دفعة لندن: أين الخطأ!!؟

ضجت أزقة وشوارع الفيسبوك باستنكار بعض العراقيين ما قيل عن المسلسل الكويتي (دفعة لندن) باعتباره يستهين بالمرأة العراقية ويصورها بأنها تشتغل في لندن خادمة في بيت طالبات كويتيات.
وأخذت الحمية المستنكرين ، فتناقلوا منشورا يذكر اسماء الرائدات العراقيات في كل المجالات وعن فضل العراق على الكويت الخ الخ.
لم ابد رأيا حتى أرى الحلقة الأولى التي أثارت كل هذا الضجيج. والان استطيع ان اجزم أن كل من أبدى رأيا عنيفا ضد المسلسل لم يشاهده، أو لم يفهم مضمونه.
أولا المسلسل كقصة يستعرض في الحلقة الأولى احوال عرب (من الكويت والعراق ومصر وسوريا) وايرانيين وهنود في لندن، وكلهم تقريبا تعرضوا بشكل أو بآخر الى محن ومصائب وسرقات وطرد من الشقق لعدم دفع الايجار.
أصلا الشخصية العراقية كانت الوحيدة التي يمكن القول أنها كانت تتكلم باعتداد وكبرياء عن نفسها أمام الجميع. وقد لجأت الى الخدمة في البيوت لتحفظ كرامتها وكرامة اخواتها معها حيث لم يكن لهن مورد رزق.
بل ان المسلسل بدأ بواقعة للاميرة ديانا زوجة الامير تشارلز وهي تخلع حذاءها وتهرب من جمهور يطاردها (من الصحفيين والمصورين) وينقذها منهم مجموعة من الطلبة الشباب من جنسيات مختلفة عربية واسيوية.
ثم البنات الكويتيات يتعرضن للسرقة من عصابة شوارع ويضطررن هن ايضا الى سرقة فلوس شحاذ اعمى حتى يستطعن العودة الى البيت.
باختصار الفيلم لا ينتقص من العراقيات ولا من أي من الجنسيات ولا حتى من الأميرة ديانا في هربها المخزي في الشوارع من المطاردين (وهي اميرة في بلادها)، وانما يستعرض مشاكل تحدث لكل مهاجر لبلاد أجنبية.
يا عراقيين تخلصوا من عقدة العظمة. هل العمل الشريف (الخدمة في البيوت) منقصة؟ ألم نسمع قصصا عن مهاجرين ربما كانوا اساتذة جامعات في اوطانهم لكنهم اضطروا الى العمل في غسيل الاطباق في مطعم في المهجر؟
بل أصلا وجدنا ميسون العراقية التي تعمل في خدمة الكويتيات ترد الصاع صاعين للبنات الكويتيات حين اتهمنها بسرقة خاتم احداهن.
قالت كلاما لا اعرف كيف سمح صناع المسلسل لعراقية ان تقوله في حق الكويت.
المسلسل كان ممتازا ومختلفا تماما عن كل مسلسل عربي شاهدته حتى الآن في التمثيل والتصوير والإخراج والفكرة قبل كل شيء.
وللعراقيين أقول: استهدوا بالرحمن.
بقلم بثينة الناصري