“سودان يا غالي” في مهرجان تورنتو السينمائي بدعم من مؤسسة البحر الأحمر

محمد قناوي
أعلن مهرجان تورنتو السينمائي الدولي الذي يقام في الفترة من ٢٨ أغسطس إلى ٧ سبتمبر عن الأفلام المشاركة في قسم الأفلام الوثائقية، ومن ضمن هذه القائمة الفيلم المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي: “سودان يا غالي” من اخراج هند المدب.. وحسب بيان لمؤسسة البحر الاحمر السينمائي عبر صفحتها علي “فيس بوك” قالت فيه :” تفخر مؤسسة البحر الأحمر السينمائي بدورها في تمويل ودعم هذا العمل الاستثنائي من خلال صنوق البحر الأحمر
الفيلم يدور حول شجن ومها ومزّمل، وصوت الشاعر شيخون ،نشطاء شباب سودانيون يتوقون إلى الحرية. ثورتهم شعرية، تحركها قوة الكلمة، في معركة غير عادلة تضع أصوات الشباب في مواجهة القوى العسكرية .
وتقول مخرجة الفيلم “هند المدب”: شباب سودانيون في العشرينات من عمرهم، ناشطون سياسياً ومبدعون فنيا ، هذا الفيلم عبارة عن جوقة سينمائية، صورة جماعية لجيل يناضل من أجل الحرية بكلماتهم وأشعارهم وأناشيدهم، وفي مواجهة جيش فاسد مذنب بارتكاب جرائم حرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كان لدى هؤلاء الأفراد كل الأسباب لفقدان الثقة. ومن دون الحلم الذي يرشدهم وقوة الخطاب الشعري، لم يكن بإمكانهم أبداً الإطاحة بالنظام السابق. منذ التقيت بهم في الاعتصام الثوري الذي استمر 57 يومًا في مقر الجيش بالخرطوم، كنت أصور كل خطوة من رحلتهم. لقد نجوا من مجزرة 3 يونيو 2019، عندما هاجم الجيش مكان الاعتصام، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في ساعات قليلة فقط. لقد قاوموا الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، حتى بدأت الحرب، وتسببت في الموت والدمار في كل مكان، مما اضطرهم إلى سلوك طرق المنفى.
وتضيف : في السودان، يقرأ الناس الشعر بسهولة كما يتنفسون. بالنسبة للسودانيين، فهي أداة للمقاومة. يظهر الشعر في المحادثات، في المظاهرات، على الجدران، هذه “القصائد الملحمية” تُكتب بينما يُصنع التاريخ. كمخرج، أنا مترجم، وبينما كنت أتابع سعيي لترجمة هذا الشعر الجميل، أدركت الخطوط العريضة لعصر ما بعد الإسلاموية الجديد، خلال ثلاثين عاماً من الديكتاتورية في السودان، تم استخدام الدين للسيطرة على الحياة اليومية
الثوار السودانيون في الفيلم ومئات غيرهم يرفضون ذلك الآن. وهم يعتقدون أن الإيمان مسألة خاصة ويناضل الجيل الجديد من أجل حرية الضمير كما جاء في هذه القصيدة الشهيرة: “يقتلوننا باسم الدين. لكن الإسلام يقول لنا: قوموا ضد الطغاة ، الرصاصة لا تقتل، الصمت يفعل.
السودان يقع على مفترق طرق العوالم التي ترددت عليها منذ الطفولة. غادرت والدتي المغرب وأبي تونس في السبعينيات هرباً من الدكتاتورية، بحثاً عن الحرية في فرنسا، لقد مرت ثلاثة أجيال من محاولات إنهاء الاستعمار لتغيير الأنظمة القمعية في أفريقيا والشرق الأوسط، والتي لا تزال دون جدوى إلى حد كبير. يدور هذا الفيلم حول كيفية مواجهة هذا التغيير المستحيل.