مقالات

سورية ما بين مؤتمر باريس والمؤتمرات الثلاث القادمة ..!!؟

انعقد المؤتمر حول سورية في باريس والذي شهد مشاركة إقليمية ودولية واسعة بتاريخ الخميس ١٣ شباط ٢٠٢٥ تم التعهد الدولي الواسع بدعم الانتقال في سورية .

 

حيث اتفقت 20 من القوى الإقليمية والغربية على بذل أقصى جهد لمساعدة السلطات الجديدة في سورية وحماية البلاد خلال الفترة الانتقالية، في حين حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطات السورية على الشراكة مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ..!! .

وفي بيان اتفقت عليه 20 دولة، بما في ذلك سوريا ومعظم الدول العربية والغربية، باستثناء الولايات المتحدة حيث قال دبلوماسيون إن الإدارة لا تزال ترسم سياستها تجاه دمشق ..، قال المشاركون إنهم سيعملون على “ضمان نجاح الانتقال لما بعد بشار الأسد في إطار عملية يقودها السوريون وتخصهم بجوهر المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254″ ..!! .

وأضاف البيان أن الدول الموقعة “ستقدم الدعم اللازم لضمان عدم قدرة الجماعات الإرهابية على خلق ملاذ آمن لها مجددا في الأراضي السورية” ..، وتعهد المشاركون بدعم آليات الحوار الشامل التي أعلنت الحكومة الانتقالية السورية عن إطلاقها حتى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا …!! .

كما أكدوا الاعتراف بالحكومة الانتقالية السورية، وشددوا على وقف جميع الأعمال العدائية في سوريا، ودعم توحيد الأراضي السورية من خلال تسوية سياسية تفاوضية، وضمان سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها .. .

ودعوا المجتمع الدولي لزيادة حجم ووتيرة المساعدات الإنسانية، وإنشاء إطار تنسيقي جديد وسريع للمساعدة في إعادة إعمار سوريا .. .

وقد شارك في المؤتمر وزراء من دول المنطقة مثل مصر والسعودية وتركيا ولبنان إلى جانب قوى غربية، وحضرت الولايات المتحدة لكن بتمثيل دبلوماسي على مستوى أقل ..!! .

اللافت هو موقف الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون والى جانبه وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني المرحل به خلال المؤتمر ..!! .

محور المؤتمر اولا محاربة تنظيم الدولة ..

فقد حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

السلطات السورية الجديدة على دراسة شراكة مع التحالف الدولي المتمركز في العراق ويقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لمنع زعزعة استقرار سوريا خلال الفترة الانتقالية التي تمر بها .

وقال ماكرون -في ختام المؤتمر المنعقد حول سوريا في باريس- إن “مكافحة تنظيم الدولة هي أولوية مطلقة ..!!، من هنا، فإن إقامة شراكة وثيقة مع التحالف فكرة جيدة جدا” .

وأضاف أن “فرنسا مستعدة لبذل المزيد من الجهود لمساعدة سوريا في محاربة الجماعات الإرهابية والحيلولة دون تحول سوريا مجددا إلى منصة لجماعات تابعة لإيران ولزعزعة استقرار المنطقة” .. .

وللعلم فقد ترأس وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفد بلاده المشارك في المؤتمر، في أول زيارة إلى الاتحاد الأوروبي منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، وبعد أيام من دعوة ماكرون للرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة فرنسا .. .

 

اما القادم والمثير والمقلق معا فهو الثلاث قمم التي ستؤشر إلى مسارات الاوضاع في المنطقة وفي سورية خاصة ..

حيث كتب الاعلامي أحمد رفعت يوسف يقول :

تنتظر المنطقة والعالم، ومنها سورية، نتائج ثلاثة قمم، ستنعقد خلال الفترة القريبة المقبلة ..

* قمة عربية مصغرة، لزعماء مصر.،والسعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، في العشرين من الشهر الجاري .

* قمة عربية موسعة، بعدها بنحو أسبوع، في القاهرة .

* قمة يجري الاعداد لها، للرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين.

واضح ان الأوضاع، في اهم بؤرتي توتر في العالم حاليا، وهما غرب اسيا، واوكرانيا، ستكونان محور مدوالات هذه القمم، وفي مقدمتها المشاريع الأمريكية الإسرائيلية، حول القضية الفلسطينية، وخاصة تهجير ما تبقى من الفلسطينيين، في قطاع غزة، والضفة الغربية، وتوطين اللاجئين الفلسطينيين، في أماكن تواجدهم، وهذا سيكون محور اهتمامات القمتين العربيتين .

كما ستكون أوكرانيا، والاتجاه الأمريكي الروسي، لوقف الحرب فيها، وسعي ترامب، للتفرغ إلى الصراع الأمريكي الرئيسي مع الصين، على رأس اهتمامات قمة ترامب بوتين .

في الظاهر تبدو سورية، ليست على جدول أعمال هذه القمم، لكنها ستكون بندا رئيسا، وفي صلب اهتماماتها، وسيكون لها تأثير مباشر عليها .

فالدول العربية، يهمها استقرار سورية، وباتت كل دولها تشعر بخطورة الوضع فيها، وانعكاساتها عليها، وهذا يغلب الموقف العربي، الداعي لايجاد حل للازمة السورية، عبر حكومة انتقالية، تمثل كل السوريين، ودستور جديد، يحدد هوية الدولة، وشكل نظام الحكم فيها، وإجراء انتخابات، تنتج سلطة وطنية، لكل السوريين .

أما قمة ترامب بوتين، فسيكون لها تأثير مباشر، على الوضع في سورية، لأن أي حل يتفقان عليه في أوكرانيا، غير ممكن بدون إيجاد حل للوضع في سورية، سيكون قريب، من الرؤية العربية للحل .

ما نراه اليوم في سورية، منذ سقوط نظام المجرم الهارب بشار الأسد، يتناقض في الكثير من تفاصيله، مع الرؤية العربية والدولية للحل، وهذا يتطلب من القيادة الجديدة في دمشق، قراءة المشهد العربي والدولي، بشكل جيد، ومختلف عن ممارستها على الأرض، حتى لاترى نفسها، في حالة صدام مع الدول العربية والأجنبية المؤثرة، وسيجعلها في وضع لن يكون مريح لها .

لقد شبع الشعب السوري حروبا، ودماء، وانقساما، ونتمنى ان تبادر القيادة السورية، لالتقاط هذه اللحظة التاريخية، والتوافق الإقليمي والدولي النادر (ربما باستثناء إسرائيل) على الحل، وخارطة الطريق لهذا الحل، والعمل بطريقة بناءة، مع القوى الحية في المجتمع السوري، لبناء سورية جديدة، تتسع للجميع، خاصة وأن اليد ممدودة، من معظم مكونات المجتمع السوري، لهذا الاتجاه، ونتمنى ان نرى يد القيادة ممدودة هي الأخرى، حتى لاتضيع هذه الفرصة التاريخية .. .

عاشق الوطن ..

د. سليم الخراط

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق