتم إجازتها.
ظاهرة مرتبطة بالخيال المريض
وعلّق المخرج يسري نصر الله بأن هذه الظاهرة مرتبطة بالخيال المريض لدى بعض الرجال أكثر ما هي مرتبطة بطبيعة المرأة.
وتابع خالد عبد الجليل إنهم حاولوا تخفيض كل مظاهر العنف ضد المرأة، سواء من خلال الأفعال أو الألفاظ، وإن كان البعض حاول الالتفاف حول هذا الأمر لكننا تصدينا لهم وقتها.
وقالت الإعلامية رباب الشريف إن بعض الأفلام استطاعت الاعتماد على النساء كبطلات مثل “الدادة دودي” لياسمين عبد العزيز أو “خالتي فرنسا” لعبلة كامل، هناك تجارب كثيرة في كل جيل، وصوت المراة يصل للجمهور، لكن يجب أن يكون هناك إلحاح في الأفكار واستمرارية، باتخاذ خطوات من قبل المشاهدين لتغيير النمط السائد، وأضافت أن “السوشيال ميديا” أصبحت رقيبا مخيفا، فالجميع يطلق أعماله وينتظر ردود الفعل على السوشيال ميديا.
فكرة العنف
وتحدث المنتج شريف مندور عن ضرورة العودة لقضايا المرأة، كما تحدث المخرج محمد حمدي عن فكرة العنف التي تؤثر على الجمهور، وتحدث عن تجربة لأحد الممثلين كان هناك مشهد يقوم به الزوج بضرب الزوجة على وجهها وطلب الممثل أن يضرب الممثلة بالفعل ليكون المشهد واقعي، فرفضت تماما هذه الفكرة، فهو يرى أن هذا يحدث بشكل طبيعي بين الأزواج في البيوت، فأخبرته أننا ضد ذلك وإن كان يحدث في البيوت لن يحدث هنا في موقع التصوير.
إحكي يا شهرزاد
ولفت يسري نصر الله إلى تعليق صافيناز كاظم، على فيلم “إحكي يا شهرزاد”، حيث وصفت العنف الذي تعرضت له منى زكي قائلة “تستاهل”، لأنها عاصية لزوجها، وهذا يرجع لثقافة المجتمع، هذا يجبرك طوال الوقت إلى الرجوع لتأويلات وتفسيرات بالفطرة.
وأشار مجدي أحمد علي إلى مشهد في فيلم “أسرار البنات” اضطر إلى تحريض دلال عبد العزيز لضرب الفتاة بطلة الفيلم صفعة كنوع من الغضب، وهو ما حدث بالفعل ولكن بعد ذلك دلال تصالحت معها واحتوت البنت وأصبحوا أصدقاء.
قضايا مختلفة
وتحدث عصام العدوي من المجلس القومي للمرأة قائلا إن السينما والمجتمع المدني أدوات للتغيير، مؤكدا أن تأثير القوى الناعمة لدينا ممتد حتى خارج مصر، لذلك من المهم مراقبة الموضوعات التي نطرحها للجمهور، نعرف أن الفيلم يحتاج إلى أن يكسب في النهاية، لكن ما المانع أن يكسب ويتقبله الجمهور ويحمل قيما إيجابية، وأشار إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي أنتجت حتى الآن 100 فيلم عن قضايا مختلفة تهم المجتمع.
الأفلام التوعوية
ورفض خالد عبد الجليل الخلط بين الأفلام التوعوية والأفلام السينمائية ذات الطابع الفني المميز، وهو ما أكد عليه مجدي أحمد علي مؤكدا أن الأفلام التوعوية التي تقدم قيمة تربوية أو تعليمية بشكل مباشر قد تضر بالفن ولا توصل الرسالة كما يجب، بل بالعكس تأتي بأثر سلبي، لذلك من المهم أن يقدم هذه الأفلام كوادر تفهم معنى السينما ومعنى الفن، لأن مشهداً واحدا في فيلم له طابع فني مميز، يمكن أن يكون له تأثير في قضية ما أكثر من مائة فيلم.
وطلبت الدكتورة عزة كامل، رئيس منتدى نوت، من المخرجين أن يتوجهوا لمنظمات المجتمع المدني ويحصلون منه على المادة الخام للموضوعات ويقوم صناع السينما بصياغتها بطريقة فنية وبخيالهم وبرؤيتهم، حتى يستمتع المشاهد وفي الوقت نفسه تتسرب له القضية بطريقة مؤثرة وغير مباشرة.
قضايا الاتجار بالنساء
وأشار المنتج محمد العدل إلى أن قضايا الاتجار بالنساء تمت مناقشتها في أكثر من فيلم ، وكذلك العديد من القضايا، لكن هناك صورة نمطية خاطئة تصدرها السينما عن صناع السينما أنفسهم، فالسينمائيون لا يستطيعون أن يحموا أنفسهم ومن ثم لن يستطيعوا حمايتكم أو مساعدة المجتمع المدني، وأكد أنه يجب أن تكون القضايا التي تناقش قضايا المراة جاذبة للجمهور حتى تتمكن من تحقيق أرباح، فتضمن للمنتج أو صناع السينما الاستمرارية وتشجعهم على صناعة المزيد.