هل لاحظتم وأنتم تتجوّلون في المراكز التّجاريّة الكبرى وبين واجهات العرض الزّجاجيّة الجذّابة أنّكم تندفعون دائما لشراء الجديد والمزيد من كلّ شيء؟
قد ندخل أحد المتاجر لشراء غرض محدّد لكن ما إن تقع أعيننا على أشياء جديدة ننبهر بها وتقودنا غريزتنا إلى اقتنائها حتّى إن كنّا في غنى عنها ظنّا منّا أنّها ستحقّق لنا السّعادة. لكن على العكس تماما هي طريقة استهلاكيّة خاطئة. لا تجعلك إلاّ عبدا للحملات التّسويقيّة الّتي تجعلك أسير وحش الاستهلاكيّة وبالتّالي تنعكس سلبا على أسلوب حياتك. فما العمل إذا؟
إذا كنت مهتمّا بتحسين أسلوب حياتك فما عليك إلاّ ان تحكّم عقلك ولا تنساق وراء عواطفك، وذلك من خلال اتّباع نمط حياتيّ يقوم على البساطة أو ما يعرف ب “المينيماليزم”. وهو مصطلح أصبح يمثل في الآونة الأخيرة أسلوب حياة بسيط يهدف إلى إزالة الفوضى من جميع جوانب الحياة. يتمّ فيه استخدام أبسط العناصر وأقلّها لإنشاء أقصى تأثير.
تعود أصول “التّقليلية” إلى الفنون حيث يتميّز العمل الفنّي بخطوط بسيطة وألوان قليلة فقط وموضع دقيق لتلك الخطوط والألوان. وقد يساعدك هذا النّمط الحياتيّ على تقليل الفوضى في حياتك والتخلّص من عادة تكديس الأغراض الّتي لا تجدي نفعا وتحقيق هدفك الاساسي وهو سعادتك قبل كلّ شيء.
هناك العديد من الأساليب المختلفة للبساطة، لكنّها في الحقيقة هي مجرّد أداة لمساعدتك في تحديد أولويّات ما هو مهمّ في حياتك.
كيف يمكنك أن تبدأ إذا؟
سهل جدّا. ما عليك إلاّ أن تبحث عن دوافع اختيارك لأسلوب “المينيماليزم” لتتّضح الرّؤية لديك ثمّ ابحث عن الاشياء المتكرّرة أو عن شيء واحد في منزلك لم تعد بحاجة إليه وقم بإزالته. فالبدء على نطاق صغير هو أفضل طريقة للبدء!
أمّا الخطوة التّالية فتتمثّل في التوقّف عن شراء الأشياء الجديدة الّتي لا تحتاجها وذكّر نفسك دائما أنّ الأشياء المتكرّرة ستُربك عقلك وتجلب لك الفوضى.
خطّط جيّدا لوقتك و لشراءاتك وفكّر مليّا في ميزانيّة إنفاقاتك، وضع دليلا إرشاديّا للأشياء الّتي تضيف قيمة لحياتك والأشياء الّتي لا تضيف قيمة لها.
لا تنسى أن تبسّط هاتفك الذكي وحاسوبك وبريدك الإلكتروني وكلّ ما يتعلّق بمجالك الرّقمي والتّطبيقات الّتي لا تحتاجها كي تتفادى تشتّت الانتباه وضعف التّركيز.
فمن المهمّ أن تحرّر كلّ مساحاتك ممّا قد يثقل كاهلها ويعيق تقدّمك. كما عليك أن تبحث عن طريقة ناجعة تناسبك لاتّخاذ قرارك والتخلّّص من الفوضى.
وتذكّر دائما أنّ التّغييرات الجذريّة لا تحدث بين عشيّة وضحاها، لكنّك مع مرور الوقت ستشعر بصفة تدريجيّة بالتّغيير الإيجابي.
ستبدأ في رؤية المساحة في منزلك تنفتح من حولك. ستبدأ الأسطح في الإزالة وستفقد الخزائن وضعها المحشو.
سيكون لديك في النّهاية المزيد من الوقت والطاقة للقيام بالمزيد من الأمور المهمة.
يمكنك تطبيق هذه الخطوات في كلّ مجالات حياتك تقريبا. وبدلاً من التّفكير في البساطة كأسلوب حياة، اعتبره قرارا حازما تستخدمه لاتّخاذ قرارات مهمّة في حياتك.
قد تبدو هذه الخطوات مُتعثّرة في البداية لكن بمرور الوقت ستكتسب اهميّة أكبر في حياتك وتزداد قدرتك على التّغيير.
سيساعدك هذا الأسلوب على التحرّر أكثر والتّركيز على الأمور المهمّة، ممارسة تجارب جديدة، التخلّص من الفوضى وتراكم المهام كما تجنّبك إهدار الكثير من الوقت والأموال في الأشياء عديمة الفائدة.
هل تُفكّرون في تجربة “المينيماليزم” واتّباع أسلوب حياة بسيط؟
