حمى الانقلابات…
الذين لم يستوعبوا ولم يفهموا معنى الانتقال الديمقراطي ولو كان هشا أما أنهم من جماعة الحنين للماضي بكل اجنداتهم واما من جماعات المد الشعوبي الجديد كلهم ينادون بانقلابات وكاننا في زمن بينوشيه…
ليس القضية قصة روز بالفاكية او مجالس شعبية بقدر ما هي قضية اجندات مختلفة تتحرك في تونس منذ سنوات غايتها الوحيدة هي التموقع وفرض أذنابها وأولياتها في مفاصل الدولة…
الحكومة مهما اختلفنا معها تبقى حكومة خرجت من رحم المجلس النيابي المنتخب وكل الدعوات الى اسقاطها مردودة على اصحابها مهما كانت دوافعهم…
الدعوات لاعادة الفوضى واسقاط الدولة تبطن في داخلها ارادة للتربص بالبلاد وزعزعة استقرارها…
في السابق كنت من اشد الدعاة للاستقرار الحكومي زمن دعوات العديدين لاسقاط حكومة للشاهد واليوم بكل شدة اساند استمرارية الدولة واستقرار هياكلها بعيدا عن الفوضى الخلاقة….
المسار الديمقراطي على هشاشته يبقى ارحم من الفوضى وادخال البلاد في دوامة المجهول لذلك اعتقد ان الاجندات وعرابيها عليها بالصمت وان ارادت تغيير المشهد السياسي عليها ان تحتكم للصناديق ولاصوات الشعب لاغير…
في انتظار افق اجتماعي متغير وتنمية عادلة ومنوال اقتصادي جديد ادعو الحكومة الى الحوكمة الرشيدة و احكام السيطرة على الموارد و وضع برنامج واضح للسنوات القادمة حتى تتضح الرؤية .
اما باقي دعوات الانقلابات و الخروج الى الشوارع فلا غاية منها للعباد والبلاد الا مزيدا من الفوضى و زعزعة استقرار تونس وامنها….
في انتظار الاستحقاقات الانتخابية القادمة لكم كل الوقت للتفكير في البدائل الديمقراطية وكسب رضوان الشعوب واصواتها….
الدكتور شهاب دغيم