صراعات مخيفة

تجاوز السجال السياسي بين قادة حركة النهضة و حركة الشعب كل درجات المعقول و المقبول بعد ان وصل التلاسن حد اعتبار زهير المغزاوي نورالدين البحيري شخصا لا يعرف الا الكذب و المراوغة . بلوغ هذا الحد يعني باختصار ان امكانية بقاء حركة النهضة و حركة الشعب في نفس الحكومة قد اصبخت صعبة حتى لا نقول مستحيلة و هو ما اكده رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني الذياعتبر ان الخلاف بين الحركتين قد بلغ نقطة اللاعودة . و لا شك ان الخلاف بين حركة النهضة و حركة الشعب لا يعنينا في ذاته و لن نبحث في جذوره التاريخية او اسبابه الايديولوجية و تاثره بتفاعلات المشهد الاقليمي لان ما يفرق الحركتين في هذه النقاط هو اكثر مما يجمعهما . ما يهمنا هو تداعيات هذا التناقض الحاد على الاستقرار الحكومي لانه من الصعب تصور حكومة الياس الفخفاخ دون حركة الشعب او حركة النهضة الا اذا ما اعيد تشكيلها بوجود الفخفاخ او بدونه . تفجر التناقض حاليا يشير بوضوح الى ان المشاورات التي سبقت تشكيل حكومة الياس الفخفاخ و التي امتدت لاكثر من خمسة اسابيع لم تكن في جوهرها مشاورات حول البرنامج الذي ستعمل الحكومة على تطبيقه بل حول مواقع و مناصب و هو ما جعل التضامن الحكومي ضعيفا و جعل الياس الفخفاخ غير قادر على توحيد الرؤى خاصة و ان الصراع حول المواقع و المناصب تواصل ليشمل ما في الوزارات من ادارات و مهام حول الوزراء . و يبدو ان الياس الفخفاخ سيعجز عن ايقاف الخلاف خاصة و ان حركة النهضة تريد التخفيف من اهمية ما تعتبره “تحالفا غير معلن” بين حركة الشعب و حركة التيار الديمقراطي بتشريك احزاب اخرى في الحكومة و هو ما يرفضه رئيس الحكومة لانه لا يرغب في تشريك حركة قلب تونس في الحكومة . هذه المناورات السياسية لا تهمنا كثيرا و لكن ما يعنينا ان الطبقة السياسية لا تقدر خطورة ضعف التضامن الحكومي او دفع الحكومة لرمي المنديل في هذا الظرف بالذات . لقد زادت الكورونا في انهاك الاقتصاد و هو ما يفرض برامج استثنائية و عملا مضاعفا و استقرارا سياسيا يبدو انه لن يتوفر و ان اهم الفاعلين يفضلون خوض صرلع عبثي و مخيف على التفكير في المصلحة العامة و هو ما يؤكد ان نحبة تونس الحاكمة هي واحدة من اكبر معيقات تقدمها
محمد صالح الجنادي