الأخبارسياسةمقالات

حلب بين فكي كماشة

كتب: عبدالعزيز ناصر

 

تشهد مدينة حلب تحولًا دراماتيكيًا في مجريات الصراع، حيث أعلن الأسد عن استعداده لاستخدام القوة ضد المسلحين، مما يعكس تصميمه على استعادة السيطرة الكاملة على المنطقة. في ظل هذا التصعيد، جاءت الأخبار عن اتفاق غرفة العمليات المشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للخروج من حلب، مما يشير إلى تحالفات جديدة قد تغير من موازين القوى في المعركة.

تركيا، من جانبها، لم تبقَ مكتوفة الأيدي. فقد استنفرت الجيش الوطني التابع لها لمواجهة قسد، مما يدل على أن الصراع في حلب أصبح أكثر تعقيدًا مع تدخل قوى إقليمية تسعى لحماية مصالحها. هذا التحرك يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين الأكراد والجيش الوطني، وهي توترات قد تؤدي إلى تصعيد جديد في القتال.

وفي خضم هذه الأحداث، قامت قسد بقصف المليشيات الشيعية التي جاءت لمؤازرة الأسد، مما يعكس استراتيجيتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة. هذا الرد الناري يعبر عن تصميم قسد على الدفاع عن أراضيها، ويشير إلى أن المعركة في حلب ليست مجرد مواجهة محلية، بل هي جزء من صراع أكبر يشمل قوى إقليمية ودولية.

تتجه الأنظار الآن إلى حلب، حيث قد تؤدي هذه الديناميكيات المتغيرة إلى تغيير مسار الصراع في سوريا. في خضم هذا الصراع، يبدو أن الفائزين والخاسرين سيظهرون بوضوح، ولكن ما هو مؤكد أن المعركة من أجل حلب ستظل إحدى أكثر الفصول إثارة في تاريخ الصراع السوري.

تستمر الأحداث في التطور، ولا يزال المستقبل مجهولًا. لكن ما هو واضح أن حلب ستبقى محور الصراع، وأن كل طرف يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة في معركة تتجاوز حدود المدينة لتشمل الصراع الإقليمي الأوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى