صحيفة إسرائيلية تكشف لماذا تأخر الغزو البري لغزة؟

رصدت الصحف العبرية، ما وصفته بـ «الحالة العسكرية» داخل إسرائيل، بعد 11 يوما من انطلاق «طوفان الأقصى»، والاستعداد لشن حرب برية تدميرية على غزة، ونشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، مقالا كتبه المحلل العسكري، يونا جيريمي بوب، بعنوان «لماذا تأخر الغزو البري لغزة منذ يوم الجمعة
الغزو ليس وشيكا
ويقول يونا جيريمي بوب، إن الأمر بدا واضحا وضوح الشمس يوم الخميس إن غزو الجيش الإسرائيلي المضاد لغزة سيبدأ إما الجمعة أو السبت.
كما أن الجيش الإسرائيلي أعطى مواعيد نهائية معينة للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة، على أن تنتهي هذه المواعيد النهائية بحلول منتصف نهار الجمعة.
ويضيف أن طبول الحرب بدأت تٌقرع في وقت مبكر يومي الأحد والإثنين، ومهّدت القوات الجوية الطريق بأيام من القصف المدمر. ومع ذلك، فقد وصلنا الآن إلى يوم الثلاثاء، وجميع العلامات تشير إلى أن الغزو أصبح بعيداً، وليس وشيكا بعد.
قلق متزايد
فما الذي تغير؟ يقول يونا جيريمي بوب: «يبدو أن هناك عوامل عدة تسببت في التأخير». أحدها ما نقلته مصادر لصحيفة جيروزاليم بوست، أن أحد العوامل هو القلق المتزايد من أن حزب الله ينتظر اللحظة التي تكون فيها معظم القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي جاهزة للزحف البري على غزة ليفتح جبهة كاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشمال.
وتابع «حقيقة أن حزب الله لم يشارك منذ بداية الحرب صباح السبت وأبقى هجماته على إسرائيل عند عتبة منخفضة إلى حد ما لا تثبت أنه تم ردعه»، بحسب الكاتب، بل هي جزء من خدعة حرب متقنة لإغراء إسرائيل وإعطاء الجيش الإسرائيلي شعورا زائفا بالأمن، على غرار ما حققته حماس في الجنوب.
وهذا، ومن وجهة نظر المحلل العسكري الإسرائيلي، لن يمنع الجيش الإسرائيلي من غزو غزة، لكنه ربما يكون قد تسبب في تأخير الغزو للتحقق بشكل أفضل من الإشارات المتعلقة بنوايا حزب الله، فضلاً عن تعزيز القوات الشمالية تحسبا للأسوأ.
الأمر يتطلب تخطيطا كبيرا
وهناك أيضا اعترافا عميقا داخل الجيش الإسرائيلي وعلى المستوى السياسي، بأن الجيش لم يخض حربا كهذه منذ عقود، وأن الاندفاع إلى التدخل دون استعداد، لمجرد إشباع التعطش للانتقام بشكل أسرع، يمكن أن يكون خطأ كبيرا.
وخير مثال على وجهة النظر هذه، الغزو البري في حرب لبنان الثانية عام 2006، والتي كانت عبارة عن فوضى كاملة، على الرغم من أن القوة الجوية كانت هي الجزء الناجح.
ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي، أن تحقيق «مفاجأة» استراتيجية سيكون مستحيلاً نظراً لأن حماس هي التي بدأت هذه الحرب، وبما أن الجيش الإسرائيلي يرغب أيضاً في تحقيق مفاجأة تكتيكية ضد حماس، فإن الأمر يتطلب التخطيط.
عوامل أخرى
ويضيف أن هناك عدة عوامل أخرى للتأخير، والتي يمكن أن تشمل الضغط الأمريكي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، والمخاوف الداخلية بشأن الرهائن الإسرائيليين في غزة، وإعطاء المزيد من الوقت للفلسطينيين للإخلاء.
ويوضح أنه على الرغم من الدعم العالمي الكبير الذي حصلت عليه إسرائيل، فإن اللحظة التي تتضخم فيها أرقام الضحايا في غزة، والتي من المرجح أن تحدث عندما يبدأ الغزو، فستكون هناك ضغوط قوية من الولايات المتحدة والعالم لوقفه.
ويختم المحلل العسكري مقاله في صحيفة «جيروزاليم بوست» بالقول إنه فقط بعد الحرب سنعرف ما إذا كان هذا الوقت الإضافي قد تم إنفاقه بحكمة في صياغة خطة غزو وما بعد الغزو، لتكون أكثر ذكاء وفعالية، أم أنه كان إهدارا للوقت.
*****الغد